تنوي دولة مالاوي إرسال آلاف العمال الزراعيين إلى إسرائيل، التي عانت من صعوبة في إيجاد أشخاص لشغل الوظائف التي تركها العمال الأجانب الفارين في أعقاب الحرب على غزة.
وأعلنت حكومة مالاوي في بيان، أن أكثر من 200 شخص غادروا إلى إسرائيل يوم السبت وأنها سترسل المزيد قريبًا، مشيدة بالخطة باعتبارها وسيلة لتوفير فرص عمل ملحة للشباب، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وعقب الإعلان، انتقدت المعارضة والمنظمات المدنية في الدولة الواقعة في جنوب إفريقيا الخطوة باعتبارها تعرض الشباب المالاويين للخطر، ولفتوا إلى أن الإعلان يأتي بعد أسبوعين من إعلان الحكومة الإسرائيلية عن حزمة مساعدات بقيمة 60 مليون دولار لمالاوي.
وخسرت إسرائيل ما يقرب من 15 ألف عامل زراعي منذ بدء الحرب. إذ كان معظم العمال الزراعيين الأجانب البالغ عددهم نحو 30 ألفًا في إسرائيل من تايلاند. وكان يعمل حوالي 9 آلاف فلسطيني في القطاع الزراعي الإسرائيلي، ومنعت إسرائيل دخولهم إلى البلاد منذ اندلاع عملية "طوفان الأقصى" 7 أكتوبر.
وقال أيزنهاور مكاكا، وزير الخارجية المالاوي السابق، الذي تفاوض هذا العام على اتفاق دبلوماسي أوسع مع إسرائيل شمل اتفاق العمل، في مقابلة يوم الاثنين إن مالاوي سترسل ما لا يقل عن 5 آلاف شخص إلى إسرائيل للعمل، مضيفًا أن إرسال العمال لم يكن شرطًا لحزمة المساعدات.
وانتقد زعيم حزب المعارضة الرئيسي في مالاوي، كوندواني نانخوموا، قرار الحكومة وتساءل: "لماذا تريد الحكومة المخاطرة بحياة الكثير من شبابنا.. إن حقيقة أن بلدان أخرى، مثل تايلاند، تسحب عمالها من إسرائيل تشير إلى مستوى عالٍ من المخاطرة".
ودافعت الحكومة عن قرارها، وقال ويزي كايرا، أمين العمل، في بيان إن "سلامة وأمن الشباب هي أولوية قصوى". وأضاف أن العمال سيكونون في مواقع تم اعتمادها على أنها آمنة، وأنهم لن يشاركوا في أنشطة أخرى غير الزراعة.
وتعتبر مالاوي، التي يعتبرها البنك الدولي رابع أفقر دولة في العالم، مثقلة بالديون، وتسعى إلى الحصول على تخفيف وتعاني من نقص في السلع الأساسية.
وأكدت وزارة الزراعة الإسرائيلية، أن مالاوي أرسلت مئات من العمال ولكنها لم تتمكن من إعطاء عدد دقيق على الفور.