تواجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، معارضة داخلية متزايدة بسبب دعمها للعدوان الإسرائيلي على غزة، مما يعكس نقاشًا أوسع في المجتمع الأمريكي وانقسامًا بين الأجيال بين الديمقراطيين حول هذه القضية، وفق ما شبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية.
ونقل التقرير عن مسؤولين سابقين أن النطاق الاستثنائي للمعارضة داخل الإدارة، بما في ذلك البيانات في رسائل مفتوحة من الموظفين، يتجاوز أي شيء شوهد في الإدارات السابقة منذ الثمانينيات، بما في ذلك خلال حرب العراق والقيود التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، على السفر من الدول ذات الأغلبية المسلمة.
وأثار القصف الإسرائيلي العنيف لغزة انتقادات من المنظمات الإنسانية، وأثار دعم بايدن للرد الإسرائيلي استياء العديد من المسؤولين داخل الإدارة الفيدرالية، إذ وقع المئات من موظفي الإدارة رسالة مفتوحة إلى بايدن يطالبون فيها إدارته بالضغط من أجل وقف إطلاق النار لحماية أرواح المدنيين الفلسطينيين.
وأعرب العشرات من مسؤولي الخدمة الخارجية في وزارة الخارجية الأمريكية عن اعتراضهم على تعامل الإدارة مع الصراع في العديد من برقيات المعارضة الرسمية، كما يقول مسؤولو الكونجرس والإدارة. وفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وقع مئات الموظفين رسالة تنتقد نهج الإدارة.
وفي الكونجرس، نظم مئات الموظفين احتجاجات ووقعوا رسائل تطالب بوقف إطلاق النار وإنهاء ما يعتبرونه "شيكا على بياض" أمريكي لإسرائيل.
ونوهت "إن بي سي نيوز" إلى أن الانتقادات وسط موظفي الخارجية الأمريكية لم تؤد إلى استقالات جماعية، إلا أن هناك شعورًا يتجاوز العمر والعرق والجنس بأن نهج إدارة بايدن تجاه الحرب على غزة، يجب أن يكون أكثر توازنًا، حسبما قال أحد المسؤولين الحاليين في وزارة الخارجية.
ونقلت الشبكة عن المسؤول: "لا يطالب الجميع بتغيير السياسة، لكنهم يدعمون التحوّل". وأضاف المسؤول أن هناك شعورا بأن إسرائيل لا ينبغي أن تكون قادرة على التصرف مع "الإفلات من العقاب"، ويعتقد العديد من مسؤولي الخدمة الخارجية أنه مع ارتفاع عدد الشهداء المدنيين في غزة، لا ينبغي أن تظل المساعدات الأمريكية لإسرائيل غير مشروطة.
وتقول الشبكة إن هناك فجوة بين الأجيال في صفوف موظفي الإدارة، إذ نقلت عن مصادر مطلعة على النقاش أن العديد من الذين يحثون على تغيير سياسات الإدارة، وليس جميعهم، هم من الموظفين الأصغر سنًا، بما فيهم الذين يعملون في وكالات الاستخبارات الأمريكية، وهم الذين لديهم شكوك أكبر بشأن دعم واشنطن القوي تقليديا لإسرائيل.
وقال مصدر مطلع للشبكة: "لديهم وجهة نظر مختلفة عن الجيل الأكبر سنا فيما يخص السياسة الخارجية الأمريكية"، وهي "وجهة نظر تقدمية ترى أن الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء فظيعة وليست دائمًا على الجانب الصحيح من التاريخ".
وذكرت الشبكة أن الحرب على غزة كشفت عن "فجوة جيلية صارخة" بين الأمريكيين من يسار الوسط، وأظهر استطلاع جديد للشبكة أن 70 % من الناخبين الديمقراطيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا لا يوافقون على تعامل بايدن مع الحرب.
كما تعرضت الإدارة لضغوط متزايدة من الديمقراطيين في الكونجرس الذين ضغطوا على البيت الأبيض لاتخاذ موقف أكثر انتقادا لإسرائيل.
وعلى الرغم من أن بعض كبار المسؤولين الأكبر سنا قد يشاركون المخاوف التي أثارها زملاؤهم الموظفون، إلا أنهم أكثر ترددا في الإعلان عن انتقاداتهم، معتقدين أن لديهم التزاما تجاه وكالاتهم الحكومية بالحفاظ على سرية النقاشات الداخلية، كما نقلت "إن بى سى نيوز" عن بعض المسؤولين السابقين ومصادر مطلعة على المناقشة.