قال عدنان عبد العلي، مراسل "القاهرة الإخبارية" من مقديشو العاصمة الصومالية، إن المواطنين في المخيمات يواجهون أوضاعًا معيشية صعبة، إذ لم تصل لهم أيادي العون بعد، ولا زالوا يعلقون آمالهم على مبادرات دولية ومحلية تأخذ بيدهم.
وتحدث "عبدالعلي" مع إحدى النازحات الصوماليات، وتدعى رحمة جيلاني تعيش في مخيم الهداية، التي أكدت له أنها نزحت مع أطفالها من جنوب البلاد، وأن الحرب والجفاف أجبرها على ترك ديارها، وشد الرحال إلى مخيمات تفتقر أبسط مقومات الحياة.
وتقول رحمة: "نزحنا بسبب الحرب والجفاف، وغياب موسم الأمطار فرض علينا الفراق من منازلنا، وكانت حياتنا تعتمد على الزراعة، ولم تقدم أي جهة مساعدات إنسانية منذ وصولنا إلى هنا، وبات الحصول على لقمة عيش لأطفالي يؤرقني".
قرابة 1300 أسرة وصلت إلى مخيم الهداية، ما يُشكل عبئًا على أوضاع النازحين القدامى الذين لم تتوفر لهم مساعدات إنسانية نتيجة تقلص مستوى الدعم الإنساني في البلاد بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا وجائحة كورونا من قبلها.
وتصف إحدى السيدات معاناتها قائلة: "نزحت من الأرياف البعيدة، ونحتاج إلى الغذاء والماء والدواء، فأطفالي يعانون الجوع والأمراض، ولم نجد في المخيم أساسيات الحياة، ولهذا نطلب مساعدات طارئة لإنقاذ أطفالنا من الموت، وتوفير الطعام لهم ورعاية صحية لإبقائهم على قيد الحياة".
نحو 8 ملايين صومالي يهددهم الجوع، وفق إحصائيات المنظمات الأممية بسبب الجفاف الذي يكاد يدفع البلاد إلى حافة المجاعة، فضلًا عن أن المخيمات لا تتوفر فيها مقومات الحياة، غير أن النازحين يستنجدون بالعالم لإغاثتهم، ولكن الاستجابة لا تزال معدومةً ليبقى هؤلاء وحدهم في مواجهة أوضاع معيشية قاسية تدفعهم لإنفاق تكاليف باهظة للبقاء على قيد الحياة.