أكدت وزارة الخارجية السورية، أنَّ الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضي سوريا تعكس نزعة متأصلة لدى القيادات الإسرائيلية لمتابعة نهج القتل والتدمير الذي تمارسه دون هوادة، مجددة مطالبة مجلس الأمن الدولي بتحمّل مسؤولياته في تنفيذ ما ينصّ عليه ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني.
وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، قالت الخارجية السورية، في بيانها الصادر، اليوم الجمعة، إنَّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي جددت تحدّيها للرأي العام العالمي وقرارات الأمم المتحدة ودعوات أغلب أعضاء مجلس الأمن إلى عدم توسيع العدوان القائم على الشعب الفلسطيني، وذلك بشنّها عدوانين جديدين تجاه الجولان السوري المحتل مستهدفةً بعض النقاط في المنطقة الجنوبية، وفجر اليوم نفذ العدو الإسرائيلي عدوانًا جويًا من اتجاه الأراضي اللبنانية مستهدفًا عددًا من النقاط في محيط دمشق.
نهج القتل والتدمير
وأكدت الوزارة أنَّ هذه الاعتداءات المتكررة على الجمهورية العربية السورية تعكس نزعةً متأصلةً لدى القيادات الإسرائيلية لمتابعة نهج القتل والتدمير الذي تمارسه دون هوادة، بهدف قتل المزيد من الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني بما في ذلك ما يزيد على 7 آلاف طفل و6 آلاف امرأة، وتدمير أكثر من 80% من منازلهم في شمال ووسط قطاع غزّة بهدف وحيد هو تهجير ما تبقى من الفلسطينيين إلى خارج بلادهم وبناء "إسرائيل الكبرى".
وقالت: "من الواضح للولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وآخرين من المتشددين من دول الغرب أن إسرائيل لم تُبقِ ولو كلمة من مواثيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني إلا وانتهكتها دون رحمة".
وشددت الوزارة على أن الاعتداءات الجديدة المتكررة على أراضي الجمهورية العربية السورية والتهديدات التي لم تتوقف ضد لبنان وضد دول عربية أخرى في المنطقة تُظهر حقيقة أهداف الكيان الصهيوني الذي يريد التوسّع في المنطقة على حساب الحقوق العربية في فلسطين وغيرها من الأراضي المحتلة.
وأضافت: "تعرف الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول الغربية أن التوصل إلى السلام العادل والشامل والذي سعت إليه الأسرة الدولية كان يُواجه دائمًا بافتعال إسرائيل لحروب ومعارك أظهرت أن هذا الكيان لا يريد السلام والاستقرار في المنطقة، وإنما يريد الأرض والسلام على حساب الحقوق العربية".
حقائق الاعتداءات الإسرائيلية
وتابعت: "لقد وضعت الجمهورية العربية السورية حقائق الاعتداءات الصهيونية على سوريا أمام مجلس الأمن بهدف وحيد وهو أن سوريا قد حذّرت الكيان الصهيوني وما يُسمى بالمجتمع الدولي من مغبّة الاستمرار في الاعتداءات".
كما حذّرت سوريا الولايات المتحدة من استمرار احتلالها للشرق السوري ونهبها المستمر للثروات السورية وخاصّة النفط والغاز ودعمها الذي لم يتوقف لقطعان "داعش" الإرهابية وللقوى الانفصالية التي تتلقى دعم واشنطن المستمر عسكريًا وسياسيًا وماليًا على حساب وحدة أرض وشعب الجمهورية العربية السورية، وهذا يؤكد مرة أخرى ارتباط الاعتداءات الأمريكية والصهيونية على شعب وأرض فلسطين وشعب وأرض لبنان وشعب وأرض الجمهورية العربية السورية.
ودعت سوريا مرة أخرى مجلس الأمن إلى تحمّل مسؤولياته في تنفيذ ما ينصّ عليه ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني، هذه المواثيق وغيرها التي مزّقتها "إسرائيل" على مرأى من دول العالم أجمع وفي إهانة مباشرة للأمم المتحدة والأغلبية المطلقة من الدول الأعضاء في هذه المنظمة الدولية، ويبقى أمام مجلس الأمن وخصوصًا أمام الدول التي تحمي العدوان الإسرائيلي أنَّ تأخذ عبرةً من تجارب الشعوب عندما تتخذ قراراتها في الدفاع عن سيادتها وحقوقها وحياة أطفالها.