أيدت المحكمة العليا الأمريكية، اليوم الأربعاء، حكم إعدام أول سجين بغاز النيتروجين في ولاية ألاباما، إذ رفضت وقف حكم الإعدام الصادر ضد كينيث سميث، المقرر تنفيذه هذا الأسبوع، بطريقة جديدة تمامًا، واجهت انتقاد بعض الخبراء الذين قالوا إنها قد تؤدي إلى الألم المفرط أو حتى تعذيب السجين.
ومن المقرر أن يتم إعدام "سميث"، لدوره في جريمة قتل حدثت في عام 1988، إذ قتل إليزابيث سينيت طعنًا، بعد أن عرض زوجها أن يدفع لسميث ورجلين آخرين، ألف دولار لكل منهم نظير قتلها، فيما انتحر زوجها "القس" تشارلز سينيت في وقت لاحق، وفقًا لشبكة "سي إن إن".
قبل 14 شهرًا وتحديدًا في 17 نوفمبر 2022، نجا "سميث"، من محاولة إعدامه بالحقنة القاتلة، لعدم تمكن المسؤولين من إدخال الحقنة المميتة في أوردة ذراعي سميث ويديه وحتى بالقرب من قلبه، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
وقال سميث، وقتها إنه يرى أن "الحقنة القاتلة" عقوبة قاسية، واقترح أن يتم قلته عن طريق استنشاق النيتروجين النقي بدلًا منها.
وفي 11 يناير الجاري، أجاز قاض لولاية ألاباما بإعدام السجين بغاز النيتروجين، كأول عملية إعدام في البلاد بموجب طريقة جديدة ينتقدها المحامون معتبرين أنها "قاسية وتجريبية".
وحاول محامو "سميث"، وقف عملية الإعدام بالنيتروجين قائلين إنها تجعله "مادة اختبار"، لطريقة إعدام لم يتم تجربتها بعد.
قلق أممي
وتعليقا على الحكم، أعرب مكتب الأم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلقه من إعدام سميث بهذه الطريقة، قائلًا إن "الخنق باستخدام غاز النيتروجين، يمكن أن يصل إلى مستوى التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان".
ودعت المتحدثة باسم المكتب رافينا شامداساني، في 16 يناير، إلى وقف إعدام سميث، والامتناع عن اتخاذ خطوات تجاه أي عمليات إعدام أخرى بهذه الطريقة.
وقالت إن الجمعية الطبية البيطرية الأمريكية توصي بإعطاء الحيوانات الكبيرة مهدئًا عند القتل الرحيم بهذه الطريقة، في حين أن بروتوكول ألاباما للإعدام بالطريقة نفسها لا ينص على تخدير البشر قبل الإعدام، كما ينص البروتوكول أيضًا على إعطاء الغاز عديم الرائحة وعديم اللون لمدة تصل إلى 15 دقيقة.
وأضافت "شامداساني"، أن هناك مخاوف جدية من أن إعدام سميث في هذه الظروف قد ينتهك الحظر المفروض على التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، فضلًا عن حقه في الحصول على سبل إنصاف فعالة".
ما هو الإعدام بالنيتروجين؟
يتم إجبار السجين على تنفس النيتروجين النقي، مما يحرمه من الأكسجين اللازم للحفاظ على وظائف الجسم.
هل تم استخدامه من قبل؟
لم تستخدم أي دولة الإعدام بغاز النتيروجين، وفي عام 2018، أصبحت ألاباما الولاية الثالثة –إلى جانب أوكلاهوما وميسيسيبي– التي تسمح باستخدام غاز النيتروجين لإعدام السجناء، بحسب صحيفة "ذا جارديان".
وتبحث بعض الولايات الأمريكية، عن طرق جديدة لإعدام السجناء بسبب صعوبة العثور على الأدوية المستخدمة في الحقن المميتة، وهي طريقة الإعدام الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة.
كيف يتم الأمر؟
يشكل النيتروجين، وهو غاز عديم اللون والرائحة، 78% من الهواء الذي يستنشقه الإنسان وهو غير ضار عند استنشاقه بمستويات مناسبة من الأكسجين، وتشير النظرية إلى أن تغيير تركيبة الهواء إلى 100٪ نيتروجين سيؤدي إلى فقدان للوعي ثم الموت بسبب نقص الأكسجين.