بحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الأحد، سُبل منع اتساع نطاق حرب غزة في الشرق الأوسط، لكن إراقة الدم المستمرة تُظهر الصعوبات التي تواجه هذه المساعي بعد ثلاثة أشهر من بدء الصراع فيما تمضي إسرائيل قدمًا في الهجوم.
ووصل كل من "بلينكن" و"بوريل" إلى المنطقة في زيارتين منفصلتين لمحاولة وقف امتداد الحرب إلى لبنان والضفة الغربية المحتلة وممرات الشحن في البحر الأحمر، حيث تعهد الحوثيون في اليمن بمواصلة الهجمات حتى تُوقِف إسرائيل هجومها في القطاع الفلسطيني، بحسب "رويترز".
وقال "بلينكن"، الذي زار الأردن اليوم، وسيتوجه أيضًا إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة وقطر والإمارات والسعودية ومصر خلال جولته الرابعة في المنطقة: "نركز بشكل مكثف على منع اتساع نطاق هذا الصراع".
وأفاد الديوان الملكي الهاشمي في بيانه بأن العاهل الأردني الملك عبد الله حثَّ "بلينكن" اليوم، على استغلال التأثير الأمريكي على إسرائيل للضغط باتجاه وقف فوري لإطلاق النار في غزة، محذرًا من "التداعيات الكارثية" لاستمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية.
وعلى الرغم من القلق العالمي إزاء إراقة الدماء والدمار في غزة والضغوط الدولية من أجل وقف إطلاق النار، إلا أن الرأي العام في إسرائيل لا يزال مؤيدًا بقوة للعملية، التي تقول إنها تستهدف القضاء على حركة حماس، ومع ذلك فإن هناك انخفاضًا كبيرًا في شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ولم يعترف نتنياهو بالمسؤولية عن الإخفاقات الأمنية التي سمحت لحماس بمهاجمة جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، لكنه تعهد بمواصلة العمل الانتقامي.
وقال "نتنياهو" في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة، اليوم: "يجب ألا تتوقف الحرب قبل أن نحقق جميع الأهداف، القضاء على حماس، واستعادة جميع الرهائن لدينا وضمان أن قطاع غزة لم يعد يشكل تهديدًا لإسرائيل. أقول هذا لأعدائنا وأصدقائنا على حد سواء".
ويقول مسؤولو إسرائيل إن هجوم حماس في السابع من أكتوبر أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 شخصًا، ويعتقد أن أكثر من 100 شخص ما زالوا محتجزين لدى حماس والفصائل الفلسطينية، وبالنسبة للإسرائيليين فإن اليوم الأكثر دموية في تاريخ الدولة وما تبعه من روايات عن الفظائع تركت شعورًا بأن بقاء إسرائيل على المحك.
وقال مسؤولو الصحة الفلسطينيون، اليوم، إن الهجوم الإسرائيلي أدى إلى استشهاد 22835 فلسطينيًا حتى الآن، وأضافوا أن 113 فلسطينيًا على الأقل استشهدوا وأصيب 250 آخرون في الساعات الأربع والعشرين المنصرمة.
وأعلن أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أن صحفيين فلسطينيين استشهدا في أثناء تأدية عملهما، وذلك في غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة بالقرب من رفح في جنوب قطاع غزة اليوم.
وأدى القتال إلى نزوح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتدمير الكثير من المنازل والبنية التحتية المدنية في القطاع وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
التركيز على وسط وجنوب القطاع
في تقرير عن الهجوم الإسرائيلي، أمس السبت، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الأميرال دانيال هاجاري، إن القوات الإسرائيلية أكملت تفكيك "الإطار العسكري" لحماس في شمال غزة، زاعمًا أنه تم قتل نحو 8000 مسلح في تلك المنطقة.
وقال في إفادة صحفية عبر الإنترنت: "نركز الآن على تفكيك حماس في وسط وجنوب قطاع (غزة)".
ولا تفصل بيانات وزارة الصحة الفلسطينية بين الشهداء من المقاتلين والمدنيين، لكن الوزارة قالت إن 70% من الشهداء في غزة هم من النساء وممن تقل أعمارهم عن 18 عامًا.
وتصاعدت حدة الاشتباكات في مدينة خان يونس جنوب غزة، وكذلك في أحياء وسط القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان.
وشهد صباح اليوم تصاعدًا للدخان من مواقع قصفتها إسرائيل شرقي وشمالي مدينة خان يونس.
وقال مسؤولو صحة في مستشفى ناصر اليوم الأحد، إن غارات إسرائيلية على منازل في خان يونس أسفرت عن استشهاد 50 شخصًا.
وخارج قطاع غزة، اندلعت أعمال عنف جديدة في الضفة الغربية المحتلة.
وقال جيش الاحتلال إن طائرة إسرائيلية أطلقت النار على "مسلحين فلسطينيين" هاجموا جنودًا في الضفة الغربية المحتلة اليوم الأحد، وذكر مسؤولو صحة فلسطينيون أن سبعة مواطنين استشهدوا في الغارة الجوية.
ووفقًا لما أعلنه الجيش والشرطة، قُتل ضابط في شرطة الحدود الإسرائيلية وأُصيب آخرون عندما تعرضت سيارتهم لانفجار عبوة ناسفة خلال عمليات في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.
وشهدت الضفة الغربية المحتلة بالفعل أعلى مستويات للعنف منذ عقود خلال الأشهر الثمانية عشر التي سبقت اندلاع الحرب، لكن المواجهات تصاعدت بشكل حاد بعد اندلاعها، إذ استشهد مئات الفلسطينيين في اشتباكات مع الجنود والمستوطنين الإسرائيليين خلال الأسابيع الماضية واعتقلت قوات الأمن الآلاف.