الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فنزويلا تضم الإقليم من غويانا.. استفتاء "إيسيكيبو" ينذر بحرب جديدة في أمريكا الجنوبية

  • مشاركة :
post-title
صورة جوية لمنطقة إيسيكيبو

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

نذر حرب تلوح في الأفق بين فنزويلا وغويانا المجاورة بأمريكا الجنوبية، بعد تصويت الناخبين في كاراكاس، بنسبة ساحقة على ضم إقليم إيسيكيبو، المتنازع عليه بين البلدين إلى بلادهم.

وصوّت الناخبون في فنزويلا، أول أمس الأحد، على ضم منطقة إيسيكيبو الغنية بالنفط والخاضعة لإدارة غويانا المجاورة إلى بلادهم، في استفتاء استشاري نظمته كراكاس لإضفاء شرعية على مطالبتها بهذه المنطقة.

ونال ضم المنطقة أكثر من 95% من الأصوات في الاستفتاء، الذي شمل خمسة أسئلة بهذا الصدد، على ما أفادت لجنة الانتخابات الوطنية في فنزويلا.

وتضمن الاستفتاء خمسة أسئلة شملت مقترحات لتأسيس ولاية فنزويلية يُطلق عليها "غويانا إيسيكيبو" ومنح سكانها الجنسية الفنزويلية، إضافة إلى الدعوة لرفض الاختصاص القضائي لمحكمة العدل الدولية، التي توجهت إليها غويانا بشأن المنطقة المتنازع عليها.

وأكدت كراكاس أنها لا تبحث عن مبرر لغزو أو ضم المنطقة الشاسعة كما تخشى غويانا، إذ شكل آلاف الأشخاص سلاسل بشرية تعبيرًا عن تمسكهم بالمنطقة.

من جهتها، شددت غويانا على "اليقظة" في أعقاب الاستفتاء. وقال هيو تود، وزير خارجيتها، لـ"فرانس برس": "علينا أن نبقى يقظين على الدوام. بالطبع، يجب أن تبقى مراقبتنا للوضع على مستوى عالٍ".

وأضاف "في حين لا نعتقد أن الرئيس مادورو سيصدر أمرًا بغزو المنطقة، قد يقدم على أمر غير متوقع".

وكان رئيس غويانا عرفان علي، أكد أول أمس الأحد، لمواطنيه أن "لا شيء يدعو للخوف في الساعات والأيام والأشهر المقبلة".

وأضاف "خطنا الدفاعي الأول هو الدبلوماسية وموقفنا قوي جدًا في خط الدفاع الأول"، مشيرًا إلى أن بلاده تحظى بدعم دولي واسع، وداعيًا كراكاس إلى "النضوج والتحلي بالمسؤولية".

وتصاعد التوتر في الأشهر الأخيرة إثر تنظيم غويانا مناقصات في سبتمبر، مرتبطة بعدة مناطق بحرية للتنقيب عن النفط، وبعدما أُعلن في أكتوبر عن اكتشاف رئيسي جديد.

وتطالب فنزويلا منذ عقود بالسيادة على المنطقة البالغة مساحتها 160 ألف كيلومتر مربع أي أكثر من ثلثي مساحة غويانا، وعدد سكانها 125 ألف نسمة يمثلون خُمس إجمالي عدد السكان في البلد.

وتؤكد كراكاس أن نهر إيسيكيبو الواقع شرق المنطقة يجب أن يشكل الحدود الطبيعية بين البلدين، كما أُعلن عام 1777 في ظل الحكم الإسباني، وأن المملكة المتحدة استحوذت على أراضٍ فنزويلية بشكل خاطئ في القرن التاسع عشر.

من جانبها، تؤكد غويانا التي تملك احتياطات نفطية هي من الأعلى في العالم للفرد، أن الحدود أقيمت في حقبة الاستعمار البريطاني وثبتتها محكمة تحكيم عام 1899، ورفعت شكوى إلى محكمة العدل الدولية، التي تعد أعلى هيئة قضائية أممية، طالبة المصادقة على ذلك.

وطلبت جورجتاون من محكمة العدل حظر الاستفتاء، الذي اعتبرت أنه يرقى إلى انتهاك للحقوق الدولية، لكن دون جدوى.

ومع تصاعد التوتر بين فنزويلا وغويانا، حذر محللون من تحول الأزمة حول إقليم إيسيكيبو المتنازع عليه بين البلدين، إلى صراع بسبب حاجة كاراكاس إلى الأموال بسبب موقفها الاقتصادي المتردي، في حين شهدت هذه المنطقة بالذات من غويانا استثمارات ضخمة من قبل شركات الطاقة الأمريكية على مدى العامين الماضيين.

وقد يتحول الصراع إلى حرب بالوكالة، إذ تدعم الولايات المتحدة غويانا في مواجهة فنزويلا، فيما تقدم الصين وروسيا الدعم لحليفتهما كاراكاس، بنفس الطريقة التي تدعم بها الولايات المتحدة خصوم بكين في بحر الصين الجنوبي، وتعارض روسيا في أوكرانيا.