شنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، هجومًا سافرًا استهدف 3 مدارس تابعة لوكالة الأونروا في شمال قطاع غزة، في تصعيد خطير يضاف إلى سلسلة الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، على مدار 43 يومًا من العدوان الدموي على القطاع المنكوب راح ضحيته أكثر من 12 ألف شهيد و30 ألف مصاب.
واستهدفت طائرات الاحتلال مدارس "الفاخورة وتل الزعتر وأبو حسين" المُعدة لاستقبال النازحين خلال الحروب، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين بينهم الكثير من النساء والأطفال.
ففي مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، استهدف طيران الاحتلال مدرسة أبو حسين التي كانت تأوي عشرات النازحين، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات في صفوفهم.
كما استهدفت طائرات الاحتلال مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا للمرة الثانية، رغم احتضانها لمئات النازحين، في مجزرة أودت بحياة ما لا يقل عن 200 شخص، بعد أن أقدم جيش الاحتلال على مهاجمة المدرسة للمرة الأولى في الرابع من الشهر الجاري.
ورصدت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الجثث ملقاة على الأرض المخضبة بالدماء.
اشتهرت هذه المدرسة بارتكاب مجازر فيها من قِبل القوات الإسرائيلية خلال الهجوم على قطاع غزة "ديسمبر 2008 - يناير 2009"، راح ضحية هذه المجزرة 43 شهيد كانوا لاجئين بها.
وبعد وقت قليل من استهداف مدرسة الفاخورة، أعلنت وزارة الصحة في غزة، سقوط نحو 50 شهيدًا على الأقل في قصف على مدرسة تل الزعتر، التي تأوي بداخلها عشرات النازحين بشمال قطاع غزة.
وأدانت مصر بأشد العبارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية، قصف قوات الاحتلال الإسرائيلية المروع لمدرسة الفاخورة التابعة لوكالة الأونروا، الأمر الذي أدى لسقوط العديد من الضحايا والمصابين من الشعب الفلسطيني في انتهاك صارخ جديد يضاف إلى سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة، معتبرة ما حدث جريمة حرب أخرى، تقتضي التحقيق ومحاسبة مرتكبيها، فضلًا عن كونها تمثل إهانة متعمدة للأمم المتحدة ومنظماتها الإغاثية وأهدافها الإنسانية السامية.
أما الخارجية الفلسطينية فقد نددت بـ"المجازر الجماعية المتلاحقة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي كان آخرها المجزرة البشعة في مدرسة الفاخورة المليئة بالنازحين قسرًا".
واعتبرت الخارجية الفلسطينية في بيانها "مجزرة الفاخورة دليلًا جديدًا يثبت أن حرب إسرائيل المعلنة هي على المدنيين الفلسطينيين بهدف تفريغ منطقة شمال قطاع غزة بأكملها من أي وجود فلسطيني".
من جانبه، أدان فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، الغارات المروعة على مدارس الأمم المتحدة في غزة، موضحًا أن الوكالة تلقت صورًا ولقطات مروعة لعشرات الشهداء والجرحى في مدرسة أخرى للوكالة بشمال القطاع.
في حين قالت تمارا الرفاعي، المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، إنه بحكم القانون الدولي الإنساني فإنّ كافة المستشفيات محمية ويجب أن تستمر في عملها.