تستعد جمهورية الكونغو الديمقراطية لإجراء انتخابات رئاسية في 20 ديسمبر، في ظل توتر سياسي وصراع مُسلح في شرق البلاد، إذ يسعى الرئيس الحالي فيليكس تشيسيكيدي لولاية ثانية في مواجهة 22 مرشحًا، إلا أنه بحسب ما تُشير صحيفة "لو موند" الفرنسية، فإن العديد من المراقبين يخشون وقوع تزوير ومخالفات قد تضر بمصداقية الاقتراع.
ودُعي نحو 44 مليون ناخب من سكان البلاد، البالغ عددهم 100 مليون نسمة، إلى التصويت، في اقتراع ديسمبر، لاختيار رئيس الجمهورية والنواب على المستويين الوطني والمحلي والمستشارين البلديين.
ويتنافس أكثر من 100 ألف مرشح في الانتخابات الأربع، بحسب اللجنة الانتخابية، بينهم 22 مرشحًا للرئاسة، يتقدمهم الرئيس المنتهية ولايته فيليكس تشيسيكيدي (60 عامًا) المرشح لولاية ثانية مدتها خمس سنوات، ومن أبرز منافسيه مويس كاتومبي، وهو رجل أعمال وحاكم سابق لمنطقة كاتانجا، وهو أيضًا مالك فريق مازيمبي لكرة القدم، ومارتن فيولو، المدير التنفيذي السابق لشركة إكسون موبيل، وجاء في المركز الثاني في انتخابات عام 2018، ودينيس موكويجي، وهو طبيب أمراض نساء حصل على جائزة نوبل للسلام لعمله مع الناجيات من الاغتصاب.
وكان عدد المرشحين للرئاسة في بداية الحملة الرسمية، في 19 نوفمبر، 26 مرشحًا، انسحب منهم 4 من المعارضة.
تاريخ تشيسيكيدي
وصل تشيسيكيدي إلى السلطة في عام 2018 بعد انتخابات مُثيرة للجدل، ولم يفِ بجميع وعود حملته الانتخابية، فبينما أعلن عن مجانية التعليم الابتدائي والرعاية المتعلقة بالولادة، وشهد الاقتصاد الكونغولي نموًا مطردًا بفضل ارتفاع أسعار السلع الأساسية، إلا أن عدد الكونغوليين الذين يعيشون تحت خط الفقر ارتفع، في حين أثر التضخم المتزايد سلبًا على القدرة الشرائية للأسر. وتوضح الصحيفة الفرنسية أن الأهم من ذلك، فشل تشيسيكيدي في استعادة السلام في شرق البلاد، الذي يعد مسرحًا لاشتباكات دامية بين جماعات مسلحة وقوات حكومية، بالإضافة إلى الوضع الإنساني المأساوي، مع وجود ما يقرب من 7 ملايين نازح داخليًا، بينهم 450 ألفًا خلال الأسابيع الستة الماضية فقط.
عملية انتخابية فوضوية
وتوضح صحيفة "ذا إيكونوميست" البريطانية أنه مع اقتراب موعد التصويت، ارتفعت أصوات كثيرة للتنديد بغموض عملية الانتخابات واضطراباتها، إذ تشير الصحيفة البريطانية إلى أن توزيع بطاقات الناخبين غير منظم، وغير واضح المعالم، مشيرة إلى أنه من غير المرجح توصيل مواد الاقتراع إلى مراكز الاقتراع في الوقت المحدد، فيما سيُحرم 1.7 مليون شخص من التصويت بسبب القتال في الشرق، حتى بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات اضطرت إلى تقليص أعدادها، بسبب غياب الاتفاق مع السلطات.
معارضة منقسمة
وتُشير "ذا إيكونوميست" إلى تشتت المعارضة الكونغولية أمام الرئيس المنتهية ولايته تشيسيكيدي، إذ كان الحاكم السابق مويز كاتومبي هو الأوفر حظًا، لكن مرشحين آخرين مثل مارتن فايولو، الذي لا يزال يطالب بالفوز في اقتراع 2018، يرفضون الوقوف خلفه، في حين أنه من شأن المعارضة فقط أن تعزز فرص فوزه بمواجهة الآلة الانتخابية الحاكمة.
ومن الشخصيات الرئيسة الأخرى المرشحة للانتخابات الرئاسية أمام تشيسيكيدي، يبرز دينيس موكويجي الحائز على جائزة نوبل للسلام 2018 لعمله من أجل النساء ضحايا الاغتصاب في الصراعات الدائرة في شرق البلاد منذ 30 عامًا.
تهديدات إقليمية
أخيرًا، تسلط "ذا إيكونوميست" الضوء على السياق الأمني والجيوسياسي وعدم الاستقرار السائد، إذ إنه في الشرق، يتقدم المتمردون من حركة 23 مارس، المدعومة وفقًا لواشنطن من قبل رواندا، باتجاه جوما، في حين إن مقارنة الرئيس تشيسيكيدي لنظيره الرواندي بول كاجامي بأدولف هتلر تؤجج التوترات.
وتحظى نتائج الانتخابات بأهمية كبرى، فالكونغو تمتلك 70% من إنتاج العالم من الكوبالت الحيوي للتحول الأخضر، كما أن حجمها وموقعها المركزي يجعل مشاكلها لا يمكن احتواؤها.