أكد مسؤولو الاحتلال الإسرائيلي، رفضهم المطلب الأمريكية المتعلق بسرعة إنهاء العدوان على غزة، خلال أسابيع وليس شهور.
زيارة سوليفان لإسرائيل
وبحث مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، خلال زيارته لإسرائيل أمس الخميس، مع مسؤولي الاحتلال، جدولا زمنيا للحرب على غزة، على أن تنتهي الهجمات الكثيفة مطلع العام المقبل 2024، وفق المطلب الأمريكي، الذي قوبل بالرفض من وزير جيش الاحتلال يوآف جالانت، الذي صرح بأن الحرب ستستمر لفترة تتجاوز بضعة أشهر.
وأكد سوليفان، خلال اجتماعاته، أمس الخميس، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومجلس حرب الاحتلال، أن "مرحلة الذروة" في الحرب على غزة يجب أن تنتهي خلال أسابيع وليس خلال أشهر، والانتقال إلى القتال بقوة منخفضة، وفقًا لما نقله موقع "والا" الإسرائيلي، عن مسؤول أمريكي كبير مطلع على فحوى الاجتماعات.
وأكد متحدث باسم البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة تأمل أن تتوقف الحرب على غزة "في أسرع وقت". وقال المتحدث جون كيربي إن سوليفان ناقش خلال زيارته لإسرائيل، أمس الخميس، تحولا للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في المستقبل القريب نحو عمليات أقل شدة. ولم يوضح كيربي كيف ستبدو العمليات العسكرية الأقل شدة.
وقبل زيارته لإسرائيل، قال سوليفان لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إنه سيناقش جدولا زمنيا لإنهاء الحرب، ويحث المسؤولين الإسرائيليين على الانتقال إلى "مرحلة مختلفة من نوع العمليات العالية الكثافة التي نراها اليوم".
المطلب الأمريكي قوبل بالرفض
لكن المطلب الأمريكي بإنهاء العدوان على غزة في أسرع وقت، قوبل بالرفض من قادة الاحتلال، إذ ذكر بيان صادر عن مكتب رئيس حكومة الاحتلال، أنه أبلغ سوليفان أن "إسرائيل ستواصل حربها على غزة حتى النصر المبين" – على حد زعمه.
كما أكد وزير جيش الاحتلال، خلال لقائه مستشار الأمن القومي الأمريكي، أمس الخميس، أن الحرب في غزة ستستغرق أكثر من بضعة أشهر، وزعم قائلا إن: "حماس منظمة إرهابية بنت نفسها على مدى عقد لمحاربة إسرائيل، وأقامت بنية تحتية تحت الأرض وفوق الأرض، وليس من السهل تدميرها"، وفق وكالة "فرانس برس". وأضاف: "سيتطلب الأمر فترة من الوقت، سيستغرق أكثر من بضعة أشهر، لكننا سننتصر وسندمرهم".
وكانت "القناة 12 " الإسرائيلية قد ذكرت، أمس الخميس، تزامنا مع زيارة سوليفان لإسرائيل، إن الهجوم الكثيف على غزة، قد ينتهي كما تريد واشنطن، بحلول العام المقبل، لكن يتطلب الأمر أسابيع طويلة لسحب القوات من القطاع، مع تواصل مرحلة القضاء على حماس، على حد تعبير "القناة"، طيلة عام 2024، وتشمل تحولا في التكتيكات لتدمير القدرة العسكرية لحماس من خلال عمليات برية وغارات جوية محددة، تهدف لملاحقة عناصر حماس وكبار قادة الحركة بالإضافة إلى أهداف عسكرية أخرى.
وقال مسؤولون أمريكيون إن سوليفان، حث الزعماء الإسرائيليين على التحول من الاعتماد على الغارات الجوية والهجمات البرية في غزة إلى العمليات العسكرية المستهدفة، وحذر من أن الصراع الذي طال أمده سيجعل من الصعب حكم الأراضي الفلسطينية بعد الحرب، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
ضغط أمريكي لمحاولة إنهاء الصراع
ويبدو أن اجتماعات سوليفان مع القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، الخميس، لم تحقق تقدما كبيرا في معالجة الخلاف المتزايد بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن الضحايا المدنيين، ومدة الصراع، والدعم الدولي الضعيف للحملة الإسرائيلية، والحكم المستقبلي لقطاع غزة، بحسب الصحيفة.
وتقوم الولايات المتحدة بممارسة ضغط كامل في المنطقة حتى يبدأ الإسرائيليون في إنهاء الصراع، وقال المسؤولون الأمريكيون الذين لم تذكر "وول ستريت جورنال" اسمائهم، إن الولايات المتحدة تريد أن ترى انتهاء القتال في غضون أسابيع، وليس أشهر، على الرغم من أن إدارة بايدن تواصل دعم الحملة الإسرائيلية لتدمير قدرة حماس على شن عمليات عسكرية أو حكم غزة.
ويتواجد مسؤولون أمريكيون، ومن بينهم سوليفان، في إسرائيل لتشجيع جيش الاحتلال على "تحسين نهجه داخل غزة والبدء في الانتقال إلى العمليات التي تعتمد أكثر على الاستخبارات وقوات العمليات الخاصة والقنابل الأصغر".
ومن المتوقع أن يصل وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الجوية الجنرال، سي كيو براون، إلى إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع، حسبما أشارت "وول ستريت جورنال".