الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

120 مليونا يبحثون عن الأمان.. 2023 عام ضياع حقوق الإنسان عالميا

  • مشاركة :
post-title
آثار الحروب على الإنسان

القاهرة الإخبارية - محمد أبوعوف

2023.. عام شهد العديد من الصراعات؛ بدأها بالأزمة "الروسية - الأوكرانية"، ثم التوترات السياسية التي تحدث في منطقة الشرق الأوسط، مرورًا بالأزمة في السودان وأخيرًا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كل هذه التوترات عاني من ويلاتها ملايين المواطنين، وسبّبت الحروب حول العالم نزوحًا للمزيد من الأشخاص قسرًا من ديارهم أكثر من أي وقت مضي، بحثًا عن حياة أكثر أمانًا، وسعيًا للحصول على الحماية من الاضطهاد والانتهاكات الخطيرة لحقوقه في بلد آخر. 

مفوضية الشؤون الداخلية الأوروبية كشفت في تقريرها الصادر في منتصف ديسمبر أنَّ التكتل يواجه أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، وأوروبا سوف تمضي قدمًا في دعم المهجّرين والفارين من الحرب، لكن بعض البلدان داخل التكتل وصفت تزايد أعداد المهاجرين بأنها أعباء باتت مثقلة، إذ أشارت الحكومة الألمانية إلى وجود صعوبات في استيعاب اللاجئين.  

183 صراعًا مسلحًا

كشف المعهد الدولي الأمريكي للدراسات الاستراتيجية (iiss) أنَّ عام 2023 شهد 183 صراعًا مسلحًا إقليميًا، وهو الرقم الأعلى منذ 30 عامًا، فيما ارتفع عدد حوادث العنف خلال العام بنسبة 28% وعدد الوفيات بنسبة 14%، وفقًا لتقديرات المعهد الدولي، فإنَّ العالم تهيمن عليه الصراعات.

أفارقة يتأهبون للهجرة

وفي هذا السياق، ألقت "القاهرة الإخبارية" الضوء على تسبب الحروب في تفاقم أزمة اللجوء عالميًا؟.. إذ اتفق محللون وخبراء تحدثوا لبرنامج "مطروح للنقاش"، على أنَّ الحروب تتسبب في نزوح عدد كبير من اللاجئين صوب البلدان وخصوصًا الغرب بحثًا عن الأمان المفقود في بلدانهم والاضطهاد الذين يتعرضون له ونزوحهم قسرًا من ديارهم. 

وضع كارثي

خبير السكان ودراسات الهجرة المصري، الدكتور أيمن زهري، أكد في حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، أنَّ عام 2023 كان شديد الصعوبة إنسانيًا، بسبب الهجرة والحروب العسكرية، إذ إنَّ عدد اللاجئين مع نهاية 2022 وصل لـ110 ملايين لاجئ. 

وأوضح أنَّ العدد الآن في نهاية 2023 وصل لـ120 مليون نازح، بينهم 7 ملايين نازح في دولة واحدة وهي السودان الشقيقة تشردوا من منازلهم، ومليون لاجئ لدول الجوار. 

وذكر أن هناك نحو 450 ألف مشرد داخلي في دولة الكونغو بسبب الحروب الداخلية بين الجماعات المسلحة والجيش النظامي، ولم ينتهِ العام حتى كانت حرب غزة، التي شردت نحو 1.8 مليون، فالوضع كارثي بكل المقاييس.

الصراعات العسكرية السبب

أزمة اللاجئين في الوقت الحالي هي الأسرع تفاقمًا منذ الحرب العالمية الثانية، هذا ما وصفه الكاتب الصحفي حسين الوائلي، وبالطبع عند النظر إلى أسباب الهجرة فنجد أنَّ الصراعات والأزمات الاقتصادية سبب تضاعف معدلات الهجرة في العالم، وخصوصًا عند الضغط على المنافذ، مثل الضغط الغربي على إفريقيا والشرق الأوسط.

وكنتيجة طبيعية لذلك فإنَّ شبكات التهريب بدأت تتعاون، وبخاصة مع وجود مصالح لجماعات الإتجار بالبشر، موضحًا أنَّ هناك عاملًا مهمًا وهو "التنافس بين الدول"، مثل الصراع بين روسيا وأوروبا، فهناك شبكات تقودها بعض الدول لإغراق أوروبا بالمهاجرين، لكن يظل عامل الصراعات العسكرية هو السبب الأول لأزمة المهاجرين.

هجرة عبر الصحراء

تقصير المجتمع الدولي 

السنوات الأخيرة يمثل النزوح نحو الغرب هاجسًا يتصدر اهتمام الحكومات الأوروبية، وينظر أستاذ القانون الدولي الدكتور مجيد بودن في حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، أنَّ مسألة النازحين واللاجئين لا تنحصر في الإغاثة، فهناك لاجئون يريدون التنقل من بلد لآخر فقط، وهذا حق يكفله القانون الدولي، لكن هناك ما يسمى بـ"وضع اللجوء".

ويوضح وضع اللجوء بأنه انتقال ونزوح جماعي لمجموعة من الناس أُخْرجوا من بيوتهم قسرًا، وهنا تترتب مسؤولية كبيرة على المجتمع الدولي تجاههم والحكومات الغربية التي تتجاهل مطالب دول الجوار.

واستشهد أستاذ القانون الدولي بحالة قطاع غزة، حيث حاولت إسرائيل أن تخرجهم من أرضهم قسرًا تجاه مصر ودول أخرى، لكن الشعب الفلسطيني في غزة رفض الخروج من أرضه، وتمسك بوطنه وظهر موقف الغرب المخزي في الوقوف ضد العدوان الإسرائيلي.

ولفت إلى أنه في بعض الحالات الأخرى يجبر الناس على الهرب بحياتهم بعد أن تحرق أرضهم، ويجب أن تتضافر جهود المجتمع الدولي للتخفيف عن هؤلاء النازحين.