الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بسبب غزة.. "ترودو" يفقد دعم المانحين المسلمين ويتراجع في استطلاعات الرأي

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أعلنت مجموعة من كبار المانحين المسلمين لحزب الليبرالي الكندي، عن انسحابها من صفوف أبرز ممولي الحزب، مُشيرة إلى عدم رغبة رئيس الوزراء، جاستن ترودو، في المطالبة بوقف إطلاق النار في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بحسب ما ذكرته شبكة الإذاعة الكندية "سي بي سي".

وجاء أشد انتقاد لـ"ترودو" لإسرائيل منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 14 نوفمبر، حيث حث البلاد على استخدام "أقصى ضبط للنفس". 

وانتقده رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على وسائل التواصل الاجتماعي على هذا التصريح.

كما أكد ترودو مرارًا أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس بعد عملية "طوفان الأقصى" في يوم الـ7 من أكتوبر الماضي، ليشن جيش الاحتلال حربًا مُدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى الآن 17 ألفًا و177 شهيدًا وأكثر من 46 ألف جريح معظمهم من الأطفال والنساء، ودمارًا هائلًا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

مطالبات لـ"ترودو" بوقف إطلاق النار

في رسالة رسمية أرسلت إلى الرئيس التنفيذي للحزب الليبرالي ساتشيت ميهرا، أعلنت المجموعة التي تطلق على نفسها اسم "شبكة 100 - منطقة تورنتو الكبرى وأوتاوا ومونتريال"، والتي يبلغ عدد أعضائها 400 عضو، أنها طالبت ترودو مرارًا بطلب وقف إطلاق النار.

وجاء في الرسالة "لا يبدو أن الزعيم مهتمًا حقًا بالاستماع، ولا مهتمًا بإعطاء قيمة حقيقية للقانون الدولي، ولا يهتم حقًا بأطفال غزة. وبقلوب محطمة، يجب أن ننسحب من نادي لورييه".

ويُعد نادي لورييه المستوى الأعلى للمانحين لحزب الليبرالي، وتشير موقع الحزب إلى أنه ليكون العضو مؤهلًا للنادي، يجب على الأعضاء التبرع بما لا يقل عن 1700 دولار سنويًا. 

وتتكون المجموعة المانحة بشكل رئيسي من مهنيين مسلمين كنديين، مثل المحامين والأطباء، وتشكلت في ديسمبر 2014، وساعدت جاستن ترودو على تحقيق أول فوز انتخابي له في عام 2015.

دعم سخي من المانحين المسلمين

وتقول المجموعة إنها وجهت مئات الآلاف من الدولارات إلى حزب الليبرالي سنويًا منذ ديسمبر 2014، وساهم أحد أعضاء المجموعة، الذي تحققت شبكة "سي بي سي"، من سجلات التبرع الخاصة به من لجنة الانتخابات الكندية، بما يقرب من 19 ألف دولار للحزب منذ تأسيس المجموعة.

وقد تحدث بعض أعضاء الشبكة، مباشرة مع ترودو ورئيس موظفيه، كاتي تيلفورد، كما شارك أعضاء آخرون في الشبكة في اجتماع افتراضي مع "ميهرا" في 5 ديسمبر.

وقال أحد المانحين الحزبيين البارزين والمسلم الكندي لشبكة "سي بي سي" إنه أخبر "ميهرا" خلال الاجتماع بأن "الليبراليين لا ينبغي أن يعتقدوا أن مجتمعنا سيغفر وينسى". 

ووصف المانح، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، مع شبكة سي بي سي، المحادثة مع ميهرا بأنها "قاسية للغاية"، وقال إنه كان من الصعب على أعضاء الشبكة لأنهم يعتبرونه "صديقًا قديمًا"، مضيفًا "نحاول أن نتوسل إلى ساتشيت للاعتراف بالكارثة التي تواجههم".

وقال المانح، إن المجموعة قد تضطر إلى النظر في التصعيد، إذا لم يبدأ ترودو في المطالبة بوقف إطلاق النار. 

وفقًا للمانح، فإن الخطوات التالية قد تشمل إخبار أعضاء برلمانيين ليبراليين محددين بأن المجموعة ستلقي بدعمها وراء مرشحي الحزب الديمقراطي الجديد أو الأخضر في بعض الدوائر الانتخابية، نظرًا لأن هذين الحزبين دعيا إلى وقف إطلاق النار. 

خسارة كبيرة لليبراليين

وبحسب الشبكة الكندية، فإنه إذا قطع كل عضو من أعضاء مجموعة المانحين علاقاتهم مع الليبراليين، فقد يجد الحزب نفسه غير قادر على جمع ما لا يقل عن 680 ألف دولار سنويًا، في حين جمع الحزب 14.5 مليون دولار العام الماضي.

وأشار أحد المانحين للشبكة الكندية إلى أنه يمكن للحزب أن يخسر أكثر من مجرد المال، مشيرًا إن المجتمعات المسلمة دعمت ترودو بقوة في عام 2015، وشجعت شبكة 100 الناس على الترويج للحزب من باب لباب.

وتُظهر استطلاعات الرأي تأخر الليبراليين ذوي التوجهات اليسارية عن المحافظين، قبل الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها في أكتوبر 2025، ويشكل المسلمون نحو 5% من سكان كندا البالغ عددهم 40 مليون نسمة.

وتؤكد "سي بي سي" أن قرار شبكة 100 جاء في لحظة خطيرة بالنسبة لليبراليين، الذين فقدوا أرضًا أمام المحافظين الكنديين في استطلاعات الرأي لأشهر عديدة على التوالي، إذ تظهر معظم الاستطلاعات حاليًا أن المحافظين بقيادة بيير بويليفر سيفوزون في الانتخابات إذا جرت الآن، على حساب الليبراليين.

وقالت شاشي كورل، رئيس معهد أنجوس ريد، إن الليبراليين لا يمكنهم تحمل خسارة الدعم الجماهيري المسلم.