قاد منذر الكبير منتخب تونس في بطولة كأس الأمم الإفريقية النسخة الماضية، واستطاع أن يقصي منتخب نيجيريا القوي من دور الـ 16 وتأهل إلى دور الثمانية، لكنه ودع البطولة في مفاجأة على يد بوركينا فاسو، كما استطاع التأهل بـ "نسور قرطاج" إلى نهائي كأس العرب.
وفي حواره مع "القاهرة الإخبارية" تحدث المدير الفني لمنتخب تونس السابق عن فرص منتخب مصر في الحصول على بطولة كأس الأمم الإفريقية، إلى جانب تقييمه للمنتخبات العربية في البطولة، وإليكم الحوار: -
في البداية.. ما تقييمك لمجموعة تونس في كأس الأمم الإفريقية وما فرص تأهلها للأدوار الإقصائية؟
بالنسبة لمجموعة تونس هي على الورق منتخبات أقل قوة التي تنافس على اللقب، مثل مالي وجنوب إفريقيا، لكن أيضًا يجب أن نحذر أن هذه المنتخبات قادرة على خلق المفاجآت، وبالطبع تونس تفوقهما في الخبرة، أتمنى أن يؤدي جيدًا المنتخب التونسي ويضمن التأهل من أول مواجهتين ويستطيع بعد ذلك تجربة أكبر عدد من اللاعبين ليجهز نفسه للأدوار الإقصائية.
ما المعايير التي يجب أن تتوافر في اللاعب الدولي للمشاركة في بطولات قوية مثل كأس الأمم الإفريقية؟
هناك قائمة موسعة تكون أمام المدرب للاختيار، وهذا يرتبط بالحاجة للاعب في مركز معين أو وجود غيابات فيقع الاختيار على لاعب بعينه، ويجب أن يكون هناك مجموعة متجانسة؛ لأنها ستلعب سبع مباريات.
ومن وجهة نظري اللاعب الذي سينضم يجب أن يندمج مع المنتخب وتكون تصرفاته متلائمة مع لوائح المنتخب، أي لاعب يندمج مع اللاعبين بأسرع وقت.
ما تقييمك لقيادتك لمنتخب تونس في كأس الأمم الإفريقية 2021؟
قدت منتخب تونس في كأس الأمم الإفريقية في الكاميرون 2021 ووصلنا إلى دور ربع النهائي، وفي البطولة العربية بلغنا النهائي وكانت البطولتان في وقت متقارب، وفيما يخص بطولة إفريقيا لم تكن هناك تحضيرات جيدة أو مباريات ودية، وكانت هناك أزمة فيروس كورونا، واللاعبون عانوا من ضغط المباريات، ومن الصعب أن تخوض بطولتين في شهرين فقط.
ولم نذهب بعيدًا في البطولة، بسبب أنه كان هناك عدد من اللاعبين أول مرة يشاركون في كأس الأمم الإفريقية، مثل بشير بن سعيد ومنتصر الطالبي وعيسى العيدوني وحمزة رفيعة ومحمد على بن رمضان، ولم يكن لديهم أي خبرة الآن اكتسبوها، مع التحضيرات والمباريات الودية ستكون الأمور أفضل، وفي النسخة الماضية بلغنا ربع النهائي بالظروف التي وضحتها، واليوم الظروف أفضل وتجربة اللاعبين أفضل، والتجانس موجود، وإن شاء الله نصل إلى نصف النهائي ولم لا ننافس على اللقب؟.
هل منتخب مصر قادر على التتويج بالبطولة الثامنة من كأس الأمم الإفريقية؟
المنتخب المصري وصل مرتين النهائي في آخر 3 نسخ، وكان قريبًا للفوز باللقب، ومثل هذه الأمور تجعلك تقيم ظروف عدم الفوز وتقيم أداءك، ومصر من المنتخبات التي عندها نسبة كبيرة للفوز باللقب.
منتخب مصر لديه محمد صلاح، واحد من أهم ثلاثة مهاجمين في العالم، ومحمود تريزيجيه ومصطفى محمد أيضًا قوة في الخط الأمامي، وسط الملعب هناك شراسة وقوة بدنية كبيرة وذكاء في التمريرات مع حارس عالمي هو محمد الشناوي، وخط دفاع قوي يتكون من محمد عبد المنعم وأحمد حجازي.
منتخب مصر لديه عناصر فردية قوية وخبرة تجعله قادرًا على تخطي الظروف الصعبة، ويستطيع تقديم مردود طيب في البطولات المجمعة ومثل بطولة إفريقيا تتطلب التضامن بين اللاعبين والاحترافية، وكل هذه الأمور متوفرة في المنتخب المصري، وعلى الرغم من أن المدرب (روي فيتوريا) هذه هي البطولة الأولى له، لكن العناصر التي يمتلكها ستسهل عليه الأمور.
إذا واجه المنتخب المصري نظيره التونسي.. لمن ستكون الغلبة من وجهة نظرك؟
مقابلة المنتخب المصري صعب تكهنها، وقد واجهت مصر في نصف نهائي كأس العرب، وفزنا بهدف في الوقت القاتل، وكانت المباراة متكافئة والمنتخبان قادران على التسجيل في أي وقت، والمباراة الودية الأخيرة نفس الشيء "نسور قرطاج" فازوا بنتيجة 3-1 على الرغم من أن منتخب مصر لم يشارك بلاعبي الأهلي لكن تونس فرضت الشخصية وسيطرت على مفاتيح لعب "الفراعنة" وسجل المنتخب التونسي 3 أهداف وانتصر، ومنتخب مصر كان قادمًا من سلسلة انتصارات متتالية وكانت الهزيمة هي الأولى في ظل تولي فيتوريا زمام الأمور.
ترشح من للتتويج ببطولة كأس الأمم الإفريقية؟
سأتحدث عن الآليات التي يجب أن تكون متواجدة للفوز باللقب، من ناحية الجانب الذهني أي منتخب ترى فيه حافزًا كبيرًا واندفاعًا وترى قتالًا في كل مباراة وتضامنًا بين المجموعة، هذا المنتخب سيسير بخطى ثابتة في البطولة، ولتحضير الجانب الذهني جزء كبير للحصول على اللقب، وهو يجعلك تتحكم في الانفعالات وتتصرف بشكل جيد بعد الانتصارات وتركز فيما هو قادم، وكيف تصرف في مباراة بعد الخسارة وأيضًا في ظل المباريات الإقصائية، وهذا الأمر لا يمكن أن يتم في وقت قصير لكن على الأقل 6 أشهر للإعداد البدني.
ويجب أن يقدم اللاعبون أفضل ما لديهم وأن يكونوا في أكثر جاهزية وهذه العملية تتطلب إمكانيات كبيرة من الجهاز الفني، والمنتخبات التي تسير في مستوى تصاعدي تكون أفضل في البطولة، هي التي تفوز بالألقاب.
وهذه الأمور متواجدة في منتخبات شمال إفريقيا، أولًا المنتخب المغربي خاصة بعدما قدم مستويات رائعة في كأس العالم والمنتخب الجزائري أرشحه جيدًا للفوز باللقب، ولديه لاعبون أصحاب خبرات وصغار السن والأربعة منتخبات العربية في أقل التوقعات يمكنها التأهل لنصف النهائي.
ولا ننسى منتخب كوت ديفوار صاحب الأرض والسنغال أيضًا؛ لأنه حامل اللقب، حتى لو الأداء أصبح أقل من النسخة الماضية، وأيضًا نيجيريا وغانا والكاميرون فهناك 8 منتخبات قادرة على الفوز.