مع انفجار شاحنة توصيل بقالة مفخخة في "نتانيا"، إحدى مدن تل أبيب عاصمة دولة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، تكون ثالث عملية تفجير في تلك المدينة خلال أسبوع، ما يفتح التحقيق حول وجود اغتيالات غامضة في الداخل الإسرائيلي، وينقلنا إلى سؤال: "ماذا يحدث في دولة الاحتلال؟".
صحيفة "يديعوت أحرنوت" ذكرت أن، اليوم، شهدت مدينة "نتاينا" محاولة اغتيال مشتبه بها في انفجار يعد الثالث هذا الأسبوع، حيث أصيب شاب يبلغ من العمر 25 عامًا بجروح خطيرة في انفجار سيارة مفخخة في المدينة بعد أقل من يوم من انفجار سيارة أخرى أسفر عن إصابة أحد سكان المدينة البالغ من العمر 41 عامًا بجروح طفيفة، مشيرة إلى أنه في الأسبوع الماضي، انفجرت سيارة بالقرب من مبنى رياض أطفال في "حي هفتسيفا" بالمدينة، ما أدى إلى مقتل "دانيال هايلو" الذي كان معروفًا لدى الشرطة.
محاولة اغتيال
الصحيفة العبرية أضافت: "وصلت طواقم نجمة داود الحمراء إلى مكان الحادث وقامت بإسعاف الضحية، حيث أصيب شاب يبلغ من العمر 25 عامًا بجروح خطيرة في انفجار سيارة توصيل بقالة، وتمت معالجته ونقله إلى مستشفى لانيادو مصابًا بإصابات متعددة"، مشيرة إلى أن الضحية معروفة لدى الشرطة، ويتحقق مسؤولو إنفاذ القانون ما إذا كانت محاولة اغتيال أم "حادث خطأ".
وأوضحت أن "الانفجار هو الرابع في المدينة خلال الأسبوعين الماضيين، حيث قال مسعفو نجمة داود الحمراء: "عندما وصلنا إلى مكان الحادث رأينا رجلًا ملقى بجانب السيارة، كان واعيًا ويعاني من أضرار متعددة، وقدمنا له الرعاية الطبية التي شملت التضميد وإعطاء الأدوية، كما قمنا بنقله في سيارة العناية المركزة إلى المستشفى، وكانت حالته خطيرة".
وفي 26 ديسمبر الماضي، قُتل رجل في شارع هراف يتسحاق بن حنان بالمدينة، في انفجار سيارة مفخخة أيضًًا، واكتشفت الشرطة جثته في السيارة المحترقة، وتعرفت عليه لاحقًا على أنه دانييل كيناو هايلي، 34 عامًا، وهو شخصية بارزة معروفة في الجريمة، لذا يبدو أن "هايلي" قُتل على يد خصم في عالم الجريمة، وفقًا للصحيفة.
انفجار قوي
واشتعلت النيران في سيارة أخرى كانت متوقفة في المنطقة ولا يوجد بها ركاب، وتناثر حطام السيارات المتوقفة في مكان قريب على بُعد عشرات الأمتار، حيث وقع الحادث بالقرب من روضة أطفال، وبسبب الذعر الذي سببته أصوات الانفجار، تم إخلاء الأطفال بشكل عاجل من المبنى، وفق الصحيفة.
وقال أحد شهود العيان: "كان هناك انفجار قوي، وتطايرت الشظايا، وشاهدنا سيارات تحترق، كان هناك الكثير من الذعر، الجميع اعتقد أنه انفجار بسبب الحرب، رأينا أن العاملين في الروضة كانوا مذعورين أيضًا".
كما تلقت الشرطة الإسرائيلية بلاغًا يفيد باحتراق سيارة، وأفاد الأطباء والمسعفون بعد إطفاء السيارة، بالعثور على جثة داخل السيارة، وأمام موقع الانفجار توجد منطقة مخصصة لنقل الطلاب من مدرسة تقع أيضًا بالقرب من موقع الحادث. ووقع الانفجار عندما كانت الساحة فارغة.
وقال أحد سكان المنطقة: "من حُسن الحظ أن الانفجار وقع قبل وصول الطلاب إلى محطة الحافلات، لو أتوا إلى هنا لقتلت وجرحت العديد من الأرواح البريئة".
وذكر موقع "أخبار نتانيا" المحلي العبري، أنه في نهاية تحقيق سريع الليلة الماضية، ألقت الشرطة القبض على مشتبه به في تورطه حادث انفجار أمس، وهو من سكان المدينة يبلغ من العمر 32 عاما. وفي نهاية التحقيق معه، تم سجن المشتبه به، وستعقد صباح اليوم جلسة استماع في قضيته مع طلب تمديد اعتقاله.
التحقيق في حادثة الليلة الماضية لم ينته بعد، وقد انفجرت هذا الصباح سيارة مفخخة أخرى، وأدى الانفجار إلى إصابة شاب يبلغ من العمر 25 عاماً بجروح خطيرة ويعاني من أضرار متعددة في الأجهزة. وتم نقله إلى مستشفى لانيادو لتلقي المزيد من العلاج الطبي.
نتانيا مركز النشاط الإجرامي
ونتانيا، هي بلدة شاطئية تقع في وسط إسرائيل ويبلغ عدد سكانها نحو 200 ألف نسمة، معروفة منذ فترة طويلة بأنها مركز للنشاط الإجرامي، مع سوق مزدهرة للأسلحة النارية والمخدرات غير القانونية.
وشهدت الجريمة المنظمة ارتفاعًا في إسرائيل خلال العام الماضي، حيث وجد تقرير نهاية العام الصادر، الأحد الماضي، عن مؤسسة مبادرات أبراهام، وهي مؤسسة بحثية معنية بالتعايش، أن العدد المرتفع غير المسبوق لجرائم القتل في المجتمع يرجع بشكل أساسي إلى زيادة عنف العصابات. ووفقًا لموقع "هآرتس" الإخباري، ارتفعت جرائم القتل أيضًا بنسبة 20% في العام الماضي في المجتمع اليهودي الإسرائيلي، ويرجع ذلك أيضًا إلى حد كبير إلى الجريمة المنظمة.