الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد ضرباتها داخل إيران.. هل تشعل باكستان التوترات الإقليمية؟

  • مشاركة :
post-title
علما إيران وباكستان

القاهرة الإخبارية - متابعات

قالت وزارة الخارجية الباكستانية إن إسلام آباد نفذت ضربات داخل إيران، اليوم الخميس استهدفت مسلحين انفصاليين من البلوش بعد يومين من إعلان طهران أنها هاجمت قواعد لمسلحين داخل الأراضي الباكستانية، وفقا لما نقلته "رويترز".

وقالت وسائل إعلام إيرانية إن عدة صواريخ أصابت قرية في إقليم سستان وبلوخستان المتاخم لباكستان، ما أسفر عن مقتل تسعة على الأقل. وذكرت تقارير سابقة أن ثلاث نساء وأربعة أطفال قتلوا، وجميعهم غير إيرانيين.

وشهدت العلاقات بين باكستان وإيران توترًا في الماضي، لكن الضربات هي أكبر عملية توغل عبر الحدود في السنوات القليلة الماضية.

إشعال التوترات الإقليمية

وتزيد الضربات العسكرية المتبادلة بين إيران وباكستان حدة المخاوف بشأن عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط واتساع نطاق الحرب التي بدأت بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية على رأسها (حماس) في السابع من أكتوبر الماضي، وما أعقبها من دخول حلفاء إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن على خط المعركة.

وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان إن "عددًا من الإرهابيين قُتلوا خلال العملية المستندة إلى معلومات استخباراتية". ووصفت العملية بأنها "سلسلة من الضربات العسكرية المنسقة للغاية والموجهة بشكل محدد ضد مخابئ الإرهابيين".

وأضافت "باكستان تحترم تمامًا سيادة إيران ووحدة أراضيها".

وتابعت "الهدف الوحيد من تحرك اليوم كان السعي لتحقيق أمن باكستان ومصالحها الوطنية، وهو أمر بالغ الأهمية ولا يمكن المساس به".

وقال مسؤول أمني باكستاني كبير لـ"رويترز" إن الجيش في حالة تأهب قصوى وسيواجه أي "مغامرة غير محسوبة" من الجانب الإيراني بقوة.

إدانة إيرانية

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن إيران تدين بشدة الضربات، مضيفًا أنه تم استدعاء القائم بالأعمال الباكستاني، وهو أكبر دبلوماسي باكستاني في طهران، لتقديم تفسير.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، اليوم الخميس، إن رئيس الوزراء المؤقت أنور الحق كاكار سيقطع زيارته للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

وقال مصدر بالمخابرات الباكستانية لرويترز إن الضربات نفذتها طائرات عسكرية.

وأردف المسؤول في إسلام آباد "نفذت قواتنا ضربات لاستهداف المسلحين البلوخ داخل إيران".

وأضاف "المسلحون المستهدفون ينتمون إلى جبهة تحرير بلوخستان"، التي تسعى إلى استقلال إقليم بلوخستان الباكستاني.

وقالت إيران يوم الثلاثاء، إنها استهدفت قواعد لمسلحين على صلة بإسرائيل داخل باكستان. وتنتمي المجموعتان المستهدفتان إلى البلوخ، لكن من غير الواضح إذا كان هناك تعاون بينهما.

إلا أن باكستان قالت إن مدنيين أصيبوا وقُتل طفلان، محذرة من أنه ستكون هناك عواقب تتحمل طهران المسؤولية عنها.

واستدعت إسلام آباد سفيرها في إيران يوم الأربعاء احتجاجًا على ما قالت إنه "انتهاك صارخ" لسيادتها.

مخاوف من التصعيد

استعرضت إيران عضلاتها في المنطقة قبل توغلها عبر الحدود في باكستان.

وشنت طهران ضربات على سوريا ضد ما قالت إنها مواقع لداعش، وفي العراق ضد ما قالت إنه مركز تجسس إسرائيلي. واستدعت بغداد أيضًا سفيرها في طهران.

وبدا أن البلدين يعملان على تحسين العلاقات، إذ التقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مع نظيره الباكستاني في دافوس هذا الأسبوع قبل الضربات الإيرانية على باكستان.

وتشير تعليقات باكستان بعد ضرباتها الانتقامية إلى الرغبة في إبقاء الخلاف تحت السيطرة، لكن محللين حذروا من سيناريو مختلف.

دوافع غامضة

وقال إسفنديار مير الخبير البارز في أمن منطقة جنوب آسيا بالمعهد الأمريكي للسلام لـ"رويترز" إن دوافع إيران لمهاجمة باكستان لا تزال غامضة، لكن يمكن أن تتصاعد الأمور في ضوء التصرفات الإيرانية في المنطقة.

وأضاف "ما سيقلق طهران هو أن باكستان تجاوزت خطًا بضربها داخل الأراضي الإيرانية، وهو خط حرصت حتى الولايات المتحدة وإسرائيل على عدم تجاوزه".

وقال خواجة آصف، وزير الدفاع الباكستاني حتى أغسطس الماضي إن الإجراء كان انتقاميًا.

وأضاف في حديثه لقناة جيو التلفزيونية "الرد كان مدروسًا ومهمًا... ويجب أن تستمر الجهود منعًا للتصعيد".

وتعمل الجماعتان المسلحتان في منطقة تشمل إقليم بلوخستان جنوب غرب باكستان وإقليم سستان وبلوخستان جنوب شرق إيران. وتشهد المنطقتان اضطرابات، وتعانيان من الفقر إلى حد كبير رغم غناهما بالمعادن.

وتشن جبهة تحرير بلوخستان، التي استهدفتها إسلام آباد داخل إيران، تمردًا مسلحًا ضد الدولة الباكستانية.

ومن بين ذلك استهداف مواطنين صينيين واستثمارات صينية في بلوخستان، وهو الإقليم الأكبر مساحة في البلاد، ولكنه الأقل سكانًا وتطورًا، ويغيب القانون عن مناطق واسعة منه.

أما جيش العدل الذي استهدفته إيران، هو أيضًا جماعة عرقية مسلحة، تعتبرها إيران ذات الأغلبية تهديدًا لها.

ونفذت جماعة جيش العدل هجمات في إيران ضد قوات الحرس الثوري.

وفي وقت سابق عندما كانت تسمى جند الله، بايعت الجماعة تنظيم داعش الذي كان يتمركز في العراق وسوريا.