أنهى الجيش الألماني مهمة الأمم المتحدة في مالي، الواقعة في غرب إفريقيا، بعد أكثر من عقد من الزمن، بعد مغادرة آخر 142 جنديًا ألمانيًا من بعثة "مينوسما" للسلام معسكرهم في مدينة جاو، حسبما أعلنت قيادة العمليات في الجيش الألماني.
واعتبرت المهمة في غرب إفريقيا أخيرًا أخطر مهمة للأمم المتحدة، وفي عام 2017، لقي طياران ألمانيان حتفهما عندما تحطمت مروحيتهما الهجومية من طراز تايجر في مالي، بحسب "فرانكفورت ألجماينة".
وأصيب اثنا عشر جنديًا ألمانيًا في هجوم انتحاري عام 2021، وقُتل أكثر من 180 جنديًا وشرطيًا متمركزين من جميع الدول المشاركة في المهمة.
ويوجد في مالي نحو 1100 جندي وامرأة من الجيش الألماني، كجزء من بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي، وتعمل البعثة على حماية السكان المدنيين في مالي.
المهمة الأصعب للأمم المتحدة
واستغرق الانسحاب الألماني أشهر وأصبح أكثر صعوبة بعد وقوع انقلاب عسكري في النيجر المتاخمة لمالي.
ووفقًا للجيش الألماني، شارك ما يقرب من 20 ألف جندي ألماني من ذوي الخوذ الزرقاء في مهمة الأمم المتحدة على مر السنين، وأنزلت البعثة علم الأمم المتحدة على مقرها في العاصمة المالية باماكو أمس الاثنين، ويعد ذلك الانسحاب الثاني للجيش الألماني خارج أوروبا بعد أفغانستان.
خسائر الساحل الإفريقي
وبعد نحو عشر سنوات من بدء مهمة الأمم المتحدة، طالبت الحكومة العسكرية في مالي بانسحاب جميع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة البالغ عددها نحو 12 ألف جندي في منتصف يونيو الماضي.
وفي مايو من العام الجاري، أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أمام البرلمان، أن الغرب يتكبد خسائر جيوسياسية في منطقة الساحل الإفريقي ذات الأهمية الاستراتيجية، في ضوء تنامي الوجود الروسي هناك.
نقص المجندين
من ناحية أخرى، يعاني الجيش الألماني من نقص المجندين، بعد إلغاء التجنيد الإجباري في ألمانيا، والبحث عن طرق أخرى للتخلص من النقص في عدد المجندين.
ويستهدف الجيش الألماني زيادة عدد الجنود الحاليين من 183 ألفًا إلى 2030 ألف جندي في عام 2031، وتقلص عدد جنود الجيش الألماني بنحو 22 ألف جندي في 2022، بعد أن سجل 183 ألف جندي، مُقارنة بعام 2011، الذي سجل 206 آلاف جندي.