رفض وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، التلميحات بأن بلاده أصبحت مرة أخرى "رجل أوروبا المريض"، وقال إن بلاده "رجل متعب قليلًا، ويحتاج إلى فنجان من القهوة"، وفق ما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.
انكماش الاقتصاد
وانكمش الاقتصاد الألماني، الذي كان محرك النمو في أوروبا لفترة طويلة، 0.3%، العام الماضي، وهو على الأرجح الأداء الأضعف بين الدول الكبرى في المنطقة، ويتوقع بعض المحللين نموًا صفريًا في العام الجاري، وفق الشبكة الأمريكية.
ونقلت الشبكة عن وزير المالية الألماني، قوله في إحدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا: "أعرف ما يفكر فيه البعض منكم، ربما تكون ألمانيا رجلًا مريضًا.. ألمانيا ليست رجلًا مريضًا.. ألمانيا رجل متعب بعد ليلة قصيرة".
وأضاف: "توقعات النمو المنخفضة هي في جزء منها دعوة للاستيقاظ، والآن لدينا فنجان قهوة جيد"، وتابع أن بلاده "في بداية حقبة من الإصلاحات الهيكلية الجديدة"، لكنه لم يقدم تفاصيل.
وأصبحت ألمانيا تعرف باسم "رجل أوروبا المريض" في أواخر التسعينيات مع تعثر اقتصادها وارتفاع معدلات البطالة، ومضت برلين في التخلص من هذا اللقب من خلال تقديم سلسلة من إصلاحات سوق العمل، وازدهر اقتصادها في العقد الذي أعقب الأزمة المالية العالمية عام 2008.
وكان اعتماد ألمانيا التاريخي على الغاز الطبيعي الروسي، بمثابة نقطة ضعفها في عام 2022. وكانت أسعار الطاقة الأوروبية في ارتفاع بالفعل عندما دفعتها الحرب في أوكرانيا، في وقت مبكر من ذلك العام، إلى مستويات قياسية، ثم مضت موسكو في خنق إمدادات الغاز إلى الدول الأوروبية. وأدت أزمة الطاقة إلى شل قطاعات واسعة من الصناعة الألمانية.
وانخفضت أسعار الغاز الطبيعي بعد نجاح برلين في إيجاد موردين جدد للغاز ليحلوا محل روسيا، لكن الأزمة ألقت بظلالها الطويلة. وقال ليندنر: "كان علينا إعادة اختراع البنية التحتية للطاقة الألمانية وإمداداتها في الأشهر الثمانية عشر الماضية، ولقد أظهر اقتصادنا مرونة".
وفي حين سجل إنتاج السيارات وتصنيع معدات النقل الأخرى نموًا في العام الماضي، انخفض الإنتاج في الصناعات الكيميائية والمعدنية كثيفة الاستهلاك للطاقة.
وبشكل عام، انكمش الإنتاج الصناعي، الذي يهيمن عليه التصنيع، بنسبة 2٪، كما أثرت المشاكل الاقتصادية التي تواجهها الصين على ألمانيا، وهناك خطر كبير آخر يلوح في الأفق، وهو أزمة الشحن في البحر الأحمر نتيجة للضربات التي توجهها الولايات المتحدة ضد الحوثيين في اليمن، وهجمات الجماعة على السفن.
رفع راية التقشف
ورفعت الحكومة الألمانية راية التقشف، في موازنة 2024، في ظل التزام الحكومة برئاسة المستشار أولاف شولتس، بضرورة سد فجوة مالية تبلغ نحو 30 مليار يورو في الميزانية الأساسية.
واتخذ مجلس الوزراء الألماني، قرارًا بشأن عدة إجراءات من حزمة التقشف لموازنة 2024، التي تعتبر ضرورية، وفقًا لحكم المحكمة الدستورية الفيدرالية.
وأجبر حكم المحكمة الألمانية برلين على تجميد 60 مليار يورو من الإنفاق الاستثماري الأخضر المخطط له، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
وترغب ألمانيا في العودة تدريجيًا إلى ما قبل فترة جائحة كورونا، ودعا شولتس، إلى ضبط الميزانية، والعودة تدريجيًا إلى الحياة الطبيعية للسياسة المالية قبل أزمتي كورونا والطاقة.