تداولت وسائل الإعلام الروسية أنباءً عن العثور على جثة النائب الأوكراني المعارض والناقد اللاذع للرئيس فولوديمير زيلينسكي، إيليا كيفا، في منطقة موسكو. وكان "كيفا" غادر أوكرانيا بعد بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير 2022، حيث انتقل للإقامة في إسبانيا ثم روسيا.
وكانت قناة "رين تي في" الروسية أول من أعلن مقتل كيفا في منطقة موسكو، وتلاها المزيد من التأكيدات من قنوات تليجرام الروسية ومن رئيسة تحرير قناة RT الرسمية مارجاريتا سيمونيان.
تفاصيل الحادث
وُجدت جثة "كيفا" في أراضي نادي "فيليتش كانتري كلوب" الريفي بالقرب من منزله، وكان ملقى على وجهه في بركة من الدماء وسط ثلوج عميقة بحسب ما نقلته وسائل الإعلام الروسية عن مصادر أمنية، وأُصيب كيفا بجرح في رأسه، بحسب وكالة تاس الروسية.
وصرّح المتحدث باسم الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، أندريه يوسوف، أن المخابرات الأوكرانية وراء هذا الهجوم، فيما زعمت وسائل إعلام أخرى أن جهاز الأمن الأوكراني هو من خطط للاعتداء.
وكان "كيفا" كتب عبر مواقع التواصل بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022 أن "الأوكرانيين والبيلاروس والروس شعب واحد".
ووصف أحد المسؤولين العملية، بحسب ما أشارت صحيفة فايننشال تايمز بأنها "تصفية لأبرز خائن ومتعاون وداعية روسي"، مشيرًا إلى أن كيفا قُتل بـ"أسلحة صغيرة".
من هو إيليا كيفا؟
بدأ "كيفا" مسيرته السياسية في صفوف اليمين المتطرف الأوكراني، قبل أن يشغل منصبًا رسميًا في الشرطة، ثم خاض انتخابات الرئاسة دون نجاح عام 2019 كعضو في الحزب الاشتراكي الأوكراني.
واشتهر كيفا بنشاطه عبر منصات التواصل ومنشوراته العنيفة والصادمة، إذ كان ينشر دعاية معادية لأوكرانيا باستمرار، واصفا قيادتها بـ "النازيين" ومطالبًا باستقالة زيلينسكي.
وزعم في مقابلة مع قناة روسية قبيل الحرب أن بلاده "مستعبدة ومرغمة على الركوع من الغرب، مخترقة بالنازية، ولا مستقبل لها، قائلًا: "أوكرانيا بحاجة إلى مساعدة.. الشعب الأوكراني بحاجة إلى التحرير".
وبعد خسارته الانتخابيّة، انضم كيفا إلى حزب "منصة المعارضة - من أجل الحياة" الموالي لروسيا بزعامة حليف بوتين فيكتور ميدفيدتشوك، الذي سُلّم إلى موسكو في صفقة تبادل للأسرى العام الماضي.
وفي مارس 2022، صوّت البرلمان الأوكراني لتجريد كيفا من مقعده ورفعت النيابة العامة تهم الخيانة بحقه. وبعدها وجد كيفا طريقه إلى روسيا حيث تقدم بطلب لجوء ومُنِحَ الجنسية الروسية.
وفي يونيو الماضي، ذكر صحفيون أوكرانيون أنه استقر في مجمع "أجالاروف" الفاخر في ضواحي موسكو.
وحُكم عليه غيابيًا في أوكرانيا بالسجن 14 عامًا.
وجاء في آخر منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي، بتاريخ صباح الأربعاء، اتهام لزيلينسكي بـ"إغراق الشعب في الدماء"، مضيفًا أن الفرار إلى الخارج أو الانتحار سيكونا الخيارين الوحيدين بالنسبة للأخير، إذ إن مجلس الشيوخ الأمريكي لم يوافق بعد على مشروع قانون لتمويل المزيد من المساعدات العسكرية الأوكرانية.
تحقيق روسي في الحادثة
أعلنت اللجنة التحقيقية الروسية، فتح تحقيق في مقتل النائب الأوكراني السابق، وأكدت هُوية السياسي، وقالت إنه قُتل مساء الثلاثاء على يد مهاجم مجهول أطلق النار عليه من مسدس.
ولم تُسمِ اللجنة أي مشتبه بهم في القضية، قائلةً إنها تتبع كل المسارات الممكنة للتحقيق.
وجاءت وفاة كيفا بعد ساعات فقط من مقتل أوليج بوبوف، عضو البرلمان الموالي لروسيا في مدينة لوهانسك الشرقية المحتلة، إثر انفجار سيارة نسفت بقنبلة، بحسب ما نقلت وسائل إعلام روسية عن مسؤول في حكومة الاحتلال المحلية.