لأول مرة منذ إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي الحرب على قطاع غزة، أدانت الإدارة الأمريكية بشكل علني وقوي التصريحات التي أدلى بها وزيران إسرائيليان طالبا خلالها بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وجاءت الإدانة على لسان وزارة الخارجية الأمريكية، التي قالت أمس الثلاثاء: "هذا خطاب تحريضي وغير مسؤول".
"غزة للفلسطينيين"
أكد ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن واشنطن تعتبر غزة أرضًا فلسطينية، مشددًا على أنها ستبقى أرضًا فلسطينية، لكنه ألمح إلى أهمية عدم سيطرة "حماس" على مستقبلها لضمان عدم تهديد إسرائيل مرة أخرى، حسبما نقلت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.
وأشار إلى أن "هذا هو المستقبل الذي نسعى إليه، لمصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة المحيطة والعالم".
وفيما يتعلق بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، قال "ميلر": "ترفض الولايات المتحدة التصريحات الأخيرة للوزيرين الإسرائيليين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير اللذين يدعوان إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة".
وأوضح الناطق باسم الخارجية الأمريكية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ إدارة "بايدن" إن مثل هذه التصريحات لا تعكس سياسة الحكومة الإسرائيلية.
وصرح وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش، أنه ينبغي على إسرائيل أن تتخذ خطوات فعالة لتشجيع هجرة الفلسطينيين من غزة إلى أوروبا. وفي سياق متصل، أعرب وزير الأمن القومي، إيتمار بن جفير، عن دعمه لتصريحات "سموتريش"، واصفًا إياها بأنها ستسمح بإعادة بناء المستوطنات اليهودية في غزة.
ضغوط أمريكية
وتستمر الضغوط الأمريكية على إسرائيل في الآونة الأخيرة – بعدما أعطاهم بايدن الضوء الأخضر لشن حرب شاملة على قطاع غزة - لوقف الحرب على قطاع، ومع استمرار الضغوط، أعلنت تل أبيب أول أمس الاثنين، انسحاب عدد كبير من القوات من القطاع وإعادتهم مرة أخرى إلى غلاف غزة، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
وجاء قرار الانسحاب قبيل زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى منطقة الشرق الأوسط. وحاولت واشنطن في الأيام الأخيرة بقيادة رئيسها جو بايدن زيادة الضغط على تل أبيب من أجل تغيير استراتيجية الحرب لمنع سقوط المدنيين الأبرياء، والقضاء على حركة "حماس". حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
وفي خطوة وصفتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بأنه تقليص للدور الأمريكي في المنطقة، أعلنت واشنطن أول أمس الاثنين إعادة حاملة الطائرات USS Gerald R. Ford إلى ميناء نورفولك في فيرجينيا.