الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استخدم الإنترنت الأمريكي.. معلومات جديدة عن منطاد التجسس الصيني

  • مشاركة :
post-title
لحظة إسقاط المنطاد الصيني في سماء الولايات المتحدة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

كشفت وكالات الاستخبارات الأمريكية، أن منطاد المراقبة الصيني الذي عبر الولايات المتحدة في أوائل عام 2023، استخدم مزود خدمة إنترنت أمريكي لإرسال البيانات المتعلقة بالملاحة والموقع إلى الصين، وفق ما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية عن مسؤول أمريكي.

وحسب الشبكة، قال المصدر إن هذا الاتصال كانت إحدى الطرق التي تمكنت بها الولايات المتحدة من تتبع موقع المنطاد، وجمع معلومات عنه، أثناء مروره بالولايات المتحدة.

حادث المنطاد

وفي 28 يناير 2023، دخل منطاد على ارتفاعات عالية، مصدره الصين، إلى المجال الجوي لأمريكا الشمالية، مما تسبب في توترات دبلوماسية.

وزعم الجيشان الأمريكي والكندي أن المنطاد كان جهاز مراقبة، بينما زعمت الحكومة الصينية أنه منطاد أبحاث مدني للأرصاد الجوية خرج عن مساره بفعل الرياح.

ومرّ البالون فوق ألاسكا، وغرب كندا، والولايات الأمريكية المتجاورة عبر مونتانا وميسوري، قبل أن تُسقطه القوات الجوية الأمريكية في المياه قِبالة ساحل كارولينا الجنوبية في 4 فبراير، بأمر من الرئيس جو بايدن.

وأدى الحادث إلى توتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، مما دفع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى تأجيل زيارة دبلوماسية كان مقررًا لها سابقًا إلى بكين.

كما أدى إلى توتر العلاقات الكندية الصينية، بسبب التوغل في المجال الجوي الكندي، حيث استدعت كندا السفير الصيني.

وفي 3 فبراير، قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن منطادًا صينيًا ثانيًا كان يمر فوق أمريكا اللاتينية.

وقال الخبير المستقل في مجال القوة الجوية هي يوان مينج، في تعليقه على هذا الحادث آنذاك، إن بكين أرادت إرسال إشارة إلى واشنطن مفادها: "رغم أننا نرغب بتحسين العلاقات بيننا لكننا على الاستعداد دائما لخوض منافسة مستمرة مع الولايات المتحدة بكل الوسائل الضرورية، دون التسبب بتوتر شديد بين البلدين".

ولم تتمكن "سي. إن. إن" من تحديد مزود خدمة الإنترنت، ونقلت الشبكة عن المسؤولين، إن المنطاد كان قادرًا على التواصل مع بكين أثناء سفره عبر الولايات المتحدة.

وكانت شبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية، ذكرت لأول مرة أن المنطاد استخدم شبكة أمريكية للتواصل مع بكين.

تخزين المعلومات

ولم يتم استخدام اتصال الشبكة لنقل المعلومات الاستخبارية إلى الصين، وفقًا لما ذكرت "سي. إن. إن" نقلًا عن المسؤول، ولكن المنطاد خزن تلك المعلومات لوقت لاحق، بما في ذلك الصور والبيانات الأخرى، والتي تمكنت الولايات المتحدة منذ ذلك الحين من دراستها بعد إسقاطه في فبراير.

وواصلت الصين التأكيد على أن المنطاد كان منطادًا للطقس خرج عن مساره، وذكرت شبكة "سي. إن. إن" سابقًا، أن الولايات المتحدة قدرت في ذلك الوقت أن منطاد التجسس كان جزءًا من برنامج مراقبة واسع النطاق، يديره الجيش الصيني.

وأكد "هي" أن مسار تحليق المنطاد قرب قواعد صواريخ معينة، يدحض ما قالته الصين عن انحرف عن مساره المقرر.

وأجرى أسطول المناطيد لدى الصين، ما لا يقل عن 20 مهمة في خمس قارات على الأقل في السنوات الأخيرة، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.

ويعتقد مجتمع الاستخبارات الأمريكي أن قادة الحزب الشيوعي الصيني لم يقصدوا عبور المنطاد فوق الولايات المتحدة، بل ووبخوا مشغلي برنامج المراقبة بسبب الحادث، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن"، في وقت سابق.

وأشار الرئيس الأمريكي جو بايدن، في يونيو الماضى، إلى أن نظيره الصيني شي جين بينج تفاجأ بمكان وجود المنطاد.

تاريخ المناطيد

وتعتبر المناطيد من أقدم وسائل الرقابة والتجسس، واستخدمها الجيش الياباني في إسقاط قنابل حارقة فوق الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، كما تم استخدامها على نطاق واسع من قبل الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق خلال الحرب الباردة.

وعلى الرغم من كونها عفا عليها الزمن في الغالب من خلال ظهور أقمار صناعية وطائرات بدون طيار قادرة على المناورة والتخفي، احتفظت المناطيد ببعض المزايا، مثل انخفاض تكلفة الإنتاج.

وتحلق المناطيد الحديثة غالبًا على ارتفاع يتراوح بين 24 و37 كيلومترًا فوق سطح الأرض.