"حرمان من الطعام.. الاستحمام بماء بارد في الشتاء.. قص شعرها.. منعها من حضور الفصول المدرسية"، هكذا عاقب أب في الصين ابنته البالغة من العمر 16 عامًا، بشدة بعد أن فشلت في الالتحاق بجامعة مرموقة، ما أثار غضبًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية مثل "وي شات، ويبو"، حسبما ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
كانت "وو"، تعيش مع والدها منذ طلاق والديها، وفقًا لما سمعته محكمة الشعب العليا في الصين، وفقًا لتقرير في صحيفة "بكين نيوز". وخلال تلك الفترة، مارس والدها ضغطًا كبيرًا عليها لتتفوق أكاديميًا، بما في ذلك إجبارها على اجتياز امتحان الالتحاق بالجامعات الصينية في عام 2022، على الرغم من أن ابنته كانت أصغر من السن القياسية وهي 18 عامًا.
وفشلت في الحصول على قبول في جامعة "مشروع 985" - مجموعة نخبوية من 39 جامعة في الصين - ما أغضب والدها. وتسبب فشلها في زيادة الضغط عليها من خلال اختيارها لتعليمها شخصيًا في المنزل ومنعها من حضور الحصص المدرسية العادية.
واكتشفت جدة "وو" أن الوضع خرج عن السيطرة، بعد ما علمت أن والدها لجأ إلى سلسلة من الطرق المتطرفة، مثل قص شعرها بشكل عشوائي وتجويعها. ثم إجبارها على الاستحمام بالماء البارد في فصل الشتاء وعزلها عن العالم الخارجي، بما في ذلك أقاربها. وهددها أيضًا بحجب الوثائق القانونية التي تحتاجها للتسجيل في الامتحان حتى تستجيب لمطالبه.
وبعد فشل محاولات التدخل، طلبت جدة "وو" المساعدة من اتحاد نسائي محلي وتم فتح تحقيق رسمي ضد والدها. وطلبت "وو" أيضًا أمر حجز من المحكمة.
وكتبت متابعة للحادث على مواقع التواصل الصينية: “كيف يمكن لأب أن يفعل ذلك بابنته، إنه أمر يستحق العقاب والمسائلة القانونية”. وأضافت أخرى: “كل طفل هو فرد مستقل يحتاج إلى الاحترام، وأنهم يتمتعون بالحقوق المدنية الأساسية، بما في ذلك الحق في التعليم. عند التعامل مع المسائل المتعلقة بالقاصرين، يجب على الوالدين احترام الكرامة الشخصية للقاصرين، والتكيف مع قوانين وخصائص نمو الصحة الجسدية والعقلية للقاصرين، وتوجيه أطفالهم وتعليمهم بالطرق المناسبة لينموا بشكل صحي”.
وبالفعل، حكمت المحكمة بمنع والدها من القيام بأي عنف أسري ضدها، أو تقييد حريتها الشخصية، أو حرمانها من حقوقها التعليمية. ومع ذلك، استمر بعض الناس على وسائل التواصل الاجتماعي في الصين في دعم الأب، مستشهدين بالمثل الصيني التقليدي، "لا شيء أكثر إثارة للمشاعر من حب الوالدين". متساءلين: أليس كل هذا لمصلحة الطفل؟ أليس من الضروري القيام بذلك للالتحاق بجامعة "985"؟ من الصعب العثور على وظيفة جيدة بعد التخرج من جامعة غير "985". الوالدان يضعان مصلحة أطفالهما في الاعتبار".
وأثارت هذه التعليقات رد فعل غاضب على الإنترنت من قِبل الأشخاص الذين طالبوا بمحاسبة الأب ومعاقبته.