فيما استأنف جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، اليوم الجمعة، بعد انتهاء الهدنة الإنسانية، أفادت تقارير بريطانية وأمريكية، بأن إسرائيل والولايات المتحدة تناقشان كيفية التخلص من حماس، من خلال مخطط "النفي والاغتيالات".
وذكرت صحيفة" التليجراف" البريطانية، نقلا عن نظيرتها الأمريكية "وول ستريت جورنال، أن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، بحثوا فكرة طرد الآلاف من الأعضاء ذوي الرتب المنخفضة في الحركة، إلى دول مثل تركيا وقطر وإيران وروسيا ولبنان.
وحسب التليجراف، تهدف هذه الخطوة إلى منع الحركة من استعادة السلطة بعد الحرب، وهو ما يقول الاحتلال إنه ضروري لكي تصبح غزة قابلة للحكم في المستقبل.
ويشبه الاقتراح اتفاق يعود إلى حقبة الثمانينيات توسطت فيه الولايات المتحدة والذي سمح للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وآلاف المقاتلين بمغادرة بيروت إلى تونس أثناء الحصار الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن أي طرد سيتطلب موافقة الدول المستضيفة لأعضاء حماس، وليس من الواضح ما إذا كان سيتم تضمين أفراد عائلات المغادرين.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول إسرائيلي كبير، لم يذكر اسمه، أنه ليس من الواضح ما إذا كانت حماس ستوافق على مثل هذا العرض.
ولم تكن هناك "مناقشة عملية" لطرد حماس بأعداد كبيرة في هذه المرحلة، لكن قد تتقبل الحركة الفكرة، إذا لم تكن هناك خيارات أخرى لبقائها على الطاولة، وفق "وول ستريت".
وأطلعت الصحيفة على بحث أجراه مركز أبحاث تابع لجيش الاحتلال، يقترح إنشاء "مناطق آمنة خالية من حماس" في غزة والتي يمكن أن تحكمها سلطة جديدة.
وكشفت الصحيفة عن خطة إسرائيلية لاغتيال قادة حماس في جميع أنحاء العالم، بمجرد انتهاء حربها في قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر وكالات الاستخبارات بوضع خطط لاغتيال كبار قادة حماس، الذين يعيشون خارج غزة "في أي مكان بالعالم".
وتذكر هذه الخطة بفترة السبعينيات، عندما شرعت إسرائيل في حملة استمرت لسنوات لاغتيال القادة الفلسطينيين من مخططي هجوم الألعاب الأولمبية على البعثة الرياضية الإسرائيلية في ميونيخ.
وبحسب الصحيفة، دعا البعض إسرائيل إلى اغتيال خالد مشعل رئيس حماس في الخارج وآخرين "على الفور بعد هجوم 7 أكتوبر"، الذي نفذته الحركة على إسرائيل.
ومع ذلك، فإن "القيام بذلك على الأراضي القطرية أو التركية كان من الممكن أن يؤدي إلى توتر أو نسف الجهود الدبلوماسية لتحرير الرهائن، مما أدى إلى تأجيل الفكرة"، وفقا لـ"وول ستريت جورنال".
ولمح نتنياهو إلى خطط إسرائيل لتنفيذ اغتيالات في الخارج في خطاب ألقاه في أواخر نوفمبر، مما أثار حفيظة البعض الذين فضلوا إبقاء الحملة المستقبلية طي الكتمان، حسب الصحيفة الأمريكية.
وقال نتنياهو بصريح العبارة خلال كلمة يوم 22 نوفمبر: "لقد أصدرت تعليماتي للموساد بالعمل ضد قادة حماس أينما كانوا".
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن "عمليات الاغتيال في الخارج يمكن أن تنتهك القانون الدولي وتتعرض لخطر ردود الفعل العكسية من الدول التي تتم فيها العملية".
لكن من الناحية العملية، وفقا للصحيفة، "لم توقف هذه المخاوف إسرائيل بالسابق، إذ كانت تفلت دائما من التداعيات السلبية لعمليات الاغتيال في الخارج".
وتأتى المناقشات الدائرة بين المسؤولين من الولايات المتحدة وإسرائيل، حول كيفية التخلص من حماس، في مسعى لتقصير أمد الحرب على غزة، وتجنب زيادة السخط العالمي تجاه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في القطاع، وفق ما ذكرت "التليجراف".
كما تفيد التقارير بصعوبة القضاء على حماس من خلال المواجهة العسكرية، إذ يقدر جيش الاحتلال وجود ما يقرب من 30 ألف مقاتل من الحركة في القطاع، إلى جانب مقاتلي فصائل المقاومة الأخرى.