"في الليلة التي سبقت مواجهة إسبانيا بقيت مستيقظًا حتى الثالثة فجرًا رفقة الجهاز الطبي، وحصلت على حقنة مسكّنة من أجل خوض اللقاء، لا يمكنني التخلي عن بلدي وزملائي"، تصريح أدلى به المحارب "سفيان أمرابط" نجم المنتخب المغربي، أمس الثلاثاء، عقب تأهل أسود الأطلس "التاريخي" إلى الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم 2022، بعد التغلب على الماتادور الإسباني بركلات الجزاء الترجيحية، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، ليكسب تعاطف الجماهير المغربية والعربية بسبب روحه القتالية العالية.
وُلد سفيان أمرابط في 21 أغسطس من عام 1996، في مدينة هويزن الهولندية، وحمل الجنسية الهولندية بجانب المغربية، وبدأت حكايته مع كرة القدم في سن مبكرة بالانضمام إلى نادي أوتريخت الهولندي، وتدرج في فئات النادي السنية حتى وصل للمشاركة مع فريق"تحت 19 عامًا".
رغم أصول أمرابط المغربية إلا أن اللاعب قرر في البداية تمثيل منتخب هولندا، حيث خاض عدة مباريات بقميص "الطواحين" تحت 17 عامًا، ليتراجع بعد ذلك ويختار تمثيل بلده الأم "المغرب".
ويتمتع "أمرابط" بموهبة كبيرة في منتصف الملعب، ورغم ذلك لم يلعب صاحب الـ26 عامًا، في أندية أوروبية كبيرة، حيث تواجد في صفوف أوتريخت الهولندي خلال الفترة من 2014 لـ 2017، ثم انتقل إلى فينورد روتردام الهولندي ولعب له موسمًا واحدًا، ثم خاض "أمرابط" تجربة جديدة خارج الأراضي الهولندية في 2018، بالانضمام إلى كلوب بروج البلجيكي، ولعب له حتى عام 2020، ليشد الرحال بعد ذلك إلى إيطاليا منضمًا لنادي فيورنتينا، والذي يلعب له حتى الآن.
أفضل إنجاز فردي حققه سفيان أمرابط في مسيرته، كان الفوز بجائزة أفضل لاعب إفريقي في الدوري الإيطالي خلال عام 2020، وعلى الصعيد الدولي، ارتدى "أمرابط" قميص منتخب المغرب تحت "17 عامًا"، وتحت "23 عامًا"، والآن يوجد رفقة الفريق الأول.
"أمرابط".. واحد من أفضل لاعبي الوسط في بطولة كأس العالم 2022، حيث استخدمه وليد الركراكي، المدير الفني لمنتخب المغرب، لتعطيل مفاتيح الخصوم في منطقة وسط الملعب، وبالفعل حقق نجاحًا كبيرًا خلال المونديال، بداية من لقاء كرواتيا في الجولة الافتتاحية وصولًا لمواجهة إسبانيا في ثُمن النهائي.
رغم إصابة "أمرابط" بآلام في الظهر قبل مواجهة إسبانيا، إلا أن اللاعب المغربي صمم على المشاركة مصابًا بحقنة مسكنة، ليكتب في النهاية التاريخ رفقة منتخب بلاده، بالتأهل إلى الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخ مشاركات المنتخبات العربية في المونديال.
ودخل أسد الأطلس سفيان أمرابط في نوبة بكاء، خلال لقاء تلفزيوني عقب مواجهة إسبانيا، بعدما أشاد المراسل بأدائه خلال مباراة الماتادور رغم الظروف الصعبة التي واجهها.
روح "سفيان" القتالية ليست غريبة على عائلة "أمرابط"، حيث سبق أن شارك شقيقه الأكبر "نور الدين أمرابط" أمام البرتغال في بطولة كأس العالم 2018، وهو يعاني من ارتجاج في المخ.
ومع تألق "أمرابط" في بطولة كأس العالم 2022، أكدت بعض التقارير الصحفية اهتمام العديد من كبار أندية أوروبا بالتعاقد مع أمرابط على رأسهم نادي ليفربول الإنجليزي.