تتوجه رئيسة وزراء بريطانيا السابقة ليز تراس، على رأس وفد من حزب المحافظين، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، في زيارة تهدف إلى إقناع نظرائهم "الجمهوريين" في الولايات المتحدة، بالتخلي عن معارضتهم دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا.
وذكرت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، أن رئيسة الوزراء السابقة سوف تخبر المشرعين الجمهوريين، أن المحافظين على جانبي المحيط الأطلسي بحاجة إلى الوقوف في وجه روسيا، لأنها جزء من "محور شمولي" يهدد الغرب.
ويأتي ذلك وسط مخاوف من أن الإدارة الأمريكية المستقبلية، قد توقف دعمها لكييف، إذ انتقد العديد من الطامحين لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، حجم المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا.
وترأس رئيسة وزراء بريطانيا السابقة وفدًا من المحافظين "أصدقاء أوكرانيا في بريطانيا"، والذي يضم قادة المحافظين السابقين اللورد هوارد والسير إيان دنكان سميث والنائبين جاك لوبريستي ومارك فرانسوا.
وخلال الأسبوع الذي سيقضونه في واشنطن، سيجري وفد المحافظين البريطاني محادثات في "الكابيتول هيل" مع أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، وشخصيات أخرى في الحزب الجمهوري، بهدف تعزيز الوحدة ضد روسيا.
وستتم الزيارة على خلفية الجدل المستمر حول حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، بعدما دعت مجموعة من الجمهوريين اليمينيين المتشددين إلى تحويل التمويل إلى إسرائيل، في حين قال آخرون إن الولايات المتحدة يجب أن تعطي الأولوية لاحتواء الصين، بدلًا من دعم أوكرانيا.
وحسب "ذا تليجراف"، من المتوقع خلال الزيارة، أن يجرى وفد المحافظين مقارنة بين العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، وهجوم الفصائل الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة.
وسوف يحذر الوفد البريطاني أيضًا من أن السماح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانتصار، سيعطي العون للصين ودول أخرى معادية للولايات المتحدة، مثل إيران وفنزويلا.
ونقلت "ذا تليجراف" عن تراس، قولها: "نحن في واشنطن لتعميق شراكتنا مع حلفائنا الجمهوريين في التصدي لهؤلاء الأشرار الذين قد يدمرون أسلوب حياتنا".
وادعت تراس: "لا يمكن لهذه الزيارة أن تأتي في وقت أكثر أهمية، نظرًا للهجمات المروعة على إسرائيل، والحرب الروسية غير الشرعية في أوكرانيا، وتهديد شي جين بينج بالسيف في تايوان".
وقال اللورد هوارد، إنه على الرغم من أن الصراع في الشرق الأوسط أبعد الحرب في أوكرانيا عن العناوين الرئيسية، إلا إن المخاطر لا تزال كبيرة.
وأضاف: "إذا نجح بوتين في تحقيق مراده، فإن المستقبل سيبدو قاتمًا بالنسبة لدول البلطيق وتايوان والشرق الأوسط".
وتابع: "لذا فمن الأهمية بمكان أن يظل دعم الغرب لأوكرانيا ثابتًا.. هذه هي الرسالة التي سننقلها أنا وزملائي إلى واشنطن".
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، المرشح الأوفر حظًا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، إنه سيحسم "الحرب الكارثية" بين روسيا وأوكرانيا في "يوم واحد" إذا تم انتخابه رئيسًا مرة أخرى.
في هذه الأثناء، دعا فيفيك راماسوامي، رجل الأعمال والمرشح الرئاسي، أوكرانيا إلى تقديم "تنازلات كبيرة لروسيا"، وقال إنه إذا استمرت الولايات المتحدة في المساعدات العسكرية، فسوف ينتهي الأمر بالبلاد تحت سيطرة "أمير حرب ما بعد زيلينسكي".
وتعرض رون ديسانتيس، الذي يسعى أيضًا للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري، لانتقادات في مارس الماضي، بعد أن قال إن حماية أوكرانيا ليست "مصلحة حيوية" للولايات المتحدة، ووصف الصراع بأنه "نزاع إقليمي".