أعلن تنظيم داعش الإرهابي، عبر ذراعه الإعلامي ما يسمى بمنصة "الفرقان"، اليوم الخميس، مقتل أبو الحسن الهاشمي القرشي، الذي تم اختياره لقيادة التنظيم في مارس الماضي، وذلك عبر رسالة صوتية للمتحدث باسم التنظيم.
وجاء إعلان تنظيم داعش الإرهابي مقتل زعيمه وتعيين آخر جديد، ليكون ثالث قائد للتنظيم في 2022، ما عدّه محللون "يحدث هزة داخل داعش، ويؤثر معنويًا في رواده".
أبي الحسين الحسيني القرشي "خليفته"
وقال المتحدث باسم التنظيم أبو عمر المهاجر، خلال التسجيل الصوتي، إن "القرشي قتل"، معلنًا تعيين أبي الحسين الحسيني القرشي خليفة له، دون توضيح تاريخ أو مكان وفاته.
عيّن القرشي زعيمًا للتنظيم الإرهابي في مارس الماضي، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مقتل زعيم التنظيم السابق أبو إبراهيم الهاشمي القرشي في عملية عسكرية أمريكية شمالي غرب سوريا.
يأتي هذا في وقت قالت القيادة المركزية الأمريكية، في بيانها عن الحادث، إن زعيم التنظيم السابق قتل على يد فصائل معارضة سورية قبل شهر ونصف في محافظة درعا في جنوب سوريا، مؤكدة أنها "ضربة أخرى لداعش".
العملية نفذت في درعا
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية (سنتكوم) جو بوتشينو، إن العملية نفذت في محافظة درعا، التي تسيطر عليها قوات النظام السوري وتنتشر فيها فصائل معارضة سابقة أجرت مصالحات مع دمشق.
ولم يوضح المتحدث ظروف مقتل زعيم التنظيم وكيفية تنفيذ العملية. وأضاف بوتشينو أن مقتل الهاشمي يُشكل "ضربة جديدة" للتنظيم الإرهابي، لكنه لفت إلى أنه لا يزال يشكل خطرًا على المنطقة.
وصرَّح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحفيين، بأن البيت الأبيض رحب بنبأ مقتل زعيم تنظيم داعش أبو الحسن الهاشمي القرشي.
وأضاف كيربي عندما سُئل عن أنباء وفاة زعيم التنظيم: "نرحب بإعلان أن زعيمًا آخر لداعش لم يعد يمشي على وجه الأرض".
وأعلنت دمشق عن العملية الأمنية التي قالت إنها جاءت بالتعاون بين الجيش السوري "ومجموعات أهلية"، وأودت بحياة "مجموعة من متزعمي تنظيم داعش الإرهابي"، بينها عراقي.
يذكر أن تنظيم داعش الذي سيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا منذ عام 2014، واجه هزائم قوية في العراق بداية من عام 2017، ثم في سوريا في عام 2019، وخسر كامل مناطق سيطرته، إلا أن عناصره المتوارين لا يزالون يشنون هجمات، وإن كانت محدودة في البلدين، خصوصًا ضد القوى الأمنية، كما يتبنى التنظيم هجمات في دول أخرى.
من هو زعيم التنظيم الجديد؟
يُعد زعيم تنظيم داعش الجديد أبي الحسين الحسيني القرشي، واحدًا من قيادات التنظيم الإرهابي، وكان من المقربين من الزعيم الأول للتنظيم، أبو بكر البغدادي، وكان يتمتع بنفوذ كبير حتى قبل توليه قيادة داعش.
وفي 10 مارس الماضي، تم تنصيبه خلفًا لـ"أبو إبراهيم القرشي"، بعد مقتل زعيم التنظيم بـ40 يومًا، في عملية أمنية أمريكية في الأراضي السورية، في 3 فبراير الماضي، عملًا بوصيته، بحسب رسالة من التنظيم عبر الإنترنت.
ووفق مصادر صحفية، لقب أبو الحسن الهاشمي، أو زيد العراقي، بأستاذ داعش، حيث كان تولى إمارة ديوان التعليم في التنظيم، وعقب ذلك تولى مناصب أخرى داخل داعش، منها أمير "ديوان القضاء والمظالم"، وعمل مسؤولًا عمّا يسمى بـ"إمارة المكتب المركزي لمتابعة الدواوين الشرعية".
مستقبل "داعش"
تعرض التنظيم منذ عام 2019 إلى ثلاث ضربات قاضية في هيكله، وذلك منذ إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مقتل "الأب الروحي" للتنظيم أبو بكر البغدادي، خلال عملية عسكرية أمريكية في سوريا ما مثل ضربة قوية للتنظيم.
وفي فبراير الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن شن قوات العمليات الخاصة هجومًا استهدف أبو إبراهيم القرشي، زعيم "داعش" الجديد، وقتل 13 شخصًا في غارة على مدينة إدلب السورية.
وفي يوليو الماضي أعلن البيت الأبيض استهداف ماهر العقال، أحد أبرز الشخصيات في تنظيم الإرهابي، الذي عمل على بناء شبكات التنظيم خارج العراق وسوريا، قبل أن يقتل في غارة أمريكية بطائرة مسيرة شمال غربي سوريا، وهو أحد أبرز خمسة قادة من قيادات "داعش".
هزة كبيرة داخل التنظيم
ويرى محللون أن مقتل زعيم داعش جاء في معارك داخلية بمدينة درعا مع جماعات إرهابية أخرى، وليست عبر عملية خارجية، وهو الأمر الجديد على سير العمليات العسكرية التي تستهدف الجماعات الإرهابية في سوريا تحديدًا.
كما أن الضربات المتوالية التي استهدفت قيادات داعش، أحدثت هزة كبيرة داخل جسد التنظيم، وربما يؤثر كثيرًا في معنويات الأفراد، وربما ينتج عنها عدد من الانشقاقات الداخلية وتوسيع حدة الصراعات بين الفرق المختلفة بالتنظيم، وهو الأمر نفسه الذي حدث مع تنظيم القاعدة بعد عمليات متوالية من استهداف زعمائه، الذي أحدث إعادة لرسم السياسات في ظل إدارات جديدة، ثم بدأت مخاطره تتلاشى مع الوقت لكن ظهرت تنظيمات جديدة تتبع نفسه سياساته، وهو ربما السيناريو الذي يصيب داعش.