مع بداية حرب الاحتلال الإسرائيلي، على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، كان الوقود إحدى أوراق الضغط التي زادت من معاناة المدنيين، وتسببت في الكثير من الوفيات في المستشفيات والمراكز الطبية، واليوم نفاد الوقود يهدد بتوقف الاتصالات بالكامل في القطاع المحاصر.
وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إسحق سدر، قال إن خدمة الاتصالات والإنترنت ستتوقف بشكل كامل في قطاع غزة الخميس المقبل، بسبب نفاد الوقود، مما سيسهم في تعميق الكارثة الإنسانية في القطاع؛ لأن المواطنين لن يكونوا قادرين على التواصل مع خدمات الطوارئ والإغاثة والنجدة.
وقال "سدر"، في مؤتمر صحفي، الأحد، إن انقطاع الاتصالات سيؤثر في الاتصال بطواقم الدفاع المدني والهلال الأحمر فيما بينها، ومع مراكزها، وبالتالي عدم تمكنهم من الوصول إلى أماكن الإغاثة، وهو ما سيتسبب في فقدان الكثير من الأرواح وحرمان أهل غزة من الاتصال والتواصل.
وأكد وزير الاتصالات، أن الطواقم الفنية بذلت جهدًا جبارًا لإصلاح الأعطال وإبقاء الخدمة مستمرة، ما أسفر عن استشهاد 7 من الطواقم، أثناء عملهم، مشيرًا إلى أنهم عملوا بدوافع إنسانية وخاطروا بحياتهم، في ظل الظروف الصعبة، وتركوا عائلاتهم، ملبين لنداء الواجب.
وأشار "سدر"، إلى أن القطاع أمام أزمة كبيرة في ظل نفاد الوقود بشكل كامل، وبالتالي فقدان عناصر رئيسية من الشبكة بشكل تدريجي، لعدم وجود وقود لتشغيل المولدات التي تزود محطات الشبكة، في ظل قطع الاحتلال للتيار الكهربائي من اليوم الأول.
ووجه سدر، استغاثة دولية، وطالب كل المؤسسات وخاصة الاتحاد الدولي للاتصالات، لإدخال الوقود إلى قطاع غزة من اللحظة، لتمكين القطاعات الحيوية من تقديم الخدمات.
تحذير من توقف شامل لخدمات الطوارئ
وحذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأحد، من تداعيات التوقف الشامل لخدمات الطوارئ في قطاع غزة، مؤكدًا أن الاحتلال يتعمد وقف كل خدمات الطوارئ، وهو ما يهدد بـ "إعدام جماعي للمدنيين بفعل منع سبل النجاة عنهم".
وبحسب المرصد، فإن تعمد الاحتلال حظر إدخال الوقود للقطاع، رغم أنه يخضع للمراقبة، يستهدف على ما يبدو بشكل متعمد وقف كل خدمات الطوارئ، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
ويعيش قطاع غزة في ظل انقطاع كامل للكهرباء، واستنفاد احتياطات الوقود اللازمة لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع.
القطاع الصحي
وتسببت اعتداءات الاحتلال، ونقص الوقود، في خروج 22 مستشفى من قطاع غزة عن الخدمة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي، أمس الأحد، إن الاستهداف المركز للمستشفيات بشكل خاص، أسفر عن خروج 22 مستشفى و49 مركزًا صحيًا، عن الخدمة إلى جانب استهداف 53 سيارة إسعاف.
وبحسب مصادر طبية محلية ودولية، من المرشح زيادة عدد الوفيات خلال الساعات المقبلة، نتيجة خروج المستشفيات الكبيرة عن الخدمة، إثر نفاد الوقود ونقص الأدوية.
حصيلة العدوان
بلغت حصيلة الشهداء حتى مساء الأحد، 11180 شهيدًا، بينهم 4609 أطفال، و3100 امرأة.