أحدث هجوم "طوفان الأقصى" الذي نفذته الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، تراجعًا كبيرًا في إحساس الإسرائيليين بالأمن على نطاق واسع، عبرت عنه ريكي تال، التي كانت تشتري سلاحًا من متجر في القدس، قالت إنه لحماية أطفالها، حالها كحال 235 ألف إسرائيلي تقدموا بطلبات للحصول على تصاريح لحمل السلاح.
قالت "تال" 31 عامًا، لوكالة فرانس برس، إنها تسأل نفسها ماذا ستفعل عندما ترى أطفالها يلعبون في الحديقة، وتتساءل ماذا يحدث حال هاجمهم شخص ما، وأنها تبحث عن طريقة للتعامل معه جيدًا.
ومنذ السابع من أكتوبر، تزايدت طلبات الحصول على تصاريح لحمل الأسلحة، بشكل كبير، بحسب سلطات الاحتلال.
دعوة متطرفة من "بن جفير"
نسبة الإسرائيليين الذين تقدموا بطلبات للحصول على سلاح خلال نحو 48 يومًا، توازي العدد المسجل على مدى السنوات العشرين الماضية، بحسب وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير، الذي وسع الفئات التي يمكنها حمل السلاح، وسرع إجراءات الحصول عليه.
وبدلًا من الحضور شخصيًا، يكفي أن يجري طالب السلاح مكالمة هاتفية الآن.
وتعج الشوارع بأشخاص يحملون السلاح، على الكتف أو على الحزام، في المقاهي أو حتى أثناء دفع عربة الأطفال، سواء من المدنيين أو جنود الاحتياط.
وتعلو الأصوات المعارضة لانتشار السلاح في إسرائيل، مثل حملة "طاولات مطبخ خالية من الأسلحة"، التي تقول إن انتشار السلاح بهذا الشكل يمكن أن يقود إسرائيل إلى نفس المسار الذي اتبعته الولايات المتحدة.
انتقادات لعنف المستوطنين
وتزامنًا مع تزايد حمل السلاح، ارتفعت وتيرة اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية، في ظل حرص حكومة الاحتلال الإسرائيلي، على تسليحهم، حتى خرج وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ليطالب تل أبيب باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف عنفهم.
وفي مكالمة للوزير الأمريكي، مع بيني جانتس، عضو حكومة الطوارئ في إسرائيل، أكد الحاجة الملحة لاتخاذ خطوات إيجابية لخفض التوتر في الضفة الغربية، ومواجهة تزايد عنف المستوطنين المتطرفين.
كما نددت فرنسا، بأعمال العنف التي ينفذها المستوطنين بحق الفلسطينيين، ووصفتها بأنها "سياسة إرهاب".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، آن كلير ليجاندر، إنه ليس من حق إسرائيل أن تقرر من سيحكم غزة في المستقبل، وأن القطاع يجب أن يكون جزءًا من الدولة الفلسطينية المستقبلية.
سجلت الأمم المتحدة نحو 600 حادثة، في الستة أشهر الأولى من 2023، أي قبل عملية طوفان الأقصى، في ارتفاع كبير في الهجمات، التي أسفرت عن إصابات بين الفلسطينيين وإضرار بالممتلكات.
وبحسب المتحدثة ينس لايركه، سجل متوسط الاعتداءات من المستوطنين بحق الفلطسينيين 99 حادثة كل شهر، وزيادة بنسبة 39% مقارنة بالمعدل الشهري للعام 2022 بأكمله، ورغم ذلك شهد هذا العدد ارتفاعًا كبيرًا بعد عملية طوفان الأقصى.
ويعيش 490 ألف مستوطن بين 3 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية، وتعتبر الأمم المتحدة هذه المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.