قال مدعون أمريكيون إنه كان من المفترض أن تكون المؤامرة الفاشلة لاغتيال زعيم انفصالي بارز للسيخ في نيويورك، بعد أيام فقط من مقتل ناشط آخر، بمثابة سلسلة من جرائم القتل الأخرى ذات الدوافع السياسية في الولايات المتحدة وكندا.
ووفقًا للائحة الاتهام، التي جرى الكشف عنها يوم الأربعاء الماضي، تحدث المتهمون -في اتصالات إلكترونية ومكالمات صوتية ومرئية تم تسجيلها أو الحصول عليها سرًا من قبل سلطات إنفاذ القانون الأمريكية- في الربيع الماضي، عن خطط لقتل شخص ما في كاليفورنيا وثلاثة آخرين على الأقل في كندا، بالإضافة إلى الضحية في نيويورك، بحسب ما نقلته شبكة "سي تي في" الكندية.
وأكد المدعون أن الهدف كان قتل أربعة أشخاص على الأقل في البلدين بحلول 29 يونيو الماضي، ثم قتل المزيد بعد ذلك.
بعد إطلاق النار على الناشط السيخي هارديب سينج نيجار، خارج مركز ثقافي بكولومبيا البريطانية في كندا، في 18 يونيو الماضي، أخبر أحد المتهمين بتدبير الاغتيالات المخططة، قاتلًا محترفًا بأنه يجب عليه التحرك بشكل عاجل لقتل ناشط آخر، وهو جورباتوانت سينج بانون.
لا داعي للانتظار
وقال نيخيل جوبتا- أحد المتهمين- في مكالمة صوتية مسجلة، بحسب لائحة الاتهام: "لدينا الكثير من الأهداف.. لكن الخبر السار هو هذا، الخبر السار هو: الآن لا داعي للانتظار".
وطالب "جوبتا" القاتل على التصرف بسرعة لأن بانون، وهو مواطن أمريكي يعيش في نيويورك، من المرجح أن يكون أكثر حذرًا بعد مقتل نيجار في كندا.
فيما قال لأحد الوسطاء عندما أمر القاتل بقتل "بانون"، حتى لو كان هناك أشخاص آخرون معه: "لقد حصلنا على الضوء الأخضر للمضي قدمًا في أي وقت، حتى اليوم، أو غدًا - في أقرب وقت ممكن"، وأضاف بحسب لائحة الاتهام: "أنزلوا الجميع".
وقال ممثلو الادعاء إن خطط الهجوم أحبطت لأن القاتل كان في الواقع عميلًا سريًا للولايات المتحدة.
ونفى المسؤولون الهنود أي تواطؤ في مقتل نيجار، وقال المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية أريندام باجشي، الأربعاء، إن الحكومة الهندية فتحت تحقيقًا رفيع المستوى بعد أن أثارت السلطات الأمريكية مخاوف بشأن مؤامرة قتل بانون.
وكشفت ملفات المحكمة أنه حتى قبل مقتل نيجار في كندا، كان المسؤولون عن إنفاذ القانون في الولايات المتحدة على علم بمؤامرة ضد الناشطين الذين كانوا يدافعون عن انفصال ولاية البنجاب الشمالية عن الهند، حيث يشكل السيخ أغلبية.
وقال مسؤولون أمريكيون إنهم بدأوا التحقيق عندما اتصل جوبتا، أثناء بحثه عن قاتل محترف، بمهرب مخدرات تبين أنه مخبر لإدارة مكافحة المخدرات.
وعلى مدار الأسابيع التالية، تواصل الاثنان عبر الهاتف والفيديو والرسائل النصية، وفي النهاية اتصلا بالقاتل المأجور (العميل السري).
وفي مكالمة بتاريخ 9 يونيو، أخبر جوبتا عميل إدارة مكافحة المخدرات أن مقتل بانون سيغير حياته لأنه سيتبعه العديد من العمليات من اثنتين إلى ثلاثة كل شهر، وفقًا للائحة الاتهام.
وفي 30 يونيو، ألقي القبض على جوبتا في جمهورية التشيك بناء على طلب من الولايات المتحدة بعد وصوله إلى هناك في رحلة من الهند، فيما لم تذكر السلطات الفيدرالية متى سيتم إحضاره إلى الولايات المتحدة.
وقال "بانون"، إنه سيواصل عمله، مضيفًا: "سيقتلونني. لكنني لا أخشى الموت"، فيما سخر من ادعاء الهند بأنها تجري تحقيقاتها الخاصة في مؤامرات الاغتيال، وفقًا لوكالة "أسوشيتد برس".
يذكر أنه تم اغتيال زعيم السيخ على الأراضي الكندية هارديب سينج نجار (45 عاما)، في يونيو الماضي، بالرصاص داخل سيارته في موقف سيارات مزدحم في مدينة ساري، وهي مدينة تبعد نحو 30 كيلومترا شرقي فانكوفر، بمقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا.
وأثار الحادث أزمة سياسية بين كندا والهند، إذ اتهم رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، نيودلهي بالتورط في قتل نيجار، وهو ما نفته الأخيرة بشدة.
ويعد نيجار زعيمًا انفصاليًا بارزًا للسيخ في مقاطعة كولومبيا البريطانية وسبق أن نظم حملة علنية من أجل إنشاء خاليستان، وهي وطن مستقل للسيخ في منطقة البنجاب في الهند.
وكانت الهند وصفت في الماضي "نيجار" بأنه "إرهابي يقود جماعة انفصالية متشددة"، وهي اتهامات يقول أنصاره إنها لا أساس لها من الصحة، مضيفين أنه تلقى تهديدات في الماضي بسبب نشاطه.