يواجه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أزمة نقص حادة في أعداد الجنود بعد أن أمر بتجنيد الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا؛ للدفاع عن البلاد ضد الجيش الروسي، ولكن بحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن الكثير من الشباب الأوكراني غير راغب في الالتحاق بالجيش للقتال من أجل حكومة، ينظر إليها على أنها فاسدة وغير كفؤة.
بحسب مساعد زيلينسكي السابق، فقدت أوكرانيا ما يصل إلى 300 ألف جندي. وهناك نقص حاد في أعداد جنود محترفين؛ لذلك توسّع السلطات الأوكرانية جهود التجنيد لتشمل الرجال الأكبر سنًا والذين كانوا غير مؤهلين من قبل. وهناك تقارير تفيد بأن المراهقين قد يتم تجنيدهم قريبًا. ورغم ذلك، يواصل آلاف الشباب تجنب الخدمة العسكرية؛ بالرغم من القوانين الصارمة.
رفض التجنيد ومحاولات الهرب أو الرشوة
رغم توسيع جهود التجنيد، إلا أن العديد من الشباب تحت سن 28 عامًا قالوا للصحيفة الأمريكية إنهم لا ينوون الالتحاق بالخدمة العسكرية، ووصف أحدهم الجيش الأوكراني بأنه فاسد وغير مدرّب بشكل كافٍ، كما يحاول الكثيرون الهرب إلى الدول المجاورة مثل رومانيا ومولدوفا أو دفع الرشاوى لحراس الحدود لتفادي التجنيد. وتصل رشاوى الهرب عبر الحدود إلى 1200 دولار.
آثار نقص الجنود على المعارك
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن نقص أعداد الجنود يؤثر بشكل كبير على قدرة أوكرانيا على استعادة الأراضي من روسيا، فبحسب جندي أوكراني، فإن قادتهم وعدوهم بعدة كتائب لشن هجوم استعادة منطقة خيرسون، إلا أنهم حصلوا فقط على بضع فرق من المجندين حديثًا وغير المدربين؛ مما أدى إلى فشل العملية.
أسباب العزوف عن الخدمة العسكرية
وتوضح "واشنطن بوست" أن هناك العديد من الأسباب وراء عزوف شباب أوكرانيا عن الالتحاق بصفوف الجيش للدفاع عن الوطن، فهم يرون الحكومة والمؤسسة العسكرية فاسدة وغير جديرة بالثقة والتضحية، كما أن ظروف الخدمة القاسية ونقص التدريب والمعدات يردع الكثيرين، ولا توفر السُلطات بدائل كافية للشباب لتفادي التجنيد.
حاولت السلطات الأوكرانية مكافحة الفساد داخل المؤسسة العسكرية لاستعادة ثقة الشباب بها، فعينت مفتشين خاصين للتحقيق في الفساد ومحاسبة الضباط المتورطين، كما أطلقت حملات توعية لتشجيع المزيد من الشباب على الانضمام للدفاع عن وطنهم، إلا أن مدى فعالية هذه الجهود ما زال غير واضح.
وتؤكد الصحيفة الأمريكية أن رفض الشباب القتال في صفوف الجيش والشعور بالإحباط تجاه الفساد الحكومي، يهددان بتفاقم أزمة نقص القوى البشرية التي تواجهها أوكرانيا، وبالتالي إضعاف قدرتها على صد الهجوم الروسي في المعارك، وما لم تبذل جهود جادة لمكافحة الفساد وكسب ثقة الشباب، فإن بقاء أوكرانيا مهدد.