على غير السائد، انخفضت شعبية المستشار الألماني أولاف شولتس، في عامه الثاني منذ أن تولى منصبه خلفًا للمستشارة أنجيلا ميركل، التي قضت 16 عامًا على رأس الحكومة، إلا أن غضب الشارع تجاه سياسة شولتس، فتح الأبواب لاحتمال بحث حزب "الاشتراكي الديمقراطي" عن وجه آخر للترشح للانتخابات المقرر لها 2025.
بيستوريوس.. وزير المصادفة
وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الذي اعتلى منصبه قبل نحو 9 أشهر، بعد استقالة مفاجئة لنظيرته السابقة كريستين لامبرشيت، فتحت له الباب لكسب ثقة الشارع نظرًا لتحركه السريع نحو تحديث الجيش، ومساندة أوكرانيا ضد روسيا، ومن شأن الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن يحقق مكاسب مع مرشحه "بيستوريوس" لمنصب المستشار.
حزب يبحث عن الصدارة
ويكافح حزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يعاني في استطلاعات الرأي، أن يغير مرشحه لمنصب المستشار لعام 2025، وربما يستعيد الحزب رونقه مع بوريس بيستوريوس مقارنة مع أولاف شولتس الذي لا يحظى بشعبية.
وأصبحت قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي نفسها في موقف صعب، إذ يتعين عليها أن تدافع عن مستشار يفقد شعبيته، وبين التفكير في الدفع بوجه جديد، إلا أن زعيم الحزب لارس كلينجبيل، نفى تلك الفكرة قائلًا: "إن المستشار هو أولاف شولتس وسنخوض معه الحملة الانتخابية المقبلة.. وهناك العديد من المهام التي يتعين عليه إنجازها في العام الجديد، أنا متأكد من أن المستشار سيقاتل في طريق عودته".
يُظهر استطلاع أجراه معهد "فورسا" تأثير "بيستوريوس" على إمكانية أن يفوز الحزب الاشتراكي الديمقراطي بناخبين جدد ويعيد أولئك الذين فقدوهم مع المستشار الحالي كمرشح لمنصب رئيس وزراء ألمانيا.
ويبقى 12% فقط من الأشخاص الذين شملهم استطلاع يثقون في المستشار أولاف شولتس لاستعادة الثقة التي فقدها بحلول الانتخابات الفيدرالية المقبلة في عام 2025".
2021.. مجد "الاشتراكي الديمقراطي"
وفي الوقت نفسه، من المرجح أن تتم مناقشة سيناريو تبادل المناصب على نطاق أوسع داخل الحزب والمجموعة البرلمانية، إضافة إلى عدد من نواب الحزب الاشتراكي الديمقراطي المهددين بفقدان ولاياتهم، خاصة في شرق البلاد، بعد ما استولى الحزب بشكل مفاجئ على نصف الدوائر الانتخابية في عام 2021 بحصوله على 27 من أصل 55 ولاية مباشرة، وأصبح أيضًا القوة الأقوى بعد التصويت الثاني بأغلبية ساحقة، ووفقًا للاستطلاعات، فقد اختفت هذه الشعبية الهائلة.
شولتس الخاسر الأكبر
وانخفضت شعبية المستشار الألماني في ألمانيا بنهاية العام الماضي، بعشر نقاط لتصل إلى 26% مُقارنة باستطلاع العام الماضي، وهو ما يضعه في المركز الثاني عشر في الترتيب، خلف أليس فايدل، زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا، التي احتلت المركز الثالث العام الماضي، بحسب صحيفة "تاجز شبيجل".
وتولى "شولتس"، منصبه في ديسمبر عام 2021، خلفًا للمستشارة السابقة أنجيلا ميركل، وفي أول بيان حكومي له في 15 ديسمبر 2021 بالبرلمان الألماني "البوندستاج"، شدد "شولتس" على أهمية اتفاقية باريس لحماية المناخ، وإلزام الدول الموقعة عليها بالحد من الارتفاع العالمي في درجة الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين، وإذا أمكن أقل من 1.5 درجة مئوية، وهو الهدف الذي لم يتحقق حتى الآن؛ ما اعتبره البعض فشلًا في ملف المناخ الذي توليه ألمانيا أهمية كبيرة.
تفوق وزير الدفاع الألماني
لم يكمل وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، عامه الأول في منصبه بعد تولي منصبه خلفًا لكريستين لامبرشيت التي تقدمت باستقالتها، إلا أنه ومع نهاية العام الجاري، أظهرت الاستطلاعات زيادة شعبيته بدرجة كبيرة، واعتباره السياسي الأبرز في ألمانيا.
وفقًا لاستطلاع رأي، فإن وزير الدفاع بوريس بيستوريوس، هو السياسي الأكثر شعبية في البلاد، بحسب 42% ممن شملهم الاستطلاع، يرغبون في أن يكون لسياسي الحزب الاشتراكي الديمقراطي تأثير أكبر في السياسة الألمانية، وبلغت هذه النسبة 55% بين مؤيدي الحزب الاشتراكي الديمقراطي، و56% بين ناخبي الاتحاد، و58% بين أنصار الخضر، و48% بين ناخبي الحزب الديمقراطي الحر.
وتفوق "بيستوريوس" على جميع السياسيين الآخرين الذين شملهم الاستطلاع، وأصبح رقم واحد بلا منازع بين أفضل 10 سياسيين شعبية، الذي يتولى منصبه منذ منتصف يناير الماضي.