تتعرض مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة، إلى العدوان الأكثر كثافة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تجتاح المنطقة، بذريعة البحث عن قائد حماس يحيى السنوار، والقبض عليه حيًا أو ميتًا، حسبما نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤول عسكري إسرائيلي، قبل يومين.
وتشهد مدينة خان يونس، اشتباكات بين قوات الاحتلال والفصائل الفلسطينية، التي توصف بالأكثر عنفًا على الأرض، منذ بدء العدوان على قطاع غزة، 7 أكتوبر الماضي.
وخلال الساعات الـ24 الماضية، أعلن جيش الاحتلال مقتل 7 من جنوده، بعدما شقت دبابات إسرائيلية، الأحد الماضي، طريقها إلى وسط خان يونس - أكبر مدن جنوب غزة - وما تبع ذلك، أول أمس الإثنين، من إعلان الفصائل استهداف مجموعة جنود على أحد محاور التوغل. واليوم، أعلنت استهداف 7 دبابات إسرائيلية شرق وشمال خان يونس.
وأدى القتال العنيف في خان يونس وما حولها، إلى نزوح عشرات الآلاف في القطاع، الذي فر أكثر من 80% من سكانه من منازلهم بالفعل، كما أدت الحرب إلى قطع معظم إمدادات الغذاء والمياه وغيرها من المساعدات الحيوية.
وحسب "أكسيوس"، يعتقد مسؤولو الاحتلال أن القضاء على السنوار ومعاونيه المقربين، من شأنه أن يؤدي إلى تسريع الانهيار العسكري لحماس وإنهاء الحرب، كما يعتقدون أيضًا أن تحقيق ذلك يمكن أن يساعد في استعادة الثقة في رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وبعدما انتهت الهدنة الأخيرة، كان جيش الاحتلال حوّل عملياته إلى جنوب قطاع غزة، وبدأ بعمليات توغل باتجاه مدينة خان يونس، وتمكن من الدخول إلى أحيائها، خلال الأيام الماضية، حسب ما أعلن مسؤولوه.
وتزعم مخابرات الاحتلال، كما جاء في تقرير "أكسيوس"، أن "السنوار" هرب من مدينة غزة شمال القطاع في وقت مبكر من الحرب، واختبأ في الأنفاق تحت مدينة خان يونس جنوب القطاع.
ويعتقد كاتب العمود في صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، عكيفا إلدار، أن "تركيز جيش الاحتلال الإسرائيلي على هدف السنوار حيًا أو ميتًا تقف وراءه صورة نصر يحاول نتنياهو رسمها".
وكان بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، قال، الأربعاء الماضي، إن جيش الاحتلال حاصر منزل السنوار في خان يونس، لكن زعيم حماس لم يكن هناك.
وتتوقع واشنطن أن يتم تقليص المرحلة الأكثر كثافة من الحرب الإسرائيلية على حماس في جنوب غزة، وأن تصبح أكثر استهدافًا في أوائل يناير لقادة حركة حماس في خان يونس، وفق ما نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، عن مسؤولين أمريكيين.
ويدعي المسؤولون أنه لا يزال لدى جيش الاحتلال أهداف عسكرية في جنوب غزة تبرر هجومها المستمر حول خان يونس، وغيرها من المناطق، التي يعتقد أن كبار حماس يختبئون فيها.
وقال المسؤولون إن واشنطن تتوقع تحولًا في التكتيكات، على الأرجح في يناير، بعيدًا عن الهجوم البري الكامل، إلى الغارات لملاحقة كبار قادة حماس وأهداف أخرى ذات قيمة عالية.
وبينما يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن إسرائيل يمكن أن تتبنى تكتيكات أقل كثافة وأكثر استهدافًا في غضون أسابيع، فقد حذر المحللون من أن التحول سيعتمد على نجاح جيش الاحتلال في ضرب أهدافه بالجنوب.
وقال جوناثان لورد، زميل بارز ومدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الشرق الأوسط الجديد: "سيتوقف الكثير على ما إذا كانوا سينجحون في قتل أو أسر كبار قادة حماس، الذين يُعتقد أنهم موجودون في خان يونس".