توفى تشارلز مونجر، الملياردير وخبير الأسواق، الذي كان بمثابة الذراع اليُمنى للملياردير "وارن بافيت"، وهو أيضًا نائب رئيس مجلس إدارة "بيركشاير هاثاواي"، عن عمر ناهز 99 عامًا.
وتحت إدارة بافيت ومونجر المشتركة لشركة بيركشاير هاثاواي - شركة النسيج المُفلسة سابقًا - حققت الشركة مكاسب سنوية قدرها 20% في المتوسط - أي ما يقرب من ضعف مكاسب مؤشر ستاندرد آند بورز 500 - لتصبح مجموعة تقدر بمليارات الدولارات.
وذكر "بافيت" – البالغ من العمر 93 عامًا – المدير التنفيذي للشركة في بيان مقتضب، أن "بيركشاير" لم يكن من الممكن وصولها إلى وضعها الحالي دون إلهام "تشارلز" وحكمته ومشاركته.
وفي رسالته السنوية للمساهمين عام 2000، قال "بافيت" عن صديقه المقرب: "يفكر تشارلز في اقتصاديات الأعمال وأمور الاستثمار بشكل أفضل من أي شخص أعرفه، ولقد تعلمت الكثير على مر السنين من خلال الاستماع إليه".
ومن غير المحتمل أن يكون لوفاته تأثير كبير على المجموعة الاستثمارية الأمريكية، لأن "تشارلز" - الذي انضم لمجلس إدارة "بيركشاير هاثاواي" منذ عام 1978 - كان مستشارًا للمدير التنفيذي "بافيت" أكثر من كونه مُشاركًا في الشؤون اليومية للشركة.
وظل "بافيت" - الملقب بـ"حكيم أوماها" - يوجه "بيركشاير" منذ أن تولى قيادتها عام 1965، ولا يزال مديرًا تنفيذيًا مشاركًا في شؤون الشركة حتى اليوم.
وتُمثل وفاة مونجر، نائب رئيس بيركشاير منذ 1978، نهاية حقبة في عالم الشركات والاستثمار بالولايات المتحدة.
وحظي كل من مونجر وبافيت باحترام وحب المستثمرين على مستوى العالم، الذين كان العديد منهم يحرصون على حضور المؤتمر السنوي للشركة في أوماها بولاية نبراسكا للاستماع إلى حكمة الثنائي، فيما يتعلق بالاستثمار والحياة.
ولم يتأثر سهم "بيركشاير" بنبأ وفاة "مونجر"، الذي أُعلن قبل إغلاق "وول ستريت" أمس، إذ تراجع سهم "بيركشاير" من الفئة "بي" عند الإغلاق بنسبة 0.36% فقط عند 360.05 دولار.
ومن غير المرجح أن تعين "بيركشاير" بديلًا لمونجر، ولم تناقش علنًا أي حاجة أو رغبة في القيام بذلك. ويتولى نائبان آخران للرئيس، هما جريج أبيل وأجيت جاين، الإشراف اليومي على أعمال بيركشاير.
وبموجب خطة الخلافة في بيركشاير، التي ذكرها مونجر دون قصد في اجتماع الشركة السنوي لعام 2021، سيصبح أبيل رئيسًا تنفيذيًا بمجرد ترك بافيت منصبه لأي سبب من الأسباب.
وسيصبح هوارد، نجل بافيت، رئيسًا غير تنفيذي، وسيتولى إدارة واحدة أو اثنتين من محافظ الاستثمار.
وتشمل أعمال بيركشاير السكك الحديدية والتأمين على السيارات والطاقة والصناعة والبيع بالتجزئة، كما أنها تملك أسهمًا بمئات المليارات من الدولارات في شركات على رأسها أبل.
ومن المتوقع أن تشهد "بيركشاير" تغييرات كبيرة عندما يتنحى "بافيت" من منصب المدير التنفيذي أو بعد وفاته.
يذكر أن "بافيت" يسيطر على الشركة بحصة 15% - قيمتها تقريبًا 118 مليار دولار - تحمل نحو 30% من الأصوات، لأنها تتكون بالكامل تقريبًا من أسهم الفئة "إيه".
وبعد وفاة "بافيت"، من المقرر أن تنتقل حصته إلى صندوق سيديره أبناؤه الثلاثة، وستحمي حصة الصندوق بشكل فعّال "بيركشاير" من ضغوط النشطاء أو غيرها من الضغوط الخارجية في السنوات الأولى عقب الوفاة.
وفي حقبة ما بعد "بافيت"، من المحتمل أن يتولى "جريج أبيل"، الذي يرأس أعمال الشركة غير المتعلقة بالتأمين منصب المدير التنفيذي، وأن يشغل "هوارد" الابن الأكبر لـ"بافت" منصب رئيس مجلس الإدارة.
هذا وصرّح "تشارلز" في عام 2021، بأنه يعتقد أن "أبيل" سيحافظ على الثقافة التي جعلت "بيركشاير" ناجحة للغاية.
ومن المقرر أن يُشرف على العمليات الاستثمارية بأكملها بعد رحيل "بافت" كل من "أجيت جين" - الذي يقود أعمال التأمين - و"تيد ويشلر" و"تود كومز" اللذين يديران حاليًا نحو 10% من محفظة أسهم "بيركشاير".
يُذكر أن "بافيت" يعتقد أن السهم سيرتفع في اليوم التالي لوفاته، بدلًا من أن ينخفض كما يتوقع الكثيرون، لأنه يرى أن المستثمرين يتوقعون تفكك الشركة على الفور، بناءً على وجهة النظر القائلة إن مجموع الأجزاء سيكون أكثر قيمة من الكل.