لم تكن مسرحية "احتراق شمعة" مجرد نص مسرحي، لكنه تعبير واقعي عما يجري في كثير من الأوساط، إذ تفتح الكثير من التساؤلات حول دوافع كاتب باع قلمه من أجل مكاسب مادية، وبعد أن حاز العرض على إشادة الكثير من الجمهور، وقع اختيار مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي الدولي على تقديمه ضمن مسابقة العروض المسرحية الكبرى ليمثل دولة الإمارات في دورته الثامنة، التي تقام خلال الفترة من 25 إلى 30 نوفمبر الجاري.
وقال مؤلف وكاتب النص المسرحي أحمد عبدالله راشد، لموقع "القاهرة الإخبارية": "إنها ليست المرة الأولى التي يشارك في مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي، لكنه يتواجد فيه للعام الثاني على التوالي، بعد مشاركته في مسابقة المونودراما، العام الماضي، بينما اختير العرض هذا العام للمنافسة في مسابقة العروض المسرحية الكبرى، ضمن أفضل 8 أعمال مشاركة في المهرجان".
وأضاف أن فكرة العرض تناقش موضوعًا مهمًا للغاية، هو "الحاجة وبيع الأفكار"، إذ يطرح العرض تساؤلًا هل نحن حقًا أمام كاتب باع قلمه لكي يحقق منافع مادية من وراء شخص آخر؟، مضيفًا أن المسألة لم تتوقف عند بيع هذا الكاتب لأفكاره، لكن بيعه لحبيبته التي كانت سببًا في إلهامه وتوهجه في الكتابة أيضًا.
وأشار إلى أن العرض يُلقي الضوء على الصراع النفسي بين الكاتب ونفسه وما وصل إليه، قائلًا: "العرض يتنقل ما بين الواقعية ورؤية الكاتب للشخوص التي يقدمها في ذاته والعتاب واللوم الذي يُلقى على هذه الشخصية الأديبة، وما أبلغ الجملة التي تقول "دللت على نفسي في سوق كثر البيع فيه"، فهو كاتب باع أشعاره ودواوينه وأفكاره في وقت كثر البيع فيه، وهذه إشكالية نعاني منها في الوقت الحالي سواء كان فنيًا أو نفسيًا أو ثقافيًا، كما أننا لا نتحدث عن الكتابة تحت أسماء مستعارة، لكن بيع المقالات لكي تنتسب لأشخاص آخرين".
وأكد بطل العرض الفنان الإماراتي عبدالله مسعود، أن ما حمسه للمشاركة في المسرحية يتمثل في فكرتها المتميزة، قائلًا: "العرض عبارة عن مشاهد متتابعة تعكس حالات مختلفة لبطل المسرحية، التي تسرد قصة ذلك الكاتب والصحفي الكبير الذي يصنف ضمن أفضل المؤلفين والكتاب، إذ كانت إصداراته تتصدر قائمة المؤلفات الأعلى مبيعًا، الأمر الذي جعل منه أحد وجوه المجتمع البارزة والمهمة، لكنه باع قلمه ويعيش كذلك حياة عاطفية مستقرة".
وأشار إلى أن مشاركة الفرقة في مهرجان شرم الشيخ الدولي لمسرح الشباب يأتي ضمن خطة مدروسة للذهاب بعيدًا في هذا العرض، من خلال المشاركة الفعّالة به في عدة ملتقيات فنية ومسرحية، التي يمكنها أن تصقل وتطور من أدوات الطاقات الشبابية بالعرض، من خلال انخراطهم في الورش المسرحية والتقنية والاحتكاك المباشر بالفنانين ومشاهدة العروض المتنوعة.
وأوضح أن المسرحية تتحدث عن مأساة كاتب يبحث عن سبيل للنجاة من مأزق وآلام وضع نفسه داخلها في زمن سابق ويتحسس الآن توابعها، وفي النهاية ينتصر العرض للمسار الصحيح.