في محاولة لكسب أرضية أكبر من خلال الصدع الحالي الذي يقسّم الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، يقود السياسي والأكاديمي والمرشح المستقل للرئاسة الأمريكية كورنيل ويست، بما وصفته صحيفة "بوليتيكو" بأنه "لعبة دموية" في الغرب الأمريكي، عبر لقاء الناخبين ذوي الأصول العربية والمسلمين -الذين يتجاهلهم الرئيس جو بايدن- وجذبهم إلى حملته.
ونظّم "ويست" لقاء جمعه بعدد من المانحين، والسياسيين المحليين، وقادة مجتمع المسلمين وذوي الأصول العربية في ديترويت. وتحدث إليهم معربًا عن دعمه للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة.
وسعى المرشح الأمريكي المستقل إلى إتاحة الفرصة للعرب والمسلمين الأمريكيين الغاضبين في المدينة للتعبير عن آرائهم، عبر منحهم مساحة للحديث، حيث وعد "ويست" بأن يلجأ للمحكمة الجنائية الدولية، وأن يقوم بدفعها للتحقيق في جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني خلال العدوان، من خلال بيان صحفي.
واتهم المرشح المستقل الحكومة الإسرائيلية بـ"إدارة دولة فصل عنصري"، وأن الحكومة الأمريكية "تدعم عمليات الإبادة الجماعية التي تقوم بها تل أبيب ضد الفلسطينيين".
وقال "ويست"، خلال اللقاء الذي جمعه بعدد من المستثمرين والمانحين وقادة الأعمال العرب في ديربورن: "لا يمكن تسمية الأمر بالمشكلة الفلسطينية، أو بالقضية الفلسطينية.. إنها كارثة".
وأشارت المجلة إلى أن ناخبي ميتشيجان هم من ساعدوا بايدن للوصول إلى البيت الأبيض في 2020، ومن قبله دونالد ترامب في 2016 "لكن الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس الآن تفتح قنوات أخرى لأصوات لم يتم حسابها من قبل"، حسب تعبير بريتني جيبسون محررة بوليتيكو.
وأشارت "جيسون" إلى أنه "بينما تناول بايدن في أحاديثه المخاوف من تأثيرات تمدد الصراع -كما يراه- بدأت نائبته كاميلا هاريس في الحديث بتعاطف عن أوضاع الفلسطينيين المأساوية جراء العدوان، لكن حديث الرئيس المتعاطف المليء بالمآسي الذي قد يُحسّن وضعه السياسي لدى الناخبين. يحدث أثرًا عكسيًا في ميتشيجان، بل ويشير إلى الضعف كذلك".
ونقل التقرير عن عبدالله الشيخ، أحد أصحاب الأعمال الصغيرة في المدينة -الذي انتقل إلى تأييد ويست- قوله: "لقد بكى بايدن بشدة ودون توقف من أجل رجل احتضر في المستشفى بسبب السرطان. لكنه تجاهل مقتل أكثر من 18 ألف فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال.. ألم يسمع عنهم؟".
يقول التقرير: كان عبدالله واحدًا ممن انتخبوا بايدن في 2020، وقام -ضمن مجموعة من العرب والمسلمين الأمريكيين- بدعم حملته الانتخابية، ودعمه أمام كثير من الناخبين في الولاية. لكن، كما يقول لمحررة المجلة "فور سقوط هيلاري أشاح بوجهه بعيدًا. هذا خطأ كبير". مشيرًا إلى أنه، وعدد كبير من قادة المجتمع العربي والإسلامي في الولاية، سوف يقومون بدعم "ويست" في مواجهة بايدن، خلال الاجتماعات والحملات الانتخابية المقبلة، التي تركز في أغلبها على توضيح التناقض بين كل من رؤية الأكاديمي المستقل وإدارة بايدن حول الوضع في قطاع غزة.
ونقل التقرير كذلك عن علي فطوم، وهو أستاذ جامعي متقاعد شارك في اللقاء: "لقد حصد بايدن أصوات أكثر من 140 ألف عربي ومسلم هنا في ميتشيجان. هذه المرة لن يحصل على شيء. لقد صوّت له من قبل، وصوّت لأوباما، لكنه لن يحصل على صوتي هذه المرة".
كان اللقاء، الذي تحدث فيه "ويست" أمام ما يقرب من 350 من النشطاء والسياسيين المحليين، قد ضم عددًا من القادة الدينيين، وكذلك أصوات يهودية داعية للسلام.
ميتشيجان.. علامة فارقة
وأشار التقرير إلى أن ميتشيجان التي أتاحت للرئيس السابق ترامب أن يفوز على منافسته هيلاري كلينتون في 2016 بفارق نصف في المئة، هي التي أتاحت لبايدن الفوز عليه في 2020؛ لكن وسط الأزمة التي يواجهها الديمقراطيون الآن، أشار استطلاع رأي أجرته شبكة CNN إلى أن ترامب خسر ما يقرب من 6% من مؤيديه لصالح ترامب والمرشح المستقل روبرت كينيدي الابن، الذي حصد أصوات 20% من الاستطلاع.
ورغم التأييد الذي تمتع به بايدن في ميتشيجان سابقًا، إلا أن أصوات الناخبين ذوي الأصول العربية لن تمنحه هذه الفرصة مرة أخرى، وفق الأسطورة الرياضية السابق والمسؤول للديمقراطي عن الولاية، كيفين تولبيرت؛ الذي أشار إلى أن الرئيس بايدن يجب أن يعود ليلتقي ناخبيه ويسمعهم "الذين يجب أن يشعروا ان أصواتهم مهمة"، حسب قوله.
لذا، يلفت التقرير إلى أن هؤلاء الناخبين صار لديهم طريقة لتوضيح رفضهم ووجهة نظرهم، وهذه الطريقة هي دعم "ويست" في مقابل ترامب، كما ذكر عدد من الحاضرين للقاء.