الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

يواجه مصير مكارثي.. رئيس النواب الأمريكي تحت مقصلة الجمهوريين بعد اتفاق التمويل الحكومي

  • مشاركة :
post-title
مايك جونسون

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

من المُرجح أن يُواجه مايك جونسون، رئيس مجلس النواب الأمريكي، نفس المصير الذي واجهه سلفه، كيفين مكارثي، بعد الاتفاق المبدئي الذي توصل إليه مع الديمقراطيين، حول تمويل الحكومة الأمريكية؛ لتفادي إغلاقها، وفق ما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية.

وتوصل قادة الكونجرس الأمريكي، الأحد الماضي، إلى اتفاق يوفر التمويل للحكومة الفيدرالية للسنة المالية الجارية التي تنتهي في 30 سبتمبر المقبل. واتفق القادة على تمويل يصل 1.6 تريليون دولار، وهو ما يجنب الحكومة الفيدرالية إغلاقًا جزئيًا في وقت لاحق من هذا الشهر.

وأوضحت المجلة، أن "جونسون" وزعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، أعلنا عن اتفاق مبدئي، الأحد، من شأنه أن يحدد مستوى إنفاق إجمالي يبلغ حوالي 1.66 تريليون دولار في السنة المالية 2024، مما يعكس الاتفاق بين الحزبين الذي تم التوصل إليه العام الماضي بين الرئيس جو بايدن ورئيس مجلس النواب السابق كيفين مكارثي، على الرغم من تخفيضات جونسون.

ولا يزال يتعين على مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون ومجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون التصويت لتمرير مشروع الاتفاق.

وقال رئيس مجلس النواب، الجمهوري مايك جونسون في رسالة إلى المشرعين إن المبلغ الإجمالي يشمل 886 مليار دولار للإنفاق الدفاعي و704 مليارات دولار للإنفاق غير الدفاعي.

وكان من المقرر أن يناقش الكونجرس مع الحكومة هذا الأسبوع الميعادين النهائيين المقررين في 19 يناير والثاني من فبراير لتسوية مسألة الإنفاق الحكومي حتى سبتمبر، وسط مطالبات من الجمهوريين بخفض الإنفاق التقديري للعام المالي 2024

عزل مكارثي

وكان الاتفاق الذي توصل إليه مكارثي مع بايدن حول سقف الإنفاق الأمريكي، هو نفس الشيء الذي أدى إلى إقالته. وبعد مواجهة رد فعل عنيف من الجناح اليميني المتطرف في حزبه، أطيح بمكارثي من قبل أعضاء حزبه من خلال "اقتراح بالإخلاء" قدمه النائب الجمهوري، مات جايتس.

وصوّت أعضاء مجلس النواب الأمريكي، في شهر أكتوبر الماضي، بالأغلبية على عزل رئيس المجلس كيفن مكارثي من منصبه، في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة.

وتمت الإطاحة بمكارثي، العضو في الحزب الجمهوري، بعد مذكرة طرحها الجناح المتشدد في حزبه تنص على اعتبار "منصب رئيس مجلس النواب شاغرًا".

وجاء عزل عضو الكونجرس مكارثي من زعامة الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، بعد تصويت 216 لصالح حجب الثقة مقابل معارضة 210.

وصوّت المتشددون في الحزب الجمهوري ضد مكارثي، بعدما تعاون مع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لتمرير اتفاق مؤقت بشأن الموازنة، ضمن تمديد التمويل الفيدرالي حتى 17 نوفمبر الماضي؛ من أجل تجنب أي إغلاق حكومي.

واستخدم النائب الجمهوري مات جايتس من فلوريدا -وهو حليف للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب- أداة إجرائية نادرًا ما تُستخدم تعرف باسم "اقتراح إخلاء" من أجل الإطاحة بمكارثي.

جونسون يواجه الاقتراح بالإخلاء

وقد يواجه جونسون الاقتراح بالإخلاء من قبل المحافظين غير الراضين عن اتفاق الميزانية المبدئي، الذي توصل إليه مع شومر، إذ انتقد ما يقرب من عشرة أعضاء جمهوريين في مجلس النواب الإنفاق، قائلين إنهم يختلفون مع موقف جونسون وانتقدوا الاتفاق ووصفوه بأنه "فشل تام"، وفق نيوزويك.

وأوردت المجلة ما كتبه تجمع الحرية بمجلس النواب الأمريكي في تغريدة على منصة إكس-توتير سابقًا- إن "الأمر أسوأ مما كنا نعتقد، لا تصدقوا هذه الدعاية، فإن إجمالي مستوى الإنفاق الحقيقي هو 1.658 تريليون دولار، وليس 1.59 تريليون دولار، هذا فشل ذريع".

ونقلت المجلة عن المستشار السياسي جاي تاونسند، إن فكرة الإطاحة بجونسون من المرجح أن "تطرح في الاجتماعات الحزبية، على الأرض وفي الممرات بين الأعضاء الجمهوريين".

وقال تاونسند: "ليس هناك الكثير مما يمكن أن يفعله الحزب الجمهوري في مجلس النواب لوقفه بخلاف تهديد الحياة المهنية للعضو الذي يعمل معه".

كما نقلت "نيوزويك" عن الخبير الاستراتيجي الجمهوري أليكس باتون، إن الأمر متروك لجونسون لإقناع حزبه، إما باستمالة أو إقناع أعضاء تجمعه بأنهم قد يفقدون السيطرة على مجلس النواب إذا استمروا في تهديد قيادة الحزب. وأضاف باتون: "لا أعتقد أن هناك أي استرضاء للبعض في التجمع الحزبي، علامتهم التجارية هي التصيد غير المساومة".

انتحار للحزب الجمهوري

وشدد كل من تاونسند وباتون على أن أي اقتراح آخر بالإخلاء سيتجاوز الإضرار بمسيرة جونسون السياسية، ويمكن أن يسبب مشاكل للحزب الجمهوري ككل.

وقال تاونسند إنه إذا تم اختبار رئاسة جونسون بهذه الطريقة، فسيكون ذلك بمثابة "انتحار للحزب الجمهوري" وسيكون بمثابة "دليل" على أن الحزب "مخلوق غير قادر على الحكم".

وأضاف: "أولئك الذين يؤيدون اقتراح الإخلاء يريدون الخدمة في الأقلية لما تبقى من العقد، يبذل جونسون قصارى جهده، والأطفال في تجمعه الانتخابي بحاجة إلى أن يكبروا".

وأظهر استطلاع أجرته شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، في الأسبوع التالي للإطاحة بمكارثي أن عدم الرضا عن الجمهوريين في الكونجرس ارتفع إلى 74 بالمائة في السنوات الأخيرة، وكان هذا أعلى معدل رفض منذ عام 2012.

وقال باتون: "الله وحده هو الذي يعلم ما قد يفعله أو لا يفعله هذا التجمع الجمهوري، لكنني أعتقد أنهم يدركون أن إخلاء منصب رئيس مجلس النواب قريبًا سيكون خطأ فادحًا".