الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لينجوا من الموت والجوع في غزة.. "الدرة" يعمل مصفف شعر و"ليان" تبيع "المهلبية"

  • مشاركة :
post-title
الطفل نبيل الدرة

القاهرة الإخبارية - هبة وهدان

في ساحة مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة الفلسطيني، نصب الطفل نبيل الدرة (15 عامًا)، مائدة العمل الخاصة به، ورتب عليها عبوات الكولونيا الكلاسيكية وبعض أدوات الحلاقة.

يتحرك "نبيل" بخفة وهو يقص شعر أحد الزبائن بجانب والده الحلاق أيضًا، ويقول، إنه يساعد والده في جمع بعض المبالغ البسيطة، ليتمكنوا من شراء بعض الطعام والعلاج لعائلته.

ويحاول بعض الأطفال استغلال تكدس المواطنين في مراكز الإيواء والمستشفيات؛ لممارسة التجارة كمصدر رزق رئيس بعد أن فقد آباؤهم مصدر رزقهم.

وقال "نبيل"، إنه يساعد والده الذي يعمل حلاقًا، لكن ليست له المقدرة على الوقوف طويلًا؛ بسبب عملية جراحية في ساقه.

وأشار إلى أنه يستخدم ماكينة حلاقة يُعاد شحنها، لذلك يتمركز في المستشفى لإعادة الشحن، وأحيانًا مُقابل أجر ممن لديه ألواح طاقة شمسية.

وهرب نبيل مع والده وعائلته المكونة من 5 أفراد من حي الشيخ عجلين المحاذي لشاطئ البحر بمدينة غزة، ويقطن الآن شرق مدينة دير البلح وسط القطاع، على الرغم من أنها منطقة خطرة.

"حاولنا اللجوء لإحدى المدارس، لكنها مُكتظة والمستشفيات مُكتظة، فكان الخيار الأخير التوجه لمنطقة ليست آمنة أفضل من النوم في الشارع،" كما قال خميس الدرة، والد نبيل.

وتابع، إنه مُجبر على مساعدة والده عندما يرى بعينه، "الأسعار مرتفعة وأبي لا يستطيع، فكيلو الملح كان بشيكل واحد والآن بعشرين شيكلًا، وأيضًا لا أحب المكوث في المنزل وأريد مساعدة أبي."

وهناك أطفال أكبر سنًا يجمعون حطبًا وورقًا مقوى "كرتون" لبيعه لأغراض الطبخ والخبز.

بيع أعواد الحطب

وقال فتى يجلس عند كومة من أعواد الحطب، إنه جمعها من مقبرة مجاورة ويريد بيعها بهدف شراء قنينة زيت طبخ، وكان سعر قنينة الطبخ سعة 3 لترات بـ20 شيكلًا وباتت الآن بـ70 شيكلًا.

ويرتفع سعر زيت الطبخ بسبب شح البضائع واستخدام السائقين زيت الطبخ في تشغيل سياراتهم التي تعمل بالديزل.

بيع المهلبية

على مدخل مدرسة خولة بنت الأزور في دير البلح، تقف الطفلة ليان الخطيب (9 سنوات) تبيع "المهلبية" وهي خليط مطبوخ من (النشا والسكر والحليب والكاكاو) في أطباق صغيرة بسعر 2 شيكل.

وقالت "ليان" لـوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إنها تبيع المهلبية لمساعدة أمها التي تقيم في المدرسة مع أطفالها الأربعة.

وأشارت ليان إلى أن أمها تطبخ المهلبية باستخدام الحطب والكرتون والورق، كي يبيعها أبناؤها وتتمكن من شراء حفاضات وحليب لطفلها الرضيع.

بيع أكواب الشاي

وفي مدرسة إيواء في مخيم المغازي تجوب الفتاة سمية عبد الله أروقة المدرسة وبيدها إبريق شاي وكؤوس بلاستيكية، وتقول سمية، إنها محظوظة وتبيع "جيدًا" لأنه بإمكانها التنقل في الطوابق العليا بين النساء.

وتبيع سمية زهاء 40 كوبًا يوميًا وتفضل أن تصب الشاي لهم في كؤوسهم الخاصة؛ كي توفر كؤوسًا بلاستيكية ارتفع سعرها.

وتقول إنها نزحت من بيت لاهيا مع أهلها وتقطن في المدرسة نفسها، "تركنا بيتنا الكبير في بيت لاهيا ومزارعنا والآن نعيش في جزء من صف مدرسي".