اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، اليوم الأحد، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يمكنه الاستمرار في منصبه، داعيًا إلى إجراء انتخابات خلال الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ أكثر من شهرين.
وهذه أول دعوة من مسؤول إسرائيلي كبير لإجراء انتخابات خلال الحرب، إذ اقتصرت الدعوات السابقة على الدعوة لإجراء انتخابات بعد الحرب.
وقال لابيد، في مقابلة مع موقع "واي نت"، التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: "لا يمكن لنتنياهو أن يستمر في منصب رئيس الوزراء، ويمكن إجراء الانتخابات خلال الحرب".
وتتصاعد توقعات داخل إسرائيل بأن تحقيقات مرتقبة بعد الحرب بشأن الإخفاق العسكري والاستخباراتي أمام الفصائل الفلسطينية في غزة، ستكتب نهاية حياة نتنياهو السياسية.
نتنياهو يطيل أمد الحرب
وتفيد التقارير بأن نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب، من أجل بقائه في منصبه، إذ ذكرت شبكة "أيه بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أمضى الأسابيع القليلة الماضية في المناورة للاحتفاظ بالسلطة وتعزيز الدعم الشعبي في ظل هجمات يتعرض لها من منافسيه السياسيين، وضغوط من إدارة بايدن وتنامي الانتقادات الدولية لحربه على قطاع غزة.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، إنهم يخشون أن يكون نتنياهو قد تبنى بعض المواقف في الحرب على غزة لإطالة أمد بقائه السياسي، وقالوا إنه نظرًا لموقفه السياسي الضعيف والتوقعات واسعة النطاق بأنه يمكن تهميشه بمجرد انتهاء الحرب على غزة، فإن نتنياهو لديه دافع قوي لإطالة أمد الهجوم العسكري.
ويصر نتنياهو على مواصلة العدوان على غزة، وارتكاب المزيد من المجازر وجرائم الحرب، رغم تزايد قتلى جيش الاحتلال في المواجهة ضد مقاتلي الفصائل في القطاع، واستمرار ذوي المحتجزين في التظاهر للمطالبة بوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح ذويهم.
وقال نتنياهو، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، وعضو حكومة الطوارئ بيني جانتس، أمس السبت: "نحن في حرب وجودية لا بد من خوضها حتى النصر رغم الضغوط والتكاليف".
وأضاف أن إسرائيل تلقت طلبات لوقف إطلاق النار وسحب القوات في المحادثات بشأن غزة لكنها لن تفعل ذلك.
نتنياهو يرفض الخطة الأمريكية في غزة
وأعاد نتنياهو التأكيد على أن غزة ستصبح "منزوعة السلاح وتحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية"، وأضاف: "الوضع الأمني في غزة سيكون بيد إسرائيل بعد القضاء على حماس".
كما ألمح نتنياهو -على ما يبدو- إلى أن مفاوضات جديدة جارية لاستعادة الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس، وقال: "الهجوم الإسرائيلي على غزة ساعد في التوصل إلى اتفاق جزئي لإطلاق سراح الرهائن في نوفمبر.. التعليمات التي أعطيها لفريق التفاوض مبنية على هذا الضغط الذي بدونه ليس لدينا شيء".
وتأتي تصريحات نتنياهو عكس "الخطة الأمريكية"، التي تؤيد إدارة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة.
ذوو المحتجزين يصعدون تحركاتهم
كما يتحدى رئيس حكومة الاحتلال، دعوات ذوي المحتجزين لدى الفصائل، بوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح ذويهم، إذ اعتصم آلاف المتظاهرين وعائلات محتجزين إسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، أمام مدخل وزارة الأمن بمنطقة الكرياه في تل أبيب، مطالبين بـ"خطة فورية للإفراج عن المحتجزين".
ووفق صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، نصب المتظاهرون وعائلات المحتجزين في غزة خيامًا أمام مدخل وزارة الأمن بتل أبيب، وعلقوا أسماء وصور المحتجزين على جدار مجاور.
وجاء هذا الاعتصام بعد ساعات من مؤتمر صحفي عقده تجمع عائلات المحتجزين لدى فصائل المقاومة في غزة، تحدث فيه محتجزون إسرائيليون محررون كانوا أسرى في غزة، للمطالبة بـ"عقد صفقة عاجلة" وإعادة ذويهم على قيد الحياة، بحسب القناة "12" العبرية.
واتهم "تجمع عائلات المحتجزين بغزة" حكومة الاحتلال بـ"عدم الاهتمام بمصير أبنائهم في ظل العملية العسكرية".
وفي المؤتمر الصحفي، هدد داني إلجيرت، شقيق إيتسيك الذي لا يزال محتجزًا في غزة، بأن عائلات الأسرى "ستلاحق الحكومة الإسرائيلية قضائيًا في حال لم تستجب لمطالبهم".
ويزداد حراك أهالي المحتجزين، بعد مقتل 3 من المحتجزين "خطأ" على يد قوات الاحتلال بمنطقة الشجاعية في غزة، أول أمس الجمعة، علاوة على إعلان جيش الاحتلال، أمس السبت، مقتل إحدى المحتجزات الإسرائيليات في القطاع الفلسطيني.
تزايد قتلى الاحتلال
جاء تأكيد نتنياهو على مواصلة العدوان على غزة، في وقت يتزايد أعداد قتلى جنود جيش الاحتلال في مواجهة مقاتلي الفصائل في القطاع.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، مقتل ضابطين اثنين في المعارك بقطاع غزة، ليرتفع عدد قتلى الاحتلال منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي، إلى 453 قتيلًا، وفق بيانات إسرائيلية.
ويُقارَن هذا العدد لقتلى الاحتلال في العدوان الجاري حاليًا على غزة، بنحو 66 جنديًا لقوا حتفهم في حرب عام 2014 عندما شنّ جيش الاحتلال توغلًا بريًا محدودًا في القطاع دام 3 أسابيع.
وقال يعقوب عميدرور، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد ومستشار سابق للأمن القومي يعمل حاليًا في المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي: "لا يمكن مقارنة نطاق هذه الحرب بعام 2014، عندما كانت عمليات قواتنا لا تتجاوز في الغالب كيلومترًا واحدًا داخل غزة".
وأضاف أن جيش الاحتلال "لم يجد بعد حلًا جيدًا للأنفاق"، وهي شبكة توسعت بصورة كبيرة في العقد الماضي. كما أن مقاتلي الفصائل يستخدمون أسلحة مثل الطائرات المُسيّرة المزودة بالقنابل اليدوية وأسلحة مضادة للدبابات بعبوات متفجرة مزدوجة، تنفجر على مرحلتين في تتابع سريع.