الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قرية "أوموجا" الكينية.. النساء يواجهن الجفاف وأزمة الغذاء بـ"المشغولات اليدوية"

  • مشاركة :
post-title
قرية النساء فى كينيا

القاهرة الإخبارية - هند المغربي

تواجه العديد من الدول الإفريقية حالة من الجفاف الحاد، وذلك بعد تأخر موسم الأمطار للموسم الخامس على التوالي، ما تسبب في أزمة غذائية حادة، ووفق الأمم المتحدة فإن ما لا يقل عن 4.35 مليون شخص ينامون جوعى بالفعل. فيما تقول توقعات إنه في عام 2023، سيحتاج 6.4 مليون شخص في المناطق القاحلة وشبه القاحلة إلى المساعدة الإنسانية.

ووسط كل هذه الظروف الصعبة تواجه النساء اللائي يعشن في قرية "النساء" أو "أوموجا" في مقاطعة سامبورو بكينيا العديد من التحديات وذلك من خلال المشغولات اليدوية التراثية وبيعها للكسب من ورائها.

"أوموجا" التي تعني باللغة السواحلية "الوحدة" هي مكان تم تأسيسه منذ ما يقرب من 25 عامًا على يد "ريبيكا لولوسولي"، وهي إحدى نساء قبيلة "سامبورو" في شمال كينيا، ليصبح ملجأ للسيدات المعنّفات والباحثات عن الهدوء بعد تعرضهن للعنف، وتستضيف القريه أكثر من 30 امرأة ناجية من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة أعد تقريرًا عن السيدات اللائي يعشن في هذه القرية، ومواجهتهن للظروف وخاصة الجفاف الذي يضرب معظم الدول الإفريقية. إحدى نساء القرية، وتدعى نابايشاي، تروى قصتها قائلة: "ظللت أسير وأمشي، لا أعرف إلى أين سأذهب، كل ما كنت أعرفه هو أنني بحاجة إلى الابتعاد عن زوجي، الذي كان يضايقني باستمرار طوال زواجنا الذي دام ثلاث سنوات". تزوجت نابايشاي من زوجها البالغ من العمر 40 عامًا في سن الثانية عشرة.

أدى الجفاف في كينيا إلى تفاقم الوضع المتوتر بالفعل بين نابايشاي وزوجها، وماتت كل الماشية التي كانت تمتلكها نابايشاي وزوجها، وأجبر ذلك زوجها على البحث عن وظائف، ما أدى إلى تفاقم التوترات في المنزل، خاصة عندما فشل في تحقيق أي دخل ثم أصبح أكثر عنفًا تجاهها.

قصة "نابايشاي" ليست فريدة من نوعها، حيث يتسبب الجفاف في الأراضي القاحلة وشبه القاحلة في كينيا في زيادة العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك عنف الشريك، كما تجبر هذه الظروف بعض الرجال على مغادرة المنزل بحثًا عن العلف والماء للماشية، أو العثور على بديل للعيش في مكان آخر. بعد ذلك، تُترك النساء والأطفال لتدبر أمورهم بأنفسهم، مما يجعلهم عرضة للعنف والاستغلال الجنسي، لا سيما أنه يتعين عليهم السفر مسافات أطول للحصول على الماء والغذاء. والنتيجة هي زيادة العنف الجنسي ضد النساء والفتيات، كما أن زواج الأطفال آخذ في الازدياد.

من جانبها، تقدم المنظمات الإنسانية مساعدات للنساء في تأسيس مشروعات صغيرة من خلال المشغولات التراثية اليدوية التي تساعدهن في تغطية نفقاتهن وأطفالهن، ويتم تشجيع النساء على المشاركة في أعمال مختلفة ودعم بعضهن البعض لضمان التدفق النقدي داخل القرية، حيث تصنع النساء المشغولات اليدوية ويبعنها في القرية.