في الوقت الذي ترفض فيه حركة حماس الفسطينية أي مقترح لا يشمل الوقف الكامل للحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، يؤكد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن المرحلة الثالثة من الحرب التي بدأت بالفعل ستستغرق ستة أشهر مقبلة.
ستة أشهر أخرى
وقال "نتنياهو" لوزراء حكومة الاحتلال هذا الأسبوع: "إن الجيش الإسرائيلي سيحتاج إلى ستة أشهر لإنهاء المرحلة الثالثة من الحرب التي بدأت بالفعل في شمال قطاع غزة"، بحسب ما أفادت هيئة البثّ الإسرائيلية العامة "كان 11".
وقال نتنياهو للوزراء: "كما قلنا مسبقا إن الجزء الجوي سيستمر ثلاثة أسابيع، وهكذا كان، وكما قلنا إن الجزء الثاني من المناورة الضخمة سيستمر ثلاثة أشهر، لذلك نقول إن الجزء الثالث من فرض السيطرة والتطهير سيستمر ستة أشهر".
ووفقًا لـ"هيئة البثّ الإسرائيلية"، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بتخفيض عدد المقاتلين في غزة، بإطلاق سراح أفراد الاحتياط وإخراج المقاتلين بانتظام للانتعاش والتحضير للقتال في غزة.
وتوقعت "هيئة البثّ الإسرائيلية" أن تشمل المرحلة الثالثة إنهاء المناورة البرية وتخفيض القوات وإطلاق سراح أفراد الاحتياط والانتقال إلى الغارات المستهدفة. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع في المرحلة الثالثة إنشاء ما يشبه المنطقة الأمنية في قطاع غزة.
اقتراح إسرائيلي
ونقل موقع "أكسيوس" الإخباري الليلة الماضية عن مسؤولين إسرائيليين اثنين قولهما، إن اقتراح إسرائيل لحماس يتضمن وقفًا للقتال لمدة تصل إلى شهرين في إطار اتفاق متعدد المراحل يشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين في غزة.
وأضاف أنه بحسب الاقتراح، تشهد المرحلة الأولى إطلاق سراح النساء والرجال الذين تزيد أعمارهم على 60 عامًا والمحتجزين الذين في حالة طبية حرجة، بينما تشمل المراحل التالية إطلاق سراح المجندات والرجال الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا من غير الجنود والجنود الإسرائيليين وجثث المحتجزين. وقال المسؤولان الإسرائيليان إن الاقتراح يشمل أيضًا إعادة انتشار القوات الإسرائيلية بحيث يتم نقل بعضها من المراكز السكانية الرئيسية في القطاع والسماح بالعودة التدريجية للمدنيين الفلسطينيين إلى مدينة غزة وشمال القطاع.
رفض المقاومة
عضو المكتب السياسي حركة حماس الفلسطينية، غازي حمد، قال: "إن الحركة ترفض المقترح الإسرائيلي الخاص بإيقاف القتال لمدة شهرين في إطار صفقة متعددة المراحل تشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة"، مكررًا تأكيده بالإصرار على الوقف الكامل للحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة قبل الحديث عن أي تفاصيل تتعلق بالأسرى.
وأضاف "حمد"، اليوم الثلاثاء: "لن نقبل بهذه التجزئة وهذا الأسلوب وهذه الطريقة، لأن هذا يعني أن إسرائيل ستستمر في القتال والحرب واستباحة قطاع غزة وتكرار المجازر، وهذا جربناه في الهدنة الأولى". وفق ما نقلته وكالة أنباء العالم العربي.
وشدد قائلًا: "نحن مصرون على أن الحرب يجب أن تتوقف بشكل نهائي وأنهم لن يعودوا إليها مرة ثانية، مهمتنا هي حماية شعبنا ووقف المجازر ووقف الدم ووقف القتل الجماعي والإبادة"، واصفًا المقترح بأنه "عملية تمويه وكذب وخداع يمارسها الإسرائيليون".
ومضى قائلًا: "لا أحد يقبل إطلاقًا أن يتم وقف الحرب لمدة شهرين ثم تعود إسرائيل لارتكاب المجازر مرة ثانية، لذلك نحن مصرون على وقف كامل للحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية، ثم الحديث بعد ذلك عن التفاصيل الأخرى المتعلقة بالترتيبات الخاصة بتبادل الأسرى".
الأولوية وقف الحرب
وأضاف: "موقفنا الرسمي هو رفض هذا الاقتراح، لأنهم يعتبرون أن قضيتهم هي قضية الأسرى فقط، وبالتالي بعد إطلاق سراحهم سيأخذون حريتهم في الحرب ضد غزة، ونحن نقول لهم لا، لأن أولويتنا هي وقف العدوان على قطاع غزة وانسحاب قوات الاحتلال، ولن نترك لهم مجالًا لأن يعيدوا الحرب مرة ثانية على قطاع غزة".
واعتبر "حمد" أن المقترح الإسرائيلي "اعتراف بالعجز، لأن إسرائيل فشلت فشلًا ذريعًا في قطاع غزة، وهم - باعترافهم - لم يحققوا حتى الآن أي إنجاز، وكل ما نجحوا فيه ويفخرون به هو قتل المدنيين والأطفال وتدمير المنازل".
خطة شاملة
وتضغط الولايات المتحدة ومصر وقطر على إسرائيل وحماس لقبول خطة شاملة من شأنها إنهاء الحرب، وإطلاق سراح المحتجزين في غزة، وإجراء محادثات لإقامة دولة فلسطينية.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن خطة "الـ90 يومًا" ستؤدي إلى وقف الحرب بالكامل، وخلال هذه الفترة ستطلق حماس سراح جميع المدنيين، بينما ستطلق إسرائيل سراح مئات السجناء الفلسطينيين، وتنسحب من مدن غزة وتسمح بحرية الحركة في القطاع وتوقف نشاط الطائرات دون طيار فوقه، ومضاعفة حجم المساعدات الإنسانية.
وأوضحت الصحيفة نقلًا عن مصادر، إن إسرائيل تسعى إلى وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين، وتتجنب الحديث عن وقف دائم لإطلاق النار. ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في القاهرة، خلال الأيام المقبلة، بحسب الصحيفة الأمريكية.