في الوقت الذي تخشي فيه كل من الولايات المتحدة الأمريكية (الداعم الأكبر لتايبيه عسكريًا) وحكومة تايوان، من غزو محتمل للجيش الصيني للجزيرة، ومع ارتفاع حدة التوتر عبر مضيق تايوان، تسعى الجزيرة إلى تحسين التدريب الطبي لعلاج الإصابات المعقدة مثل تلك التي شوهدت في صراع روسيا وأوكرانيا وحرب إسرائيل وغزة. حسبما ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
وفي خطوة مفاجئة افتتحت الرئيسة التايوانية، تساي إنج ون، أول مركز تدريب في الجزيرة للرعاية الطبية القتالية التكتيكية، لتحسين قدرة الجيش على التعامل مع الإصابات في ساحة المعركة في حالة حدوث صراع عبر المضيق.
وقالت "تساي"، خلال مراسم افتتاح المركز في تايبيه اليوم الاثنين: "إن افتتاح مرفق الرعاية الطبية القتالية التكتيكية يمثل ترقية شاملة للخبرة والتدريب في خدمة الرعاية الطبية للجرحى في مركز الدفاع الوطني الطبي".
وأضافت، أن المركز سيكون مسؤولاً عن تنمية الضباط الطبيين والمستجيبين العسكريين للطوارئ من خلال تعزيز قدراتهم على التعامل مع جرحي الحرب، ما سيزيد من فرص بقاء الجنود التايوانيين على قيد الحياة في حرب محتملة.
وقالت "تساي" أيضًا، إن الجيش يجب أن يعمل مع القطاع المدني لتعزيز خدمات الرعاية الصحية، مؤكدة أن الجانبين يمكنهما "التنسيق بفعالية مع بعضهما البعض للحصول على الموارد اللازمة، وبالتالي تعظيم قدرتنا على الرعاية الطبية للجرحى".
وتم تصميم خطة إنشاء المرفق الذي يبلغ تكلفته 490 مليون دولار تايواني (15.6 مليون دولار أمريكي) في عام 2018 بعد أن اقترح خبراء تايوانيون وأمريكيون ضرورة وجود مركز تدريب في مواجهة تصاعد التوتر عبر المضيق والترهيب العسكري المتزايد من البر الرئيسي.
وتعتبر بكين تايوان أرضها التي يجب أن تخضع لسيطرتها، بالقوة إذا لزم الأمر، هكذا قال الرئيس الصيني، شي جين بينج خلال قمة سان فرانسيسكو مع نظيره الأمريكي، جو بايدن. وقد عززت بكين عملياتها العسكرية حول الجزيرة ردًا على ما تعتبره محاولات متزايدة من تايبيه للسعي إلى الاستقلال والعمل مع واشنطن لمواجهة البر الرئيسي.
ومثل معظم البلدان، لا تعترف الولايات المتحدة - الحليف غير الرسمي وأكبر مورد للأسلحة للجزيرة - بتايوان كدولة مستقلة وتعارض أي تغيير أحادي الجانب لوضع المضيق عبر القوة.
وبدأ بناء المرفق في تايبيه في عام 2021 وأصبح أولوية بعد الحرب الروسية الأوكرانية، الذي أبرز الحاجة إلى خدمات الرعاية الطبية القتالية، وفقا لمسؤولي المركز.
وبمساعدة معهد تشونج شان الوطني للعلوم والتكنولوجيا، صانع الأسلحة الرئيسي في الجزيرة، تم تجهيز المرفق بأنظمة متطورة تحتوي على وظائف الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي لمحاكاة الرعاية الطبية القتالية التكتيكية تحت ظروف تشمل الدمار الشامل بالأسلحة والمواد الكيميائية والعوامل الحيوية.
كما يحتوي على أنظمة واقع افتراضي لتدريب العاملين الطبيين على العمل في بيئات عالية الكثافة، والتعامل مع الضغط النفسي والحفاظ على حياة المرضى أثناء الإخلاء.
وقال مسؤولون في تايوان، إن المركز، الذي تم تصميمه على غرار مرافق مماثلة في الولايات المتحدة، عقد دروسًا في وقت سابق من هذا العام لتدريب ما يقرب من 3800 عسكري للعمل كعاملين طبيين في حالة نشوب حرب. وأشار المسؤولون إلى أن وزارة الصحة التايوانية مكلفة أيضًا بتخطيط وإعداد أجنحة الطوارئ في المستشفيات الكبيرة في الجزيرة لعلاج الجنود والمدنيين.