"من رحم المعاناة يولد الأمل، ومن قلب المأساة يولد البطل".. ضرب الشعب الفلسطيني مثالًا في الصمود أمام احتلال شيطاني نُزعت من قلبه كل ذرة رحمة ليرتكب مجازر في حق أبرياء أمام صمت الجبناء.
جرائم الاحتلال طالت الجميع في غزة "أطفالًا ونساءً وشيوخًا"، كما فقدت الرياضة الفلسطينية أكثر من 200 شخص بين لاعب ومدرب وإداري منذ عملية "طوفان الأقصى" 7 أكتوبر الماضي، وحتى ملاعب كرة القدم دُمرت ومارس فيها الاحتلال انتهاكات صارخة ضد فلسطينيين أمام أعين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الذي لم يحرك ساكنًا ليواصل حماية الطفل المدلل الذي لا يحاسب على أفعاله الشيطانية.
عانت الرياضة الفلسطينية من قهر الاحتلال على مدار عقود طويلة، وكان سامح مراعبة، قائد منتخب فلسطين، واحدًا من الضحايا إذ قضى 8 أشهر في سجون الاحتلال.
الفلسطيني سامح مراعبة، لاعب فريق جبل المكبر، تحدث لموقع "القاهرة الإخبارية" عن حياته الصعبة التي تشبه معاناة كل شخص في غزة منذ السابع من أكتوبر، وسبب اعتذاره عن المشاركة مع المنتخب الفلسطيني أخيرًا، واستعداد الفدائي لخوض منافسات كأس آسيا 2023 المقرر انطلاقها اليوم الجمعة في قطر، اليوم الجمعة.. إلى نص الحوار.
في البداية.. حدثنا عن التحول في حياتك منذ السابع من أكتوبر؟
حياة الجميع في غزة تغيرت منذ السابع من أكتوبر، وبالنسبة للاعبي كرة القدم فالمنافسات توقفت تمامًا، ولن تعود الحياة الرياضية كما كانت في السابق، بسبب اعتداءات الاحتلال، لكن لنا عودة إن شاء الله رغم المحنة الصعبة، وعلى المستوى الشخصي فقدت عددًا من الأصدقاء والمقربين.
كيف ترى موقف الفيفا تجاه الانتهاكات الإسرائيلية تجاه كرة القدم الفلسطينية؟
نتمنى أن يكون هناك موقف واضح من الاتحاد الدولي لكرة القدم تجاه انتهاكات الاحتلال على مدار الفترة الماضية.
حدثنا عن تجربتك السابقة في سجون الاحتلال؟
لقد كانت تجربة صعبة للغاية، ولكن هذا هو الواقع الذي اعتاد عليه الشعب الفلسطيني الذي يعيش ظروفًا صعبة، وإن شاء الله تزول هذه المحنة التي يمر بها شعبنا.
ما أصعب موقف واجهته منذ "طوفان الأقصى"؟
المواقف كلها صعبة، ولكن أصعبها هو رؤية أهلنا تحت الركام والقصف الهمجي من جانب الاحتلال، ولكن ما باليد حيلة لتقديم المساعدة.
ما تقييمك لتجربتك مع المنتخب الفلسطيني؟
تجربتي مع المنتخب الفلسطيني ناجحة ورائعة بكل تفاصيلها وتمثيل الفدائي شرف كبير لأي لاعب ليس رياضيًا فقط بل تمثيل البلاد في الظروف الصعبة في أي مجال ورفع شعار فلسطين في المحافل الدولية فخر عظيم.
ما سبب ابتعادك عن المنتخب الفلسطيني في الفترة الأخيرة؟
اعتذرت عن التواجد مع المنتخب الفلسطيني لظروف عائلية قهرية أجبرتني على البقاء في بلدي، خصوصًا أن فترة سفر المنتخب تطول لمدة شهرين، لكنني حاضر دائمًا مع الفدائي سواء كنت لاعبًا أو مشجعًا.
كيف ترى مجموعة منتخب فلسطين في كأس آسيا؟
نتواجد في مجموعة صعبة تضم إيران والإمارات وهونج كونج، ونمر بظروف استثنائية، ولكن أتمنى أن يظهر المنتخب الفلسطيني بصورة البطل الذي خرج من تحت الركام متحديًا المعاناة التي يعيشها دفاعًا عن أرضه.
كيف هي مشاعر الجماهير الفلسطينية مع انطلاق كأس آسيا؟
مشاعر حزينة ممزوجة بأمل رسم البسمة على وجوههم من خلال مشاركة الفدائي في البطولة.
أخيرًا.. ما رسالتك للاعبي الفدائي قبل المشاركة الآسيوية؟
رسالتي لجميع اللاعبين بأن يفتخروا بتمثيل هذا الوطن، وسنتابع بكل شغف ترديد النشيد الوطني الفلسطيني أمام العالم أجمع.. نحن معكم يا أبطال.