يتجه الناخبون في الأرجنتين للصناديق لاختيار رئيسهم الجديد، يوم الأحد المقبل، في وقت تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية عميقة، وينافس خلال هذه الانتخابات مرشحان يتقدم أحدهما على الآخر بفارق بسيط، هما وزير الاقتصاد ومنافس ليبرالي.
في الشوراع، تنتشر لافتات مرشح الكتلة الحكومية "يسار وسط"، وزير الاقتصاد سيرخيو ماسا (51 عامًا)، ومنافسه الليبرالي خافيير ميلي (53 عامًا)، الذي يعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير.
استطلاعات الرأي تظهر تقارب المرشحين، رغم التقدم البسيط لـ"ميلي"، فيما يقول نيكولاس سالدياس المحلل في وحدة "إيكونومست إنتليجنس يونيت" للبحوث، التابعة لمجموعة إيكونومست البريطانية، إن جزءًا كبيرًا من الناخبين سيتخذ قراره في اليوم الأخير، وربما في الساعات الأخيرة، وقد يصل الأمر إلى مراكز التصويت، بحسب "فرانس برس".
ومن المنتظر أن يحسم الأرجنتينيون من سيحل محل الرئيس المنتهي ولايته ألبرتو فرنانديز، وهو من الحركة البيروانية التي أسسها خوان بيرون وزوجته "إفيتا"، والتي كانت القوة السياسية الرئيسية في الأرجنتين لعقود، ويتولى الفائز منصبه في 10 ديسمبر المقبل.
رأي الشارع، الأرجنتيني، متأرجح على ما يبدو، وتعكسه سيرخيا ألايا، البالغة من العمر 63 عامًا، التي تقول إنها لا تعرف لمن ستصوت، فهم يخافون مما هو جديد لكنهم لا يريدون الاستمرار كما كانوا.
تحدي التضخم
تصريحات الناخبة الأرجنتينية، تأتي في وقت تشهد فيه البلاد واحدًا من أعلى معدلات التضخم في العالم، إذ بلغ 143% خلال عام، وفي ظل استمرار العملية الوطنية "البيزو" في الانخفاض، وفي وقت يكافح فيه ثالث أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية من أجل سداد قرض بقيمة 44 مليار دولار، حصل عليه عام 2018 من صندوق النقد الدولي.
ويبلغ عدد سكان الأرجنتين نحو 45 مليون نسمة، وهي واحدة من أكبر موردي الأغذية في العالم، إذ تصدر كميات كبيرة من الفول الصويا والذرة والقمح ولحم البقر، كما أن لديها واحدة من أكبر احتياطيات الليثيوم، وإمكانيات ضخمة للغاز والنفط، ورغم ذلك تعاني أزمة اقتصادية طاحنة.
معلومات عن المرشحين
خافيير ميلي، هو اقتصادي يبلغ من العمر 53 عامًا، ويترشح عن كتلة La Libertad Avanza الليبرتارية، ويواجه سيرجيو ماسا وزير الاقتصاد الحالي، ويمثل ائتلاف Union por la Patria (UP) الحاكم، وينظر إليه على أنه براجماتي في البيروانية، وهو ما ساعده على الحصول على المزيد من الأصوات المعتدلة.
ويحاول ماسا، أن ينأي بنفسه عن إدارة حكومة ألبرتو فرنانديس المنتهية ولايته، إذ إنه لا يحظي بشعبية كبيرة، في وقت يعيش فيه أربعة من كل 10 سكان تحت خط الفقر، محاولًا إقناع الأرجنتينيين أن التوجه سينعكس في المستقبل.
ماسا استطاع بالفعل الفوز بالجولة الأولى من الانتخابات في 22 أكتوبر الماضي، بنسبة 37% متقدما على خافيير ميلي 30% و باتيريسيا بولريتش 24%، التي انضمت إلى معسكر ميلي بعد الجولة الأولى.
ويمكن لميلي الحصول على المزيد من الأصوات في الجولة الثانية، بعد حصوله على دعم المحافظة باتريشيا بولريش، صاحبة المركز الثالث، في الجولة الأولى.
ويعد التحدي الأكبر الذي سيواجه الرئيس الجديد، هو إنعاش الاقتصاد الذي يواجه تضخمًا ثلاثي الأرقام، واحتياطات صافية سلبية بالعملات الأجنبية وانهيار العملية المحلية.
موعد الانتخابات
سيتم فتح مراكز الاقتراع في الساعة الثامنة صباح الأحد المقبل، وتغلق في الثامنة مساءً، ومن المتوقع أن تصدر نتائج الانتخابات في التاسعة مساء بالتوقيت المحلي، ويحكم المرشح الفائز لمدة 4 سنوات.