بعد 52 عامًا من الحكم، قررت ملكة الدنمارك مارجريت الثانية، التنازل عن العرش في 14 يناير الجاري، ليخلفها ولي العهد، الأمير فريدريك العاشر، وتولت الملكة العرش في 14 يناير 1972 بعد وفاة والدها الملك فريدريك التاسع.
ورغم تنازلها عن العرش ستستمر مارجريت الثانية، في الحصول على لقب جلالة الملكة، بحسب "سي إن إن".
وبحسب بيان صادر عن مكتب رئس الوزراء الدنماركي، فإن الملكة قررت التنازل عن العرش، موضحًا أنه عندما تتنازل في 14 يناير 2024، سيتولى صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير فريدريك، لقب صاحب الجلالة، الملك فريدريك العاشر، وبعد اجتماع في مجلس الدولة سيعلن رئيس الوزراء تغيير العرش في قلعة كريستيانسبورج.
الملكة مارجريت
اسمها الكامل مارجريت ألكسندرين أورهيلدور إنجريد، وولدت في 16 أبريل 1940 في أمالينبورج، وهي ابنة الملك فريدريك التاسع والملكة إنجريد أميرة السويد.
وحظيت الملكة مارجريت بشعبية كبيرة طوال فترة حكمها، رغم تعرضها لبعض الانتقادات؛ بسبب السلوك السيئ خلال الخطابات المتلفزة، إلا أنها معروفة بشغفها بالرسوم التوضيحية وتصميم الأزياء وعلم الآثار، واشتهرت أيضًا برفضها الشديد للإقلاع عن التدخين.
وللملكة شقيقان، صاحبة السمو الملكي الأميرة بنديكتي مواليد 1944 والملكة آن ماري مواليد 1946.
وأعطى قانون الخلافة الصادر في 27 مارس 1953 للمرأة حق خلافة العرش في الدنمارك، ولكن بشكل ثانوي فقط، وباعتلائها العرش في 14 يناير 1972، أصبحت جلالة الملكة مارجريت الثانية أول ملكة دنماركية بموجب قانون الخلافة.
وتم تعديل قانون الخلافة في عام 2009، عندما تم إدخال المساواة الكاملة في خلافة العرش، بما يعني أن أكبر أبناء الوصي بغض النظر عن الجنس يرث العرش.
وفي 16 أبريل 1958، مُنحت الملكة (ولي العهد آنذاك) مقعدًا في مجلس الدولة، وترأست بعد ذلك اجتماعات مجلس الدولة في غياب الملك.
وفي 10 يونيو 1967 تزوجت الملكة من هنري ماري جان أندريه، كونت لابورد دي مونبيزات، وتم الإعلان عن الخطوبة في 5 أكتوبر 1966، وأقيم حفل الزفاف في هولمينز كيرك، وأقيمت احتفالات الزفاف في قصر فريدنسبورج، وتوفي الأمير هنريك في 13 فبراير 2018.
أبناؤها
للملكة ابنان، صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير فريدريك أندريه هنريك كريستيان، من مواليد 26 مايو 1968، وصاحب السمو الملكي الأمير يواكيم هولجر فالديمار كريستيان، من مواليد 7 يونيو 1969.
تعليم الملكة مارجريت
التحقت الملكة بمدرسة زال سكول بين عامي 1946 و1955 وكانت تلميذة، خاصة في أمالينبورج من عام 1946 إلى عام 1949، وفي العام الدراسي 1955-1956، كانت الملكة تلميذة في نورث فورلاند لودج في هامبشاير، إنجلترا، وبعد أن تلقت دروسًا خصوصية، تخرجت الملكة في مدرسة زال سكول بشهادة امتحان الثانوية العامة 1959، ثم درست الملكة في جامعات الدنمارك ودول أوروبية أخرى.
واجتازت الملكة امتحان الفلسفة في جامعة كوبنهاجن عام 1960، ودرست علم الآثار في جامعة كامبريدج بإنجلترا في عامي 1960-1961، وحصلت على دبلومة في علم آثار ما قبل التاريخ، ثم درست العلوم السياسية في جامعة آرهوس في 1961-1962، وفي جامعة السوربون بباريس في عام 1963، وفي كلية لندن للاقتصاد في عام 1965.
وتتحدث الملكة مارجريت عدة لغات، هي: "الدنماركية "اللغة الأم"، والفرنسية والسويدية والإنجليزية والألمانية.
وفي عام 1958 تطوعت الملكة مارجريت للخدمة في سلاح الطيران النسائي، وحتى عام 1970، وتدرجت في المناصب العسكرية حتى أصبحت ملازمًا.
وفي عام 1972، عُينت الملكة عقيدًا أعلى لفوج الملكة، وفي عام 1992، تم تعيينها عقيدًا أعلى لفوج أميرة ويلز الملكي.
دور الملكة في الحكم
بحسب الدستور الدنماركي، بصفتها رئيسة الدولة، لا تشارك الملكة في السياسة ولا تعبر عن أي آراء سياسية، وتتصرف الملكة بإخلاص في جميع الأوقات للحكومة التي في السلطة.
وتتمتع الدنمارك بنظام ملكي دستوري، بمعنى أن الملك لا يمكنه القيام بأعمال سياسية بشكل مستقل، ورغم أن الملكة توقع على جميع القوانين الصادرة عن البرلمان، إلا أنها لا تدخل حيز التنفيذ إلا بعد التوقيع عليها من قبل أحد الوزراء، ومن ثم فإن مشاركة الملكة تعد شرطًا ضروريًا، ولكنه ليس كافيًا لصلاحية القانون.
ويشارك الملك في تشكيل الحكومة الجديدة، وبعد التشاور مع ممثلي الأحزاب السياسية، تتم دعوة زعيم الحزب الذي يحظى بدعم أكبر عدد من المقاعد في البرلمان الدنماركي (Folketing) لتشكيل الحكومة، وبمجرد تشكيلها، يقوم الملك بتعيينها رسميًا. وبالمثل، فإن الملك أيضًا هو من يقيل الوزراء رسميًا.
وينص الدستور على أن يقدم رئيس الوزراء ووزير الخارجية تقارير منتظمة إلى الملكة لإبلاغها بالوضع السياسي الداخلي والخارجي.