الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وداع 2023| غزة وأوكرانيا والصين.. موضوعات رئيسية للصحف الأمريكية

  • مشاركة :
post-title
الصحافة الأمريكية فى وداع 2023

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تنوعت موضوعات الصحف الأمريكية الصادرة، اليوم الأحد، آخر أيام العام 2023، بين العدوان الإسرائيلي المُتواصل على غزة، والحرب في أوكرانيا، وتراجع الاقتصاد الصيني، واحتدام الصراع السياسي في الولايات المتحدة مع اقتراب انتخابات الرئاسة، المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل.

العدوان على غزة

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرًا في عددها الصادر اليوم الأحد، رصدت فيه الخسائر الاقتصادية الهائلة التي خلفها العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، لليوم الـ86.

واستهلت الصحيفة تقريرها قائلة، إن تكلفة العدوان على غزة آخذة في الارتفاع، مع استمرار تساقط القنابل على القطاع المُحاصر، واستشهاد مئات الفلسطينيين في المتوسط كل يوم، وهي حصيلة ضخمة مقارنة بعدد قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وذكر التقرير أن حجم الدمار في غزة هائل بشكل واضح، حيث تعرض حوالي نصف المباني وثلثي المنازل في القطاع للتدمير، وتم تهجير 1.8 مليون شخص، واستشهاد أكثر من 21 ألف شخص، وفقًا للسلطات الصحية في غزة.

ولفت التقرير إلى أن اقتصاد دولة الاحتلال تعرض أيضًا لضربة قوية، ومن المتوقع أن يتواصل هذا النزيف الاقتصادي، مع تأكيد مجلس حرب الاحتلال على أن الحرب لن تتوقف، رغم أن خبراء الاقتصاد يقدرون أن التأثير حتى الآن يقارن بأسوأ ما خلفته جائحة كوفيد، وتلك الخسائر الاقتصادية مرشحة للزيادة، مع استمرار العدوان.

وأوضح التقرير أنه منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي، ارتفع الإنفاق الحكومي الإسرائيلي والاقتراض، وانخفضت عائدات الضرائب، وقد تتأثر التصنيفات الائتمانية، وسوف ينخفض إجمالي الناتج المحلي في دولة الاحتلال، من توقعات النمو بنسبة 3% في عام 2023 إلى 1% في عام 2024، وفقًا لبنك إسرائيل، ويتوقع بعض الاقتصاديين الانكماش. كما أن التأثير على قطاع التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل –محرك الاقتصاد– مُثير للقلق.

وبيّن التقرير أن دولة الاحتلال أنفقت أموالًا طائلة على نشر أكثر من 220 ألف جندي احتياطي في المعركة ودعم رواتبهم، مشيرًا إلى أن العديد من هؤلاء الاحتياط هم عمال في مجال التكنولوجيا الفائقة في مجالات الإنترنت والزراعة والتمويل والملاحة والذكاء الاصطناعي والأدوية والحلول المناخية.

وذكر التقرير، أن دولة الاحتلال لا تحتاج فقط، إلى دفع تكاليف قوات الاحتياط والقنابل والرصاص فحسب، بل إنها تدعم أيضًا 200 ألف من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من القرى الإسرائيلية على طول حدود غزة والحدود الشمالية مع لبنان، ويتم إيواء العديد من هؤلاء الأشخاص الذين تم إجلاؤهم وإطعامهم في فنادق في الشمال والجنوب، على نفقة حكومة الاحتلال.

ولفت التقرير إلى تقديرات الاقتصاديين بأن الحرب على غزة كلفت حكومة الاحتلال حوالي 18 مليار دولار، أو 220 مليون دولار في اليوم.

وتوقع التقرير أن الحرب التي تستمر من خمسة إلى عشرة أشهر أخرى، يمكن أن تكلف دولة الاحتلال ما يصل إلى 50 مليار دولار، وفقًا لصحيفة "كالكاليست" الإسرائيلية، وهذا يعادل 10% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

انتقدت صحيفة "نيويورك تايمز" استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وتأكيد مسؤولي الاحتلال أن الحرب لن تتوقف، في تحدٍ للضغوط الأمريكية.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها أن قوات الاحتلال الإسرائيلي كثفت عدوانها على غزة، وقتلت ما لا يقل عن 165 مدنيًا في يوم واحد، وتواصل القصف على القطاع المحاصر، متحدية الضغوط التي تمارسها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لتقليل الخسائر بين المدنيين.

الحرب في أوكرانيا

وتطرقت "نيويورك تايمز" أيضًا، إلى الحرب في أوكرانيا، والتصعيد الأخير بين الجيشين الروسي والأوكراني، إذ شنت موسكو أكبر هجوم جوي لها منذ بداية الحرب، باستخدام 158 طائرة مسيرة وصاروخ، أسفر عن مقتل 39 شخصًا وإصابة العشرات، وردت أوكرانيا بهجوم دامٍ أسقط عشرات القتلى والجرحى في بيلجورود الروسية.

وقالت الصحيفة، إن موسكو وكييف تأبيان إنهاء عام 2023 دون هجمات دامية، تخلّف المزيد من القتلى والجرحى.

ولفتت الصحيفة إلى إعلان الجيش الروسي أنه أصاب جميع أهدافه في عشرات الهجمات، التي شنها على أوكرانيا في الفترة من 23 إلى 29 ديسمبر، ردًا على استهداف أوكرانيا لسفينة حربية روسية في مرفأ فيودوسيا بشبه جزيرة القرم.

وذكرت الصحيفة أيضًا، أن أوكرانيا كذلك أبت هي الأخرى، توديع 2023 دون هجوم تتذكره موسكو جيدًا، وشنت هجومًا أدى إلى مقتل 14 شخصًا بينهم طفلان، وإصابة 108 آخرين، أمس السبت، في مدينة بيلجورود الروسية المتاخمة للحدود مع أوكرانيا. ووصفت الصحيفة قصف بيلجورود بأنه الأكثر دموية على الأراضي الروسية منذ بدء الحرب.

تراجع الاقتصاد الصيني

أبرزت صحيفة "وول ستريت جورنال" الضغوط التي يتعرض لها الاقتصاد الصيني، وقالت في تقرير لها تحت عنوان" الصين تنهي عامها المُخيب بعلامات ضعف جديدة"، إن مؤشر مديري المشتريات الرسمي في الصين، أظهر انكماش النشاط في قطاع التصنيع للشهر الثالث على التوالي في ديسمبر.

وذكر التقرير أن الاقتصاد الصيني أظهر علامات ضعف جديدة مع اقتراب العام من نهايته؛ مما زاد الضغوط على بكين لاتخاذ خطوات جديدة جريئة لتحفيز النمو في عام 2024.

ولفت التقرير إلى أن الدراسات الاستقصائية تُشير إلى أن نشاط المصانع الصينية انزلق بشكل أعمق إلى الانكماش في ديسمبر، بسبب ضعف دفاتر الطلب في الداخل والخارج، في حين عانى قطاع الخدمات مع تقييد المستهلكين للإنفاق.

وقال التقرير إن انكماش نشاط المصانع في الصين لثالث شهر على التوالي في ديسمبر الجاري، هو ما يلقي بظلاله على توقعات التعافي الاقتصادي لدى الدولة صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وأشار التقرير إلى أن الحكومة الصينية قدمت في الأشهر الأخيرة سلسلة من السياسات التي تهدف دعم التعافي الاقتصادي الضعيف لفترة ما بعد الجائحة، والذي تعطل بفعل الركود الحاد في قطاع العقارات ومخاطر ديون الحكومة المحلية، ومستويات الطلب العالمي الهش.

الصراع السياسي في الولايات المتحدة

تطرقت صحيفة" نيويورك بوست" إلى الصراع السياسي بين أكبر حزبين في الولايات المتحدة، الذي وصل ذروته في عام 2023.

ورأت الصحيفة أن أفضل ما في عام 2023 هو أنه انتهى، مما يعني أنه يمكننا أخيرًا أن نقول بئس المصير لواحدة من أغرب السنوات في السياسة الأمريكية.

وقالت الصحيفة إن الصراع بين أكبر حزبين في الولايات المتحدة (الديمقراطيين والجمهوريين) اشتد في 2023، ومن المتوقع أن يحتدم في العام الجديد الذي سيشهد إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية.

ولفتت الصحيفة إلى مساعي الديمقراطيين إلى حرمان الرئيس الجمهوري، السابق دونالد ترامب من الترشح في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل، مُشيرة إلى أن ترامب يواجه محاكمات قضائية في 5 قضايا على الأقل، قد تطيح به خارج السباق الرئاسي.

وذكرت الصحيفة، أن الجمهوريين أيضًا يسعون إلى عرقلة فوز الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن بولاية ثانية، مشيرة إلى تصويت مجلس النواب على الشروع رسميًا في التحقيق في عزل بايدن، وهو الأمر الذي سوف يتم في أوج الحملة الانتخابية للرئيس الديمقراطي.