شهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الإثنين، افتتاح عدة مشروعات قومية جديدة بمحافظة الإسكندرية "شمال البلاد"، بحضور رئيس الحكومة المصرية الدكتور مصطفى مدبولي، وعدد من المسئولين.
وافتتح الرئيس المصري، محور المشير فؤاد أبو ذكري "التعمير سابقًا"، الذي يعتبر إضافة ونقلة نوعية ضخمة من شأنه أن يفتح آفاقًا تنموية جديدة لمنطقة غرب محافظة الإسكندرية، ويزيد من حيزها العمراني.
شريان تنموي حيوي
ويربط المحور الجديد ميناء الدخيلة بالطريق الصحراوي والطريق الدولي الساحلي ومدينة برج العرب، ليصبح شريانًا تنمويًا حيويًا لربط الإسكندرية بمدينة العلمين الجديدة عبر الطريق الساحلي.
كما يأتي محور "أبو ذكري" كخطوة جديدة إضافية في تنفيذ استراتيجية الدولة المصرية في إنشاء شبكة الطرق والمحاور على امتداد رقعة الجمهورية، بحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية.
ولم تعد المحاور المرورية الجديدة تقتصر فقط على تسهيل حركة المرور وانتقال المواطنين، بل أصبحت شرايين جديدة للحياة تدعم جهود الامتداد العمراني المنظم، والتجمعات السكنية الحديثة، وتعزز من العوائد الاقتصادية والتجارية، وتوفر فرص عمل، كما تربط المشروعات القومية لتتكامل مع بعضها، انعكاسًا لرؤية تنموية شاملة وفلسفة علمية عميقة نحو البناء والتعمير والتنمية.
تطوير محطة قطارات مصر
ومن بين المشروعات التي تم افتتاحها، مشروعا تطوير محطة مصر بالإسكندرية، ونظم الإشارات لخط سكة الحديد "القاهرة ـ الإسكندرية".
ويعد مشروع تطوير وتخطيط ميدان "محطة مصر"، استكمالًا لمسيرة التنمية والإنجازات، التي تجري في المحافظة لتحقيق رؤية مصر 2030، كما يأتي في إطار تنفيذ رؤية الدولة للقضاء على الأسواق العشوائية وظاهرة الباعة الجائلين، من خلال إنشاء أسواق حضارية، بحسب محافظ الإقليم محمد الشريف.
ويتضمن المشروع إنشاء سوق حضاري متكامل للقضاء على أزمة الباعة الجائلين، وتوفير بديل حضاري لهم مراعاة لظروفهم الاجتماعية، بالإضافة إلى تطوير الحدائق ورصف الميدان بالكامل، وإنشاء مواقف متطورة وحديثة لسيارات "الأجرة" والأتوبيسات، بمسارات دائرية كاملة لحل أزمة المرور، وإنشاء غرفة تحكم لمراقبة الميدان بأحدث الكاميرات البانورامية لرصد الميدان بالكامل.
محور 54 المروري
كما شهد الرئيس المصري، افتتاح محور "54" للربط مع محور أبو ذكري، وافتتاح كوبري الدوران للخلف بالعامرية على طريق "القاهرة/ إسكندرية" الصحراوي.
والمحور عبارة عن وصلة حرة تربط ميناء الإسكندرية بالطريق الدولي الساحلي السريع بمنطقة باب 54، ويسهم في تحقيق سيولة الحركة المرورية وعمليات نقل البضائع من ميناء الإسكندرية حتى الطريق الدولي، لتخفيف الزحام والضغط المروري بشارع المكس ومنطقة الورديان، وكذلك المساهمة في منع تكدس سيارات النقل الثقيل بالشوارع العامة، في غرب محافظة الإسكندرية، بحسب بيان رسمي.
تطوير نظم إشارات خط "القاهرة ـ الإسكندرية"
ويمتد طول خط سكة حديد القاهرة الإسكندرية 208 كم، وجرت أعمال تطوير نظم الإشارات بمعرفة شركة تاليس الإسبانية العالمية بنظام إلكتروني حديث "EIS"، ويحقق أعلى معدلات الأمان والحاصل على شهادة SIL4 (Safety integrity level) معدل أمان المستوى الرابع، وهذا أعلى معدل أمان في العالم، بحسب بيان حكومي.
ويتكون المشروع من 19 برجًا رئيسيًا و15 برجًا ثانويًا و80 مزلقانًا، ويهدف تحديث نظم إشارات السكك الحديدية إلى استبدال النظام الحالي الكهربي القديم بآخر إلكتروني حديث وزيادة عدد الرحلات في اليوم وتحقيق أعلى معدلات السلامة والأمان.
ويتضمن النظام الجديد متابعة القطارات لحظة بلحظة، وتزويد المزلقانات بأجراس وأنوار وبوابات أوتوماتيكية، للحد من الحوادث وتحقيق الأمان للمركبات ونظام يتيح للسائق الاتصال بمراقب التشغيل من أي "سيمافور"، في حالات الطوارئ أو الأعطال المفاجئة.
المرحلة الثالثة من "بشاير الخير"
كما افتتح الرئيس المصري، المرحلة الثالثة من مشروع "بشائر الخير" في منطقة غيط العنب بمحافظة الإسكندرية، عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
وأنشأ المشروع على مسطح 105 أفدنة، يضم 200 عمارة سكنية بإجمالي 10600 وحدة سكنية كاملة المرافق والفرش والتجهيز؛ ليوفر حياة كريمة لنحو 50 ألف مواطن.
كما يوجد 4 مصاعد كهربائية لكل بلوك سكني، ودوران تجاريان أسفل العمارات السكنية المُطلة على الشوارع الرئيسية، لتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة وفرص استثمارية لأهالي المحافظة، بحسب موقع الرئاسة المصرية.
كما يضم المشروع 11 قاعة متعددة الأغراض ومجمع بنوك ومجمع سينمات وكافتيريا ومطاعم و16 مولًا تجاريًّا أسفل العمارات بمواجهة المشروع، بإجمالي مساحة تجارية 111 ألف متر مربع ومحطة وقود على مساحة 3767 مترًا مربعًا، بالإضافة إلى إنشاء مسجد "الحق المبين" و6 مساجد أخرى، وكذلك إنشاء كاتدرائية "بشاير الخير" للأقباط، و3 مدارس تعليم أساسي بإجمالي 99 فصلًا، وتوصيل كل العدادات مسبوقة الدفع، وشبكة مكافحة الحريق وطرق أسفلتية بمساحة 100 ألف متر مربع، و130 ألف متر مربع أرصفة ومسطحات خضراء.
وأنجز العمل بالمشروع في عامين ونصف العام، وفي ظل ظروف استثنائية يمر بها العالم أجمع، مع مراعاة كل الإجراءات الاحترازية للأمن وسلامة القوى البشرية العاملة بالمشروع.
نسعى لتوفير 3 ملايين فرصة عمل
وأكد الرئيس المصري، في مداخلة له على هامش افتتاح المشروعات القومية بالإسكندرية، أن كل عام يدخل سوق العمل في مصر مليون شخص، وأن الدولة تعمل على توفير ثلاثة ملايين فرصة عمل للمواطنين، خلال السنوات المقبلة، وأن تكون هذه الفرص وفق الحد الأدنى للمرتبات.
وأوضح أن الدولة المصرية لم تترك قطاعًا من قطاعاتها بل تعمل في جميع القطاعات، مشيرًا إلى أن هناك من يردد أن الدولة مهتمة بالطرق والكباري، وهذا ليس معناه أننا لم نهتم بالقطاعات الأخرى مثل الزراعة.
الرقعة الزراعية ثروة قومية
وشدد الرئيس المصري على أنه يجب السماح بالتعدي على جسور الترع أو حرم الطرق، مؤكدًا أن الدولة لن تسمح بذلك مرة أخرى، خاصة وأنها تعمل على زيادة الرقعة الزراعية من خلال المشروعات الجديدة.
كما أكد أن بلاده تراعي الحفاظ على الثروة القومية عند تنفيذ أي مشروعات جديدة سواء تتعلق بالطرق أو غيرها، وقال "إن أي مشروع للطرق لا بد أن يتفادى الأراضي الزراعية والوحدات السكنية حفاظًا على الأراضي الزراعية والثروة العقارية وممتلكات المواطنين باعتبارها ثروة قومية".
شبكة طرق تناسب 100 مليون مصري
كما أكد الرئيس المصري أن بلاده تُدشن شبكة طرق تناسب 100 مليون مصري، خلال العشر سنوات المقبلة، لا سيما وأن شبكة الطرق حتى عام 2014 لم تكن تلبي متطلبات التنمية ولا الحركة.
وأوضح أن الدولة المصرية عندما تقوم بعمل أي مشروع، تنظر لـ"ثروتها القومية"، وكيفية المحافظة على ثروتها القومية التي تمتلكها.