بينما ادعت قوات الاحتلال الإسرائيلية، مسؤولية الفصائل الفلسطينية عن المقذوفات التي سقطت على مجمع مستشفى الشفاء الطبي، الجمعة الماضي، كشف تحليل الصور ومقاطع الفيديو الذي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" أن الذخائر أُطلقت من قبل الاحتلال.
وأظهر تحقيق لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن القصف الذي استهدف قسم الولادة في مستشفى الشفاء في غزة، يوم الجمعة الماضي، نجم عن قذيفة أطلقتها القوات الإسرائيلية، الأمر الذي نفى مزاعم قوات الاحتلال التي صرحت أن الهجوم نتج عن قذيفة فلسطينية أُطلقت بالخطأ.
وفي ساعات مبكرة من صباح الجمعة الماضي، ومع اشتداد القتال بين قوات الاحتلال الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية، أُطلقت قذيفة على مجمع الشفاء الطبي، والتي اصطدمت بوسط باحة المستشفى.
وبعد ساعات من الهجوم، حمَّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الفصائل الفلسطينية مسؤولية القصف، مؤكدة أنها قذيفة أطلقتها الفصائل لاستهداف قواته المنتشرة في مكان قريب من المستشفى سقطت بالمبنى وألحقت الضرر به.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن 3 على الأقل من القذائف التي ألقيت على المستشفى كانت ذخائر إسرائيلية، وتم تحليل شظايا الأسلحة التي جمعتها وتحققت منها الصحيفة الأمريكية من قبل خبراء.
وإلى جانب بقايا الذخائر، كشف تحليل لقطات الفيديو أن 3 قذائف أُطلقت على المستشفى من الاتجاهين الشمالي والجنوبي، وهو مغاير للمسار الذي زعم الاحتلال الإسرائيلي.
وبتفحص صور الأقمار الصناعية، تبين وجود قوات الدفاع الإسرائيلية في مواقع شمال وجنوب المستشفى، في وقت مبكر من صباح الجمعة الماضي.
ورفضت قوات الاحتلال الإسرائيلي التعليق على الأدلة المُقدمة من "نيويورك تايمز"، مؤكدة عدم قدرتها على الرد على استفسارات محددة بسبب النشاط العسكري الجاري.
وفي حوالي الساعة الثانية صباحًا من الليلة ذاتها، تعرض المستشفى للقصف من جديد، بقذائف متفجرة اخترقت جدار الطابق الخامس من مبنى الولادة.
وأظهر مقطع فيديو تم تصويره، بقايا قذائف دبابة من عيار 120 ملم صنفها خبراء أنها النوع الذي تستخدمه فقط قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي تحاصر محيط المستشفى.
ووفقًا لتحليل الصحيفة الأمريكية، فإن هذه القذائف أطلقت على الأرجح من اتجاه جنوبي باتجاه المستشفى، وهو ما يتعارض مرة أخرى مع الخريطة التي أصدرتها قوات الاحتلال، وزعمت أنها أطلقت من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية.
يجدر الإشارة إلى أن تأكيد قوات الاحتلال بأن مستشفى الشفاء أصيب بالفعل بقذيفة فلسطينية يعكس ادعاءات مضادة مماثلة، ولم يتم حلها حتى الآن في أعقاب قصف استهدف المستشفى المعمداني الأهلي قبل حوالي شهر، والذي سقط على إثره نحو 1000 شهيد وجريح.