أعطت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي، أمس الثلاثاء، الضوء الأخضر لانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مع تصويت أحزاب معارضة ضد القرار.
وقال أوتكو جاكيروزر، النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، عضو لجنة الشؤون الخارجية، لوكالة "فرانس برس": "أقرت لجنة الشؤون الخارجية البروتوكول حول انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي".
وتمهد هذه الخطوة الطريق أمام تصويت البرلمان بكامل هيئته، إذ يحتفظ تحالف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأغلبية المقاعد، ولم يتضح على الفور متى سيكون ذلك.
وأشاد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" بتصويت اللجنة، قائلًا إنه يُعول على تركيا والمجر لاستكمال تصديقهما في أقرب وقت ممكن، مضيفًا أن عضوية السويد ستجعل الناتو أقوى.
وقال توبياس بيلستروم، وزير الخارجية السويدي، لقناة "SVT Nyheter" التلفزيونية السويدية، إن الخطوة التالية هي التصويت في البرلمان التركي، مضيفًا "أننا نتطلع إلى أن نصبح عضوًا في الناتو".
وبينما كثف حلفاء الناتو الضغوط على تركيا، إذ قالت فرنسا إن مصداقية الحلف "على المحك"، رفع أردوغان، يوليو الماضي، اعتراضاته بعد أن اتفقت السويد وفنلندا في "مذكرة ثلاثية" على معالجة مخاوف الحكومة التركية بشأن الأنشطة الكردية.
وكانت مساعي السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي متعثرة لعدة أشهر، وسط معارضة من تركيا والمجر، وأخيرًا ازدادت الأمور تعقيدًا بعد أن جعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأمر شريطة الحصول على طائرات مقاتلة من طراز إف-16 من الولايات المتحدة.
وصرّح "أردوغان" بأن عضوية السويد بالناتو مرهونة على موافقة الكونجرس الأمريكي "في نفس الوقت" على بيع طائرات مقاتلة من طراز إف-16 إلى تركيا، مضيفًا أن حلفاء الناتو، بما في ذلك كندا، يجب أن يرفعوا حظر الأسلحة المفروض على تركيا.
ووفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، قال أوزغور أونلوهيسارسيكلي، مدير مكتب أنقرة لمركز أبحاث صندوق مارشال الألماني الأمريكي: إنه "سيتم التعامل مع عضوية السويد في الناتو ومبيعات طائرات F-16 إلى تركيا بالتنسيق إلى حد ما، لأنه لسوء الحظ لا يثق أي من البلدين بالآخر".
وصرّح "أونلوهيسارسيكلي": "لا يوجد إجماع قوي في البرلمان بشأن عضوية السويد بالناتو، وكذلك لا في الكونجرس الأمريكي بشأن بيع طائرات إف-16 لتركيا"، مضيفًا أنه "على الرغم من أن القضايا ليست ذات صلة، إلا أن تصريحات تركيا الداعمة لحماس تزيد من تعقيد عملية شراء طائرات F-16".
وتابع أن مقتل الجنود الأتراك أخيرًا على يد مسلحين أكراد يمكن أن يؤثر أيضًا على عضوية السويد في الناتو، مضيفًا: "لكن إذا أظهر بايدن وأردوغان الإرادة اللازمة فيمكننا أن نتوقع اختتام العملية قريبًا".
وتظل تركيا والمجر العضوين الوحيدين المتبقيين في الناتو للتصديق على طلب السويد بعد 19 شهرًا من تقديمها طلب العضوية. وقبل الجانبان فنلندا باعتبارها العضو الـ31 في حلف شمال الأطلسي، أبريل 2023.