نصر قضائي حققه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بعدما أسقط قاضٍ اتحادي دعوى مدنية ضده من شريكة ضابط شرطة أمريكي، توفي عقب اقتحام مبنى الكابيتول في العاصمة واشنطن، عندما اقتحم المتظاهرون المبنى، بهدف منع التصويت النهائي على نتيجة الانتخابات الرئاسية وفوز الرئيس الحالي جو بايدن بها.
قتل خطأ
كانت القضية التي تم رفعها من قبل ساندرا جارزا، شريكة ضابط شرطة الكابيتول الأمريكي المتوفى بريان سيكنيك، عن طريق محامي العائلة في 5 يناير 2023، أي قبل يوم واحد فقط من الذكرى الثانية لهجوم الكابيتول، وفقًا لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، تم فيها اتهام الرئيس السابق وآخرين معه بالقتل الخطأ، وأنهم مسؤولون بصفة مباشرة وغير مباشرة عن وفاة الضابط سيكنيك.
مقتل ضابط بالكابيتول
وتوفي الضابط بريان بعد يوم واحد من هجوم 6 يناير المعروف بـ"هجوم الكابيتول"، بعد أن انهار في مكتبه، إذ تعرض للاعتداء من قبل المتظاهرين، وجرى رشّه بمواد كيميائية من مثيري الشغب، الذين اقتحموا المكان وحاولوا منع التصديق على نتيجة الانتخابات الرئاسية 2020.
التقرير الطبي الخاص بجثة ضابط شرطة الكابيتول، كشف عن أنه أُصيب بسكتتين دماغيتين، في 7 يناير، وخلص التقرير إلى أن وفاته جاءت لأسباب طبيعية، إلا إن شريكته أصرت - وفقًا لنيوزويك- على أنه توفي نتيجة أفعال متعمدة من قبل المتظاهرين، زاعمةً بأن "ترامب" كان العقل المدبر وراء الهجوم، وحرض مثيري الشغب من خلال تقديم ادعاءات كاذبة بشكل متكرر بأن انتخابات 2020 "سُرقت" منه.
المحكمة ترفض
الانتصار الذي حققه ترامب - بحسب نيوزويك - جاء برفض قاضي المقاطعة الأمريكية أميت ميهتا، ادعاءات الدعوى المتعلقة بالقتل الخطأ والإهمال لترامب، وحكم بأن جارزا -شريكة ضابط شرطة الكابيتول الأمريكي المتوفى- تفتقر إلى الأهلية لرفع الدعاوى لأنها لم تكن متزوجة أو شريكة قانونية محلية للضابط سيكنيك.
ورغم إبعاد تهمة القتل الخطأ عن الرئيس السابق، إلا إن قاضيًا بالعاصمة واشنطن سمح بمواصلة الدعوى جزئيًا، حيث لا يزال من الممكن اكتشاف انتهاك ترامب والمتهمين الآخرين لقانون البقاء في واشنطن العاصمة ومسؤوليتهم عن التآمر لانتهاك الحقوق المدنية، وهو ما طالبت معه شريكة الضابط بتعويض قدره 30 مليون دولار.
وحول حكم المحكمة، كشف مارك زيد، محامي العائلة لشبكة "إن بي سي نيوز"، أنه سعيد ومسرور لاستمرار الدعوى القضائية التي رفعوها سعيًا لتحقيق العدالة لضابط الشرطة القتيل، مضيفًا أنهم يدرسون خطوات وخيارات أخرى بما في ذلك عزل الرئيس ترامب.
91 تهمة جنائية
ولم يتم اتهام ترامب بأي جريمة تتعلق مباشرة بوفاة الضابط الأمريكي بشرطة الكابيتول، ومع ذلك، فهو يواجه 91 تهمة جنائية تشمل اتهامات تتعلق بمحاولات إلغاء انتخابات 2020 وهجوم الكابيتول الذي أعقب ذلك، كما يواجه الرئيس السابق أيضًا عدة دعاوى قضائية، بما في ذلك قضية رفعها ثمانية من ضباط شرطة الكابيتول.
وأكد الضباط في دعواهم وفقًا لنيوزويك،أنهم تعرضوا لاعتداء عنيف، وإهانة، وإطلاق الغاز المسيل للدموع، ورش المبيدات، ووصفهم بألقاب عنصرية، مما عرض حياتهم للخطر، إلا أن "ترامب" دائمًا ما ينفي ارتكاب أي مخالفات ويدعي أن كل مشكلاته القانونية هي جزء من "مطاردة من قبل الديمقراطيين"، وتصل إلى حد "التدخل في الانتخابات"، بينما يقوم بحملته كمرشح جمهوري بارز في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.