الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حياكة "السدو".. مهنة تراثية يدوية تمارسها نساء كبيرات في السن بالباحة السعودية

  • مشاركة :
post-title
السدود

القاهرة الإخبارية - وكالات

تُعد صناعة السدو إحدى المهن في منظومة الحرف اليدوية التراثية بمنطقة الباحة السعودية، والتي لا تزال تمارسها نساء كبيرات في السن بالمنطقة كمصدر دخلٍ يعتمدن عليه في بعض الأحياء، تمارسه كهواية وحرفة.

وتقول حمدة الزهراني إن مشوارها مع حياكة السدو كان طويلاً منذ كانت في العقد الثاني من عمرها، حيث عملت على تطوير نفسها في هذه المهنة التي تحتاج إلى كثير من الممارسة والصبر والاتقان، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).

وأشارت إلى تجهيز الصوف من شعر الأغنام، ثم يلف على المغزل، وتحويله إلى كرات من الخيوط ووضعها على "لمنطى" وهو عبارة عن قالب من الخشب لتنظيم خيوط الصوف ليتم بعدها صبغ الصوف بالألوان المتعددة، وقد استفادت من مهنة صناعة السدو ماديًا، فيما تشمل صناعة السدو عدة مجالات تراثية وشعبية منها إنتاج الملبوسات، والمفارش، والحقائب، مشيرةً إلى أنها قد تستغرق معها حياكة السدو في بعض هذه المنتجات قرابة الشهر.

وأكدت حرصها على المحافظة هذه المهنة من الاندثار حيث عملت على التدريب وأقامت عددًا من الدورات التدريبية في مجال صناعة منسوجات الصوف للبنات، إضافة إلى المشاركة في الفعاليات والمهرجان داخل وخارج المنطقة.

وقال الباحث التاريخي والتراثي محمد ربيع الغامدي لـ "واس" إن السدو فن جميل كانت تمارسه أمهاتنا في مختلف قُرى منطقة الباحة، ويعرف محليًا باسم "السدَى"، وتتمخض عنه ملابس وأكسية وأغطية من الصوف الذي ينسج على نول أفقي أرضي يعرف باسم المسادي، ويعبر عنه أحيانًا بكلمة "العيدان"، ويلحق بالمسادي أدوات أخرى مثل السيف والمشط والميشع وكلها أدوات خشبية تستخدم في عملية السدو.

وأشار إلى أن أهم منتجات السدو يمكن تصنيفها إلى عدة أصناف هي "المفارش" ومنها الشّملة، والمفرش، والصنف الثاني "الأكسية"، ومنها الكساء الذي يتغطى به النائمون، ومنها الهجير الذي يتكون منه بيت الشعر.

والصنف الثالث "الملابس"، وتشمل الجبة التي تسمى البيدي إذا كانت أصوافها من أصواف وادي بيدة الذي يعد من أجود الأصواف، ومنها المدارة التي تبدو أصغر من الجبة وترتديها النساء، كما يرتديها الرجال أيضًا طلبًا لوزنها الأخف.

وعن عمليات أساسية تسبق السدو قال: عملية الغزل، تتم على عدة مراحل، وهي تجميع الصوف وغسله وتجفيفه ثم تفكيكه فيما يعرف باسم النفش وتتخذ للنفش أداة تسمى المنفاش وهو مضرب خشبي مبطن بمسامير كأنها فرشة شعر، ثم تأتي عملية الغزل لتحويل ذلك العهن المنفوش إلى خيوط مبرومة، وقد تتم صباغة تلك الخيوط إن كانت معدة للأكسية أو للهجران. أو تستخدم في لواحق إعداد الجبة.

وأفاد أن هناك عمليات تحسينية تلحق بالسدو وهي عملية الخياط، وتهدف إلى تجميع قطعتي الجبة، فالجبة لا تُسدّى وصلة واحدة، بل وصلتين ثم تجمعان لاحقاً، ثم تزخرف منطقة الأكتاف بالخيوط الملونة، وتضاف إلى فتحتي الأكمام خيوط ملونة وتزين بكتلة ذات ألوان زاهية، مشيراً إلى أن القائمين على السدو وعلى العمليات السابقة له هم من النساء الماهرات في ذلك، أما الخياط الذي يعد من لواحق السدو فهو من أعمال الرجال.