باستقالة علنية لمسؤول في وزارة التعليم، ورسالة موقعة من أكثر 12 من موظفي حملته الانتخابية تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، ومراجعة شروط المساعدات المقدمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، هكذا تتزايد الخلافات داخل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بسبب سياسته تجاه في الحرب على غزة.
وتتوالى ردود الأفعال الغاضبة، إذ قال جوش بول، وهو مسؤول في مجال مبيعات الأسلحة في وزارة الخارجية والذي استقال في أكتوبر احتجاجًا، "إنها مستويات غير عادية من المعارضة، إذ سمعت في الأسابيع الأخيرة من أشخاص يفكرون بجدية أكبر في الاستقالة"، وفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية".
استقالة مسؤول
ويقول طارق حبش، مسؤول في وزارة التعليم الأمريكية، إنه سمع من العديد من المسؤولين الذين يفكرون في استقالتهم، مضيفًا أن "هذا يشير إلى التحول المستمر والمخاوف بشأن سياساتنا الحالية.. آمل أن يكون له صدى لدى الرئيس والأشخاص الذين يتخذون القرارات السياسية بشأن هذه القضية التي تؤثر على حياة الملايين".
ويعتبر حبش، وهو أمريكي من أصل فلسطيني، أول سياسي مُعيّن من إدارة بايدن يقدم استقالته لوسائل الإعلام وينشر رسالة مفتوحة، وكتب في إعلان استقالته من منصبه مستشارًا لمكتب تخطيط السياسات التابع لها: "لا أستطيع أن أبقى صامتًا بينما هذه الإدارة تغض الطرف عن الفظائع المرتكبة ضد حياة الفلسطينيين الأبرياء".
واعترض في الرسالة على عدم ضغط بايدن على إسرائيل لوقف أساليب العقاب الجماعي المسيئة والمستمرة التي أدت إلى الأزمة الإنسانية في غزة.
رسائل ضد العنصرية
وقبل يوم واحد من استقالة "حبش"، دعا 17 من العاملين الحاليين في الحملة دون الكشف عن هويتهم إلى وقف إطلاق النار وشروط المساعدات العسكرية لإسرائيل. وحثّت رسالتهم بايدن على اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء ظروف الفصل العنصري والاحتلال والتطهير العرقي التي تشكل الأسباب الجذرية لهذا الصراع.
وقال أحد منظمي الرسالة، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "نعلم أننا لسنا وحدنا في هذا، وهناك ائتلاف كبير جدًا يطالب بالشيء نفسه".
تعنت بايدن
وتحدثت صحيفة "ذا جارديان" إلى العديد من السياسيين الحاليين والموظفين في وزارة الخارجية الذين انتقدوا نهج الإدارة لكنهم رفضوا التحدث بشكل رسمي.
وقال البعض إنهم يحاولون إحداث التغيير من الداخل، وصرح آخرون بأن نهج الرئيس برمته في الشرق الأوسط يحتاج إلى التغيير، الرئيس نفسه يتحدى توصيات خبراء السياسة.
انتقادات سابقة
هذه ليست سوى أحدث الانتقادات الداخلية لبايدن، وفي الشهر الماضي، قامت مجموعة من مسؤولي الإدارة بإخفاء وجوههم بالأقنعة والأوشحة ونظموا وقفة احتجاجية أمام البيت الأبيض دعمًا لوقف إطلاق النار.
ووقع أكثر من 500 من حملة بايدن الرئاسية على رسالة مفتوحة تدعو إلى وقف إطلاق النار في نوفمبر، فضلًا عن المسؤولين الحاليين في وزارة الخارجية، والذين لا يريدون المخاطرة بوظائفهم من خلال التحدث علنًا، حيث استفادوا من الطرق المسموح بها لانتقاد الرئيس، من خلال تقديم مذكرات معارضة إلى وزير الخارجية.
يسعى مستشارو بايدن إلى تهدئة الآراء الغاضبة من خلال سلسلة من جلسات الاستماع في البيت الأبيض ووزارة الخارجية. وقالت إميلي هورن، المتحدثة السابقة باسم البيت الأبيض: "إنها علامة على القوة ألا تستمع الإدارة للمعارضة من الداخل فحسب، بل ترحب بها".